تُعَدّ البراكين المخروطية من أبسط التشكيلات التكتونية، حيث يتكون مخروط البركان من مجموعة من المقذوفات البركانية التي تخرج من فوهة البركان خلال فترة الثوران، لتتجمع لاحقًا في شكل مخروط يتجه رأسه نحو الأعلى.
توجد فوهة البركان في مركز المخروط، ومن الجدير بالذكر أن علماء الجيولوجيا قاموا بتصنيف البراكين إلى أنواع عدة، لذا سنقدم في هذا المقال تعريفًا للبراكين المخروطية.
تعريف البراكين المخروطية
- تُعَدّ البراكين المخروطية من أبسط أنواع البراكين، وقد سُميت بهذا الاسم بسبب شكلها المخروطي. ورغم أنها تتشابه مع البراكين المركبة في الشكل، إلا أنها أقل ارتفاعًا.
- لا يتجاوز ارتفاع هذه البراكين ثلاثمئة متر، إذ تتشكل نتيجة تجمع الحمم والمقذوفات والرماد البركاني حول فوهة البركان خلال فترات الثوران.
- تشكل هذه العملية مخروطًا له فوهة مركزية، حيث تكون قاعدة البركان المخروطي عادةً على شكل دائرة، وزاوية انحداره تبلغ حوالي أربعين درجة، بينما تشبه فوهته وعاءً للطعام.
- يمكن العثور على هذا النوع من البراكين في دول متعددة مثل تركيا وكندا وأستراليا وفرنسا، كما أظهرت المراصد الفلكية وجودها أيضًا على سطح القمر والمريخ.
كيفية تشكل البراكين المخروطية
سنجيب عن هذا السؤال من خلال النقاط التالية:
- تتشكل البراكين المخروطية نتيجة اندفاع الصهارة (الماغما) التي تحمل كميات كبيرة من الغازات ذات الضغط العالي جدًا.
- حيث يتسبب الضغط العالي لهذه الغازات في إحداث شق في القشرة الأرضية، مما يؤدي إلى اندفاع الماغما الساخنة نحو الأعلى كأنها نافورة.
- ومع انخفاض درجة حرارتها، تبدأ بالتساقط، مما يؤدي إلى تشكيل الصخور والرماد البركاني.
- وتتراصف هذه الصخور فوق بعضها لتشكل مخروطًا له فوهة في المنتصف.
- عادةً ما يتشكل البركان المخروطي نتيجة ثوران واحد، لكن في مناسبات نادرة يمكن أن ينتج عن عدة ثورانات، حيث يتم تشكيل مخروط جديد فوق الآخر.
- ومع ذلك، لا يمكن أن يصل الارتفاع الكلي لهذه المخاريط إلى نفس ارتفاع البراكين المركبة.
- يمكن للبراكين المخروطية أن توجد بشكل منفرد وتعتبر بذلك البركان الرئيسي في المنطقة، أو يمكن أن تكون براكين ثانوية تُشكل بجوار البراكين الدرعية أو المركبة.
المواد التي تقذفها البراكين المخروطية
- تمتاز البراكين المخروطية بأنها تقذف صخورًا ذات أحجام صغيرة نسبيًا مقارنةً بأنواع البراكين الأخرى.
- هذه الصخور شبيهة بالصخور البازلتية وتتميز بوجود تجويف داخلي نتيجة احتباس الغازات بداخلها.
- تُصنَّف الصخور التي تخرج من هذه البراكين إلى حصى صغيرة (بقطر أقل من 64 مليمتر) وكتل صخرية (بقطر أكبر من 64 مليمتر).
- بالإضافة إلى الرماد البركاني والغبار البركاني، تُقذف البراكين المخروطية أيضًا الحمم المنصهرة بدرجة حرارة عالية.
- تنساب هذه الحمم من فوهة البركان، حابرةً طريقها في الصخور، بشكل مجرى واضح كبركان فلاغستاف في ولاية أريزونا الأمريكية.
أنواع البراكين المخروطية
بعد تناول تعريف البراكين المخروطية، نستعرض الآن أنواعها، والتي تشمل ما يلي:
-
المخروط الرشاش: يُعبر عن المقذوفات في هذا النوع من البراكين بحمم بركانية سائلة تُطلق من فوهة البركان وكأنها نافورة.
- تتبرد الحمم المنطلقة في الهواء دون أن تتصلب، مما يؤدي إلى تكسرها إلى صخور طرية تتراكم فوق بعضها.
- وبسبب طراوتها، تلتصق ببعضها مشكلة مخروط بركاني رئيسي وليس نتيجة ثوران بركان درعي أو مركب.
-
بركان الرماد: يتميز هذا النوع بعدم وجود انفجار للحمم البركانية كالموجود في البركان الرشاش.
- حيث يصعد الرماد البركاني ذو الكثافة الأقل إلى سطح الحمم البركانية على شكل حلقة دائرية.
- تشكل هذه الحلقة قاعدة البركان المخروطي، ويستمر الرماد في الصعود حتى يشكل المخروط البركاني، ويعتبر هذا النوع ثانويًا للبراكين الدرعية والمركبة.
- أحد أشهر الأمثلة على هذا النوع هو بركان رأس الماس في هاواي.
-
بركان الشظايا: يتسم هذا النوع بأن نافورة الحمم البركانية تتبرد بسرعة وتحول إلى شظايا صخرية صلبة بدلاً من الصخور الطرية.
- تسقط هذه الشظايا على الأرض مُصدرةً أصواتًا عالية، مما يؤدي إلى تكدسها فوق بعضها لتشكيل المخروط البركاني، ويكثر هذا النوع في القسم الغربي من أمريكا الشمالية.
- مخروط بركاني عديم الجذر: يتميز باندفاع الحمم البركانية من الفوهة فوق أرض تظهر بها انفجارات بخارية. نتيجةً لهذه الأبخرة ذات الضغط العالي، تتطاير الماغما على شكل رماد أو شظايا أو صخور بركانية مكونة المخروط البركاني، بحيث يبدو أن الحمم انطلقت من باطن الأرض؛ نظرًا لأن الماغما في هذا النوع تكون بالمقام الأول على سطح الأرض، يظهر هذا المخروط بركانيًا عديم الجذر.
أنواع البراكين حسب شكلها
تقسم البراكين حسب شكلها إلى الأنواع التالية:
-
البراكين المركبة: تُعتبر أكثر الأنواع ارتفاعًا، إذ يُمكن أن يصل ارتفاعها إلى أكثر من ألفي متر.
- وهي تأخذ شكل الجبال، وسُميت مركبة لأن حممها ذات لزوجة عالية، مما يجعلها تنساب وتُتراكَم فوق بعضها لتشكيل المخروط البركاني. مثال على هذا النوع هو البركان الخامل في جبل فوجي في اليابان.
- البراكين الدرعية: تُعتبر الأكبر بين أنواع البراكين، حيث تندفع الحمم في كل اتجاه حول فتحة البركان.
- البراكين المخروطية: تُعتبر الأكثر شيوعًا على سطح الأرض، وتم تسميتها بهذا الاسم نتيجةً لشكلها المخروطي.
-
البراكين الخارقة: لا يزال هذا النوع موضوع دراسة من قبل العلماء، ويُعتبر الأكثر خطورة بين أنواع البراكين.
- تسبب ثورة هذا النوع من البراكين دمارًا شاملًا للقشرة الأرضية المحيطة به.