موقع مدينة البتراء
يمكن تحليل موقع مدينة البتراء التاريخية على النحو التالي:
- من الناحية الجغرافية: تقع مدينة البتراء النبطية على بُعد 260 كم جنوب العاصمة الأردنية عمّان، و133 كم شمال مدينة العقبة. تُعتبر المدينة نقطة التقاء استراتيجية للتجارة القديمة، حيث تمتد على طريق القوافل من مصر وشبه الجزيرة العربية إلى مدينة دمشق. كما شملت في السابق مناطق واسعة، بما في ذلك شرق الأردن وجنوب بلاد الشام وشبه جزيرة سيناء، بالإضافة إلى الشمال الغربي من شبه الجزيرة العربية وجنوب سوريا، حيث شغلت أجزاء من منطقة حوران.
- من الناحية الفلكية: تُحدد الإحداثيات الفلكية لمدينة البتراء عند دائرة عرض (30.3333) وخط طول (35.4333).
- طرق الوصول إليها: يمكن الوصول إلى مدينة البتراء براً من عمّان عبر الطريق الصحراوي، حيث تُستغرق الرحلة نحو 3 ساعات. Alternatively، يمكن استخدام طريق الدوار السابع في عمّان والالتفاف عبر طريق الملوك السريع للوصول إلى المدينة في حوالي 5 ساعات.
وصف مختصر لمدينة البتراء
تعتبر البتراء، التي تُعرف أيضاً باسم “المدينة المفقودة”، مدينة مُعَبدة في الصخور الرملية الحمراء، وتمتد على مساحة تقارب 261.71 كم². يتمكن الزوار من الوصول إليها عبر ممر صخري طبيعي يُطلق عليه “السِّيق”، والذي يمتاز بشكله المتعرج.
تحتوي المدينة على مجموعة متنوعة من المعابد والقبور، ومن أبرزها القبور الملكية والقبر الكورنثي. أيضًا، تتمتع المدينة بنظام مائي متطور يتضمن قنوات المياه والخزانات، مما يعكس التقدم الهندسي الذي حققه الأنباط في ذلك الوقت. كما يُعتبر الدير الضخم الموجود في المدينة واحداً من المعالم التي تعود إلى الألفية الأولى. يجدر بالذكر أن مدينة البتراء أُدرِجت في قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو عام 1985، حيث تُعَد واحدة من أبرز المواقع الأثرية في العالم.
نبذة تاريخية عن البتراء
تعود أصول مدينة البتراء إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وقد أسسها الأنباط، السكان الأصليون الذين استوطنوا منطقة جنوب غرب الأردن، حيث اعتبرت المدينة مركزاً تجارياً رئيسياً لهم. في عام 312 قبل الميلاد، تعرضت المدينة لهجوم من اليونانيين، لكن التضاريس الجبلية المحيطة بها شكلت دفاعاً طبيعياً، مما ساعد الأنباط على صد الهجوم. في عام 106 ميلادي، هاجم الرومان المدينة، ونجحوا في ضمها إلى الإمبراطورية الرومانية، واستمر نفوذهم لمدة 250 عاماً حتى تعرضت المدينة لزلزال في منتصف القرن الرابع ميلادي، أدى إلى تدمير معظم مبانيها. بعد ذلك، استولى البيزنطيون على المدينة وسكنوا فيها لمدة 300 عام.
