ما هو اسم صغير الفراشة؟
يعرف صغير الفراشة باسم “اليرقة”، وهو المصطلح المستخدم للإشارة إلى الحشرات في مرحلة النمو قبل أن تصل إلى مرحلة البلوغ (بالإنجليزية: caterpillar). تكون اليرقة كائنًا حيًّا طوليًا يشبه الدودة، ويرتكز نشاطها الأساسي على التغذية، حيث تبدأ بتناول الأوراق والزهور فور خروجها من البيضة، وتقوم بأكل الورقة التي خرجت منها.
مع استمرار اليرقة في تناول الطعام، ينمو جسمها بشكل ملحوظ، لكن الجلد الخارجي لا يتوسع مع النمو، وإنما يتم التخلص من الجلد القديم واستبداله بجلد جديد خلال عملية تُعرف بطرح الريش أو القلش (بالإنجليزية: Molting). وتقوم اليرقات بتغيير جلدها أربع مرات أو أكثر خلال مرحلة نموها.
بعض الأنواع من اليرقات تمتلك القدرة على التنفس تحت الماء بفضل الهياكل التنفسية المتخصصة لديها. كما تستخدم بعض اليرقات أقمشة الحرير لخلق ملاجئ آمنة تحميها من الحيوانات والحشرات المفترسة. غالبًا ما تحتوي هذه الأقمشة الحريرية على أوراق وأحجار لتبدو كجزء من بيئتها الطبيعية.
تمتلك اليرقات أيضًا عددًا من الاستراتيجيات الدفاعية، مثل إصدار إشارات اهتزاز وضوضاء تشبه الزقزوقة، وخروج مواد كيميائية ذات رائحة كريهة.
الصفات الشكلية لصغير الفراشة
تتميز اليرقة بعدد من الصفات الشكلية اللافتة. فهي تقوم بتغيير ألوانها والتكيف مع محيطها كوسيلة لحماية نفسها من المفترسات. يتغير لونها أثناء نموها، ومن أبرز صفاتها الشكلية ما يلي:
- جسم اليرقة أسطواني الشكل.
- يتكون جسمها من عدة أجزاء، بالإضافة إلى وجود ست أرجل حقيقية على الصدر.
- تتواجد على البطن أرجل قصيرة إضافية.
- يمتلك الرأس ستة عيون موزعة على الجانبين، تتحسس الضوء وليس للرؤية.
- تحتوي اليرقة على هوائيات قصيرة.
- يمتلك الفك قدرة قوية تساعده على قضم الأوراق بسرعة كبيرة، بينما تتناول بعض الأنواع الأخرى الحشرات والصغار.
غذاء صغير الفراشة
تتغذى اليرقات خلال هذه المرحلة من حياتها على مجموعة متنوعة من أوراق الشجر، حيث تبدأ بالتهامها بشغف وبتسارع ملحوظ. بعض الأنواع تستغل الطبيعة لتناول الحشرات الصغيرة أيضًا. تجدر الإشارة إلى أن بعض هذه اليرقات النباتية تلحق ضررًا كبيرًا بالمحاصيل الزراعية حيث تتسبب في تلفها، بالإضافة إلى برازها الذي يلوث الأوراق، مما يجعلها غير قابلة للبيع.
كما تتسبب اليرقات في أضرار جسيمة للعديد من الأشجار، بما في ذلك أشجار الزينة والمحاصيل المثمرة. يمكن أن تتناول اليرقات أكثر من ثلاثة أضعاف وزن جسمها يوميًا.
تحول اليرقة إلى فراشة
عندما يحين وقت التحول، تتوقف اليرقة عن الأكل وتمسك بنفسها من غصين أو ورقة، وتشكل لنفسها شرنقة حريرية، حيث تبدأ في إعادة تشكيل جسمها بشكل جذري داخلها، حتى تظهر في النهاية كفراشة بالغة.
في البدء، تبدأ اليرقة في هضم جزء من أنسجتها، مستخدمة إنزيمات لتحليلها، ولكن بعض الخلايا ذات التنظيم العالي التي تُعرف باسم “الأقراص التخيلية” (Imaginal discs) تبقى على قيد الحياة خلال هذه العملية. تتشكل هذه الأقراص عندما تكون اليرقة داخل البيضة قبل الفقس، وتوجد في جميع أجزاء الجسم التي ستحتاج إليها كفراشة بالغة، مثل الأجنحة والعينين والأرجل.
في بعض الأنواع، تبقى هذه الخلايا خاملة طوال فترة حياة اليرقة، بينما في الأنواع الأخرى، تبدأ هذه الخلايا في التخصيص لجزء من جسم الفراشة حتى قبل تشكل الشرنقة.
بعد تحليل جميع الأنسجة باستثناء خلايا الأقرص التخيلية، يتم إنتاج سائل غني بالبروتينات نتيجة لهذا التحلل، حيث تتغذى عليه الخلايا التخيلية لتزويد عملية انقسام الخلايا السريعة بالطاقة. تنجم عن هذه الانقسامات الأجنحة وقرون الاستشعار والأرجل والعينين والأعضاء التناسلية وأجزاء أخرى من جسم الفراشة البالغة.
نمو صغير الفراشة
يبدأ نمو صغير الفراشة عندما تخرج اليرقات الصغيرة، التي تشبه الديدان، من البيض، ويكون ملمسها ناعمًا جدًا. بعض الأنواع تحتوي على شعر، وقد تكون ذات لون واحد أو متعددة الألوان. عند خروج اليرقات، يكون حجمها أكبر قليلاً من حجم بيضتها.
بعد ذلك، تبدأ اليرقة في تناول الطعام بشراهة لتعزز نموها السريع، إذ يمكن أن يزيد حجمها بنحو مائة ضعف تقريبًا. كما يجب أن نلاحظ أن اليرقات تقوم بتغيير جلدها من 4 إلى 5 مرات خلال هذه المرحلة نتيجة للنمو السريع.
تزاوج الفراشات
يتعرف ذكر الفراشة على الأنثى من نفس النوع من خلال لون ونمط أجنحتها، وعند اختيار الشريكة المحتملة، يطير بالقرب منها وينشر مواد كيميائية تُعرف بالفيرومونات، بالإضافة إلى زيادة معدل رفرفة أجنحته. بعد ذلك، يقوم الذكر بأداء رقصة خاصة لجذب الأنثى، حيث تتضمن هذه الرقصات حركات سريعة، ولكل نوع من الفراشات رقصته الخاصة.
إذا انجذبت الأنثى للذكر، تبدأ بالرقص معه ويحدث التزاوج في تلك اللحظة. أثناء التزاوج، يمرر الذكر الحيوانات المنوية إلى الأنثى لتخصيب البيض بهذه الحيوانات المنوية، عندما تنتقل البيوض عبر أنبوب وضع البيض، فتضع الأنثى البيض المخصب الذي سيفقس ويصبح يرقة فيما بعد. وغالبًا ما ينتهي الأمر بوفاة الذكر بعد التزاوج.