أين يوجد سيف النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
تتواجد سيوف النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- في متحف توب كابي في إسطنبول. وفقاً للمصادر التركية، عندما تولى السلطان سليم الأول حكم الدولة العثمانية في أوائل القرن السادس عشر الميلادي، كانت عاصمة الخلافة هي إسلامبول (المعروفة حالياً بإسطنبول). وقد قام الشريف الحسن من مكة بإرسال الأمانات المقدسة الخاصة بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، مما أدى إلى إنشاء جناح خاص لهذه الأمانات في متحف توب كابي. يسمى هذا الجناح “الغرفة الخاصة”، حيث يحتوي على سيفين من الأسياف النبوية، بالإضافة إلى بُردة النبي وشعرات وبعض مقتنياته الشخصية. وقد أمر السلطان سليم الأول بتزيين هذين السيفين بالذهب، وهما يُعرفان باسم سيف المأثور وسيف الدقيق.
تعتبر الآثار النبوية المعروفة في تركيا باسم الأمانات المباركة، حُفاظ عليها بفخر في قصر طوبقبو في القسطنطينية. عندما استولى السلطان سليم الأول على مصر، طلب الأمانات من أمير مكة، الذي أرسلها معه بواسطة ابنه. يُقال إن هذه الأمانات كانت تحت رعاية الخلفاء العباسيين في مصر. وعندما عاد السلطان سليم إلى القسطنطينية، أخذ هذه الأمانات معه إلى قصر طوبقبو، حيث وضعها في حجرة خاصة وكلف شخصاً للاهتمام بها. لا تزال الأمانات محفوظة في صناديق فضية مذهبة، ومن ضمنها الأسياف.
تضم هذه الأمانات أيضاً عدة مقتنيات من النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وبعض الأنبياء الآخرين، بما في ذلك قميص سيدنا يوسف -صلى الله عليه وسلم- وعصا سيدنا شعيب -عليه السلام-، فضلاً عن أسياف بعض الصحابة -رضي الله عنهم- وعُمُد الخلفاء الأربعة. كما تتواجد بعض الآثار في المتحف السلطاني، حيث يوجد قسم يُعرف بالخرقة الشريفة ويحتوي على بعض الآثار النبوية. هناك أيضاً في إسطنبول متحف يُسمى طوب قابي سراي يحتوي على قاعة مخصصة للأمانات المقدسة.
أسماء سيوف النبي محمد صلى الله عليه وسلم
يُعرف النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بعدد من الأسياف، ومن أبرزها:
- مأثور: وهو أول سيف امتلكه وورثه عن أبيه، وقد أتى به إلى المدينة المنورة أثناء هجرته.
- العضب: وهو السيف الذي أهداه له سعد بن عبادة عندما توجه إلى معركة بدر.
- ذو الفقار: سُمّي بهذا الاسم لوجود فقرات في وسطه، وقد أُهدي إليه في يوم بدر. يُعتبر هذا السيف الأكثر شهرة بين أسياف النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وكان يُستخدم في معظم الحروب، وقد أُهدي بعد وفاته إلى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.
- القُلَعي: السيف الذي حصل عليه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من منطقة قلع.
- البتار: سيف القاطع المُميت الذي حصل عليه من بني قينقاع.
- الحتف: أي الموت، وقد أُخذ أيضاً من بني قينقاع.
- المخذم: بمعنى القاطع، وكان أيضاً من بني قينقاع.
- الرسوب: بمعنى القوة في الضرب، وأُخذ هذا السيف من الصنم المعروف بالفلس في طيء.
- القضيب: يُشير إلى القاطع، وقيل إنه ليس بسيف، وهو أول سيف تقلده النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
- الصمصامة: سيفٌ يعود لعمرو بن معدي كرب.
السيف الذي كان لا يفارق النبي محمد صلى الله عليه وسلم
يُعتبر سيف ذو الفقار هو السيف الذي كان يحمله النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بشكل متكرر، بل يكاد لا يفارقه. وقد رأى -صلى الله عليه وسلم- رؤيا قبل معركة أُحد بأنه قد حدث فيه ثلمة، وقد فسر ذلك بمقتل عمه حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه-. استخدم هذا السيف خلال فتح مكة، وقد كان مزيناً بالذهب والفضة، وسُمّي بذلك نسبةً للثلمات التي كانت فيه.
وفقاً للزمخشري، يُرجح أن الاسم جاء من وجود نقوش تشبه فقرات الظهر على إحدى شفراته. وقد أُخذ هذا السيف يوم بدر من مُنبه بن الحجاج أو من غيره من الشخصيات، ونقل بعد ذلك إلى الخلفاء العباسيين. وقد وصف الأصمعي حين رآه مع الرشيد بأنني لم أرَ سيفاً أجمل منه، حيث كانت قوائمه وحلقته ونصله من الفضة، مما جعله مذهلاً للناظرين.