مضيق الدردنيل
يرتبط اسم مضيق الدردنيل بمدينة قديمة كانت تُعرف في العصور اليونانية باسم دردنوس، والتي كانت تطل على هذا المضيق من الجهة الآسيوية. يمتد المضيق على طول 61 كيلومترًا، ويتراوح عرضه بين 1.2 كيلومتر و6 كيلومترات، كما يختلف عمقه في بعض المناطق، حيث يصل في البعض منها إلى 50 مترًا وفي أماكن أخرى إلى 60 مترًا.
موقع مضيق الدردنيل
يقع مضيق الدردنيل بين قارتي أوروبا وآسيا، ويشكل ممرًا مائيًا دوليًا يربط بحر إيجة ببحر مرمرة. يفصل هذا المضيق بين السواحل الآسيوية الصغيرة وشبه جزيرة جاليبولي في القارة الأوروبية، وهو يتواجد بالكامل داخل الأراضي التركية.
تاريخ مضيق الدردنيل
أولَت الدولة العثمانية أهمية خاصة لمضيق الدردنيل، خصوصًا بعد استيلائها على مدينة القسطنطينية. قامت ببناء عدة قلاع تحصينية على ضفافه، مما جعله حصنًا منيعًا ضد أي هجوم، مهما كانت قوة الأسطول المهاجم.
تشير السجلات التاريخية إلى هجوم بحري إنجليزي على المضيق عام 1807، حيث كان الأسطول يتكون من 12 باخرة مزودة بمدافع وحراقات. قاد هذا الهجوم الأميرال دوكودث، وعندما اقترب بأسطوله من الآستانة، أدرك حجم التحصينات الدفاعية التي تم وضعها، مما دفعه إلى الانسحاب. ومع ذلك، كانت القوات التركية مستعدة تمامًا لصد ذلك الهجوم، وأسفرت المعركة عن تكبد الأسطول الإنجليزي خسائر كبيرة. وفيما بعد، حاول الأميرال مراسلة الأسطول الروسي للتآزر من أجل اجتياح المضيق، غير أن الأميرال الإنجليزي رفض ذلك لأنه كان على دراية بتحصينات الدولة العثمانية.
أهمية مضيق الدردنيل
تعتبر أهمية مضيق الدردنيل مشابهة للعديد من المضائق في العالم، حيث يوفر فوائد اقتصادية جليلة للدولة التي يمر بها. يُساهم بفعالية في تعزيز الحركة المائية، لا سيما عبر السفن التجارية وناقلات النفط، التي تدفع رسومًا وضرائب مقابل عبورها. كما تمّت العديد من المفاوضات وتوقيع الاتفاقيات مع الدول المعنية لضمان تدفق الحركة التجارية عبر هذا المضيق.