تتناول هذه المقالة حملة نابليون بونابرت على مصر، والتي كانت تهدف إلى احتلال جمهورية مصر العربية بهدف تعزيز السيطرة الفرنسية على منطقة الشرق الأوسط وفتح جبهات جديدة ضد القوة البريطانية في الهند. انطلقت الحملة في عام 1798 ميلادي، حيث قاد نابليون 40,000 جندي فرنسي من مدينة تولون إلى الأراضي المصرية التي كانت جزءاً من الإمبراطورية العثمانية في ذلك الوقت.
مقدمة عن حملة نابليون بونابرت على مصر
خلال الحملة، هاجم قائد البحرية البريطانية نيلسون الأسطول الفرنسي في معركة النيل، حيث دمر جزءًا من هذا الأسطول. أدت هذه المعركة إلى ضعف قوة نابليون العسكرية وحرمانه من إمكانية إعادة جيشه إلى فرنسا. انتقل بعد ذلك إلى الشام حيث أعدم ثلاثة آلاف سجين واستولى على مدينة يافا وحاصر مدينة عكا، ولكنه عاد في النهاية إلى مصر بعد انتشار الطاعون بين صفوف جيشه، قبل أن يعود نابليون إلى فرنسا.
الأسباب وراء الحملة الفرنسية
يمكن تلخيص الأسباب التي دفعت نابليون إلى شن حملته على مصر فيما يلي:
- رغبة نابليون في السيطرة على شمال أفريقيا والخليج وآسيا، حيث كان يسعى إلى الرد على بريطانيا من خلال ضغوطات على مصر.
- كان الغزو الفرنسي لمصر يهدف إلى تأمين السيطرة الفرنسية على منطقة شرق البحر المتوسط، وتهيئة البيئة لشن هجمات ضد بريطانيا في الهند.
- سعى نابليون من خلال الحملة لإثبات قدراته في إدارة شؤون مصر كخطوة أولية قبل تعزيز سلطته في فرنسا.
- أرادت الحكومة الفرنسية تقليل ضغط نابليون داخل البلاد، مما دفعه للتوجه نحو مصر.
- بعد الاستيلاء على ملطية، هبط الجيش الفرنسي في الإسكندرية في الأول من يوليو، وتوجه نحو العاصمة القاهرة.
- كانت مصر تحت الهيمنة العثمانية، لكنها خضعت لسيطرة الجيش المملوكي عمليا.
- يعتبر البعض أن الحملة كانت تعبيرا عن طموحات نابليون السياسية وتطلعه لترسيخ نفوذه.
الحملة الفرنسية على جمهورية مصر العربية
- حصلت الحملة بين عامي 1798 و1801، في إطار السعي الاستعماري لإعادة إحياء عصر التنوير في الشرق.
- ووضعت الحملة مخططات بشأن المشاريع الاستيطانية المستقبلية في القرنين التاسع عشر وأوائل العشرين، حيث تمحورت حول إنقاذ الشعوب من الاستبداد عبر تدويل المعايير الغربية للحضارة.
- شعر الفرنسيون بأنفسهم كمحررين، حيث اعتقدوا أنهم يخلصون المصريين من الخضوع التقليدي.
نتائج الحملة الفرنسية
- أدت الحملة إلى نشوب معارك في الشرق، حيث تصدى الجيش المملوكي للفرنسيين في معركة الأهرامات في 21 يوليو.
- إلى جانب معركة النيل، الذي أدى لنيلسون إلى تدمير جزء من الأسطول الفرنسي، ما أضعف القدرة العسكرية لنابليون.
- توالت الهزائم، حيث دمر نيلسون المزيد من السفن الفرنسية، مما أدى إلى خفض مستوى إمدادات نابليون والانتفاضات ضد قواته.
- توجه نابليون إلى الشام مع قواته بعد هذه الانتكاسات، ولكنه اضطر للعودة إلى مصر بسبب تفشي الطاعون بين جنوده.
- عانى نابليون من خسائر مادية وبشرية كبيرة، مما أثر على مجريات السياسة في فرنسا، ورحل إلى الحكومة الفرنسية بعد أن ترك طموحاته وراءه.
تهيئة الحملة الفرنسية
- قبل بدء الحملة، قدم الدبلوماسي الفرنسي شارل مجالون تقريراً يؤكد ضرورة السيطرة على مصر، مشيراً إلى الفوائد الاقتصادية التي قد تحققها فرنسا.
- تأكيداً على أهمية الغزو، أرسل تاليران وزير الخارجية الفرنسي تقريراً يتناول تاريخ العلاقات بين فرنسا ومصر، ويروج لفكرة الغزو.
- وجه تاليران أيضًا الدعوات لاحترام تقاليد المصريين وعاداتهم لتعزيز العلاقة مع الأهالي هناك.
قرار بدء الحملة
- نالت فكرة غزو مصر اهتمام الحكومة الفرنسية، وأصدروا قراراً تاريخياً بإسناد قيادة الحملة لنابليون بونابرت في 12 أبريل 1798.
- اشتمل القرار على توضيح للأسباب وراء الحملة، بما في ذلك العقوبات الموجهة للمماليك وعقبات النقل البحري بسبب السيطرة البريطانية.
إعداد الحملة
- شرف نابليون شخصيًا على إعداد الحملة، حيث اختار القادة والجنود والمهندسين بعناية.
- أنشأ لجنة العلوم والفنون لدعم الحملة بالمعرفة وتحضير مطبعة خاصة بها.
- حرص نابليون على الحفاظ على سرية تحركات الحملة قبل انطلاقها، حيث كانت الرحلة من تولون في 19 مايو 1798.
- تألفت القوات من حوالي 35 ألف جندي، وتم توجيهها إلى الإسكندرية، حيث استولت على ميلطية من الصليبيين.
بعد مغادرة نابليون مصر
- بعد مغادرة نابليون، حاول الفرنسيون البقاء في مصر لمدة عامين، ولكنهم واجهوا ظل الأوضاع العسكرية الصعبة في أوروبا.
- تفاوض الجنرال كليبر مع العثمانيين بشأن انسحاب القوات الفرنسية، لكن الشروط كانت مرتفعة.
- تغيرت الظروف بسرعة، وفي عام 1800، عين كليبر اتفاقية العريش التي أدت إلى الانسحاب الفرنسي.
خاتمة
ختامًا، كانت حملة نابليون بونابرت على مصر تجسيدًا لطموحاته الاستعمارية، حيث استهدفت تحسين النفوذ الفرنسي في الشرق الأوسط. نتمنى أن تكون هذه المقالة قد نالت إعجابكم.