إن التعبير عن مشاعر السعادة التي أعيشها يتجاوز حدود الكلمات، وفي هذا المقال سأروي لكم تجربتي مع آية “إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين”. لقد تحولت ضعفي إلى قوة وطريق الضيق إلى سعة. وكأن الله سبحانه وتعالى قد منحني نعمة عوضاً عن كل محنة مررت بها. دعونا نستعرض تجربتي مع الآية “إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين”.
تجربتي مع آية إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين
أولاً
- قبل ثلاث سنوات، كانت حياتي تستقر مادياً ونفسياً إلى حد ما، حتى جاء مارس 2019 وتفشى فيروس كورونا.
- هذا الفيروس أثر بشكل كبير على الجميع، وسادت تغييرات عديدة في الأوضاع.
- كنت أعمل مديراً لمطعم كبير وشهير، يستقطب عدداً كبيراً من الزبائن من مختلف الفئات.
- لكن مع جائحة كورونا، تراجعت أعداد الزبائن بشكل ملحوظ، حيث أصبح المطعم يستقبل عددًا قليلاً جداً منهم.
- وذلك بسبب فرض إجراءات الحظر وقلة الثقة في الطعام الخارجي.
- من بين مميزات المطعم كان يعمل على مدار اليوم، ولكن واجهتنا خيارات صعبة من قِبل مالك المطعم، إما تسريح جميع العمال أو الإبقاء على عدد قليل منا.
- اخترنا البقاء كفريق واحد حتى تمر الظروف، إذ لم يكن من العدل أن يتوقف عمل أحد بينما يستمر الآخر.
- استمرينا بالعمل بالرغم من الضغوط المالية التي كانت تتسبب لي بقصور في عدة جوانب.
ثانياً
- فوجئت بعدها بقرار إغلاق جميع المطاعم، الأمر الذي أصابني بحالة من الصدمة.
- كيف سأواجه كافة المسؤوليات، خاصة مع وجود زوجة وأبناء بحاجة إلى المساعدة، وقد أصبحت بلا عمل أو دخل؟
- بدأت في الإنفاق من مدخراتي التي كنت أحتفظ بها للأزمات، ومع مرور الوقت بدأت هذه المدخرات تنفد.
- وبحثت في كل مكان عن بديل للمطعم، إلا أن محاولاتي قد باءت بالفشل.
- مع نفاد كل ما أملك من مال، اضطررت إلى بيع ذهب زوجتي، وقدمت على بيعه قطعة بعد الأخرى حتى نفدت جميعها.
- وأعتبرت ذلك مأساة؛ وفي يوم من الأيام وجدت فيديو على اليوتيوب يتحدث عن فضل جملة “إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين”.
- شاهدت العديد من الفيديوهات التي تشير إلى أن من يردد هذه الجملة دوماً، تُفتح أمامه أبواب الرزق ويدفع عنه الفقر.
- وهكذا بدأت تجربتي مع “إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين”.
فضل جملة إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين
- بدأت أردد هذه الجملة بعد كل فرض، حوالي ألف مرة لكل فرض.
- لكن، للأسف، الأمور لم تتحسن بل كانت تزداد سوءًا، وكان المال ينفذ حتى خسرت مبالغ كبيرة.
- للتقليل من النفقات، اضطرت لترك شقتي في منطقة راقية للغاية، نظرًا لعدم قدرتي على دفع الإيجار.
- بحثت عن شقة في منطقة شعبية لتقليل النفقات، لأن الحياة كانت صعبة جداً حينها.
- رغم الصعوبات، لم أستسلم، واستمرت عملية البحث عن فرص العمل مع المحافظة على ترديد “إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين”.
- لكن دون جدوى، بل الأمور أصبحت أكثر تعقيداً.
- كنت أنام على صوت القرآن الكريم وأستمع بانتظام إلى برنامج بريد الإسلام.
- وفي أحد الأيام، سمعت أحد المتابعين يسأل عن الأدعية والآيات التي تجلب الرزق.
- فقمت بتدوين ما ذكره الشيخ، وشعرت أنه علامة موجهة لي من الله.
- وعندما بدأت المواظبة على هذه الأدعية وترديد “إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين”، بدأت الأمور تتغير، ورزقني الله بعمل على الإنترنت بدخل جيد.
- منذ ذلك الحين، لم أتوقف عن ترديد هذه الجملة، وكانت حياتي تزداد تيسيرًا بفضل الله.
أدعية وآيات قرآنية لجلب الرزق
- اللهم إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك.
- أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي.
- اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضيق الدين وغلبة الرجال.
- من الآيات القرآنية التي تجلب الرزق قول الله سبحانه وتعالى:
- (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا، يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا).
تفسير إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين
تشير الآية “إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين” (سورة الذاريات، الآية 58) إلى صفات عظيمة ترتبط بالله تعالى. وفيما يلي تفسير مختصر لهذه الآية:
الرزاق
- المعنى: الله سبحانه وتعالى هو الذي يرزق جميع خلقه، والرِزْق يتضمن كل ما يُفْيِد الإنسان في حياته، سواء كان مادياً (كالطعام والمال) أو معنويًا (كالصحة والعلم).
- الشرح: الله وحده هو المتكفل برزق عباده ويقوم بتوزيع الأرزاق وفق حكمته وعدله، ولا يحصر رزقه في نوع معين أو جماعة محددة، بل يشمل كل الخلق.
ذو القوة
- المعنى: الله تعالى هو صاحب القوة المطلقة.
- الشرح: قوته تفوق أي قوة مخلوق، وهو القادر على كل شيء. لا يُعجزه شيء في الأرض أو في السماء، وتتمتع كل مجالات الحياة بقوته.
المتين
- المعنى: الكلمة تعبر عن القوة الشديدة.
- الشرح: متانة الله تعني قوته التي لا تنقطع، وهو المعتمد عليه في كل شيء. ويظهر ذلك في استمرارية رزقه وقوته التي لا تعرف الضعف.
بشكل عام، تعني الآية أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يرزق جميع الخلق برزق دايم، وهو القوي القادر على كل شيء بقوة مطلقة وثابتة تخلو من الضعف.