المواطنة الرقمية والاستخدام الآمن للإنترنت هي مواضيع حيوية تجسد التطورات الرائعة في عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. يتزامن هذا التقدم السريع مع اتجاه عالمي نحو تعزيز مفهوم المواطنة الرقمية وتبني أساليب آمنة لاستخدام الإنترنت.
يشمل التعليم الإلكتروني أهمية متزايدة، حيث تظهر ميزاته وتطبيقاته التفاعلية في مجالات التعليم والعمل بشكل واضح. يساهم التعليم الإلكتروني في تحقيق أهداف المؤسسات التعليمية وتلبية احتياجات الطلاب في التعامل مع المجتمع الحديث.
نشر ثقافة المواطنة الرقمية والاستخدام الآمن للإنترنت
- يعد نشر هذه الثقافة أمرًا أساسيًا بين أفراد الأسرة وفي المدارس بين الطلاب والمعلمين، ليتمكنوا من البناء الأخلاقي والعلمي السليم.
- تجدر الإشارة إلى أن الدول المتقدمة مثل أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية قد أبدت اهتمامًا كبيرًا بتهيئة المواطن الرقمي من خلال مبادرات فعالة.
- وقد تم تضمين المواطنة الرقمية في المناهج الدراسية، حيث يتطلب محو الأمية الرقمية مجموعة معينة من المهارات والمعارف اللازمة.
تعريف المواطنة الرقمية
- لقد أصبح الإنترنت جزءًا أساسيًا في حياة الفرد اليومية؛ إذ يُستخدم لعدة أغراض منها العمل والتعليم، مما يجعله أداة مهمة للشرائح المختلفة في المجتمع، بما في ذلك الطلاب.
- ولا شك أن له تأثيرات إيجابية متعددة، لكنه يحمل في طياته مخاطر عدة تستدعي الوعي اللازم.
- لذلك، من الضروري توعية الطلاب بكيفية التعامل الصحيح مع الإنترنت لتجنب المخاطر المتعلقة به.
- يمكن تعريف المواطنة الرقمية بأنها وعي الأفراد بالمخاطر المتعلقة بالإنترنت، مع التركيز على المساواة في الحقوق والواجبات من منظور أخلاقي.
- أما المواطن الرقمي، فهو الشخص الذي يُحسن سلوكياته ومهاراته، مما يسهم في تعزيز التفاعل الإيجابي مع الآخرين في العالم الرقمي.
- يجب أن يكون التعليم في جميع أنحاء العالم مستعدًا للثورة الصناعية الرابعة، حيث ستقود أسواق العمل نحو مزيد من التقدم في الاقتصاد الرقمي، الذكاء الاصطناعي، الروبوتات والتكنولوجيا.
متطلبات المواطنة الرقمية
- تتطلب المواطنة الرقمية في العملية التعليمية مجموعة من العناصر الثقافية والاجتماعية والصحية والقانونية والأمنية المتعلقة بالتكنولوجيا الرقمية.
- تُمكن هذه العناصر النظام التعليمي والمعلمين من المساهمة في بناء مواطن عصري قادر على استخدام التكنولوجيا الرقمية بشكل آمن وفعال.
- تشمل المواطنة الرقمية مجموعة من السلوكيات والمعايير في مستويات متفاوتة من الخطورة والنتائج السلبية المحتملة التي يصعب أن تحصى.
- لذا، إذا لم يتناقش صانعو السياسات التعليمية مع الطلاب والمربين المؤهلين بشأن الثقافة الرقمية، فسوف يكون من الصعب تجاوز الأزمات المستقبلية.
مهارات المواطنة الرقمية
تعتبر المواطنة الرقمية أمرًا غالبًا ما يهمل من قبل المعلمين والقادة، بالرغم من أهميتها في تزويد الأفراد بالقدرات اللازمة لاستخدام التكنولوجيا والعيش في العالم الرقمي بشكل سليم.
إن الحاجة لتعلم المواطنة الرقمية تبدأ في مرحلة مبكرة من الحياة، لذا من الضروري أن يبدأ الأطفال في اكتساب هذه المهارات منذ صغرهم.
هنا، نستعرض المهارات التي ينبغي تعليمها للأطفال في إطار مواطنتهم الرقمية:
-
هوية المواطن الرقمي: ويتمثل في القدرة على إنشاء وإدارة هوية صحية عبر الإنترنت.
إدارة التنمر على الإنترنت: القدرة على التعرف على حالات التنمر والتصرف بحكمة إزاءها. - إدارة وقت الشاشة: القدرة على التحكم في استخدام وقت الشاشة، وتعدد المهام، والتوازن بين الألعاب على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مع الحفاظ على الانضباط الشخصي.
- إدارة الخصوصية: تركز على كيفية التعامل بحذر مع المعلومات الشخصية للحفاظ على خصوصية الآخرين.
- إدارة الأمن السيبراني: وتعني حماية البيانات الشخصية من خلال استخدام كلمات مرور قوية والتصدي للتهديدات السيبرانية.
- البصمات الرقمية: القدرة على فهم الآثار الرقمية وتأثيراتها على الواقع وإدارتها بفاعلية.
- التفكير النقدي: يشمل تمييز المعلومات الصحيحة من الخاطئة، والتمييز بين المحتوى الجيد والضار، وتقدير المصداقية من عدمها في المعلومات المتداولة عبر الإنترنت.
- التعاطف الرقمي: القدرة على إظهار التعاطف مع احتياجات ومشاعر الآخرين من خلال الإنترنت.
أبعاد المواطنة الرقمية
- تشمل المواطنة الرقمية عدة أبعاد تُعبر عن هذا المفهوم.
- من أبرز تلك الأبعاد: الاتصالات الرقمية، والمعايير الرقمية، وتعليم التكنولوجيا واستخداماتها.
- كما تتضمن الوصول الرقمي، التجارة الإلكترونية، والمسؤوليات المتعلقة بالممارسات الرقمية.
- تشمل أيضًا الحقوق الرقمية والسلامة الرقمية التي تترتب على استخدام التكنولوجيا.
- مع الأخذ بعين الاعتبار المخاطر المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، يصبح الجانب الأخلاقي من أهم أبعاد المواطنة الرقمية.
مراحل تنمية المواطنة الرقمية
لتزويد الطلاب بالمؤشرات الأساسية لمفاهيم المواطنة الرقمية، يتطلب هذا تدريبهم على مراحل مختلفة من التطور، وتشمل:
مرحلة الوعي
- تُعنى بتزويد الطلاب بالمعرفة الأساسية عن الوسائط التكنولوجية، مما يتيح لهم فهم البرمجيات والأجهزة المطلوبة، ويعدهم لاستخدام التكنولوجيا بشكل صحيح.
مرحلة الممارسة الموجهة:
- تركز هذه المرحلة على قدرة الأفراد على استخدام التكنولوجيا في بيئات تشجع على التجريب والاكتشاف، مما يساعدهم على إدراك الاستخدامات المناسبة لهم.
مرحلة النمذجة وإعطاء المثل والقدوة:
- تستهدف تقديم نماذج إيجابية عن كيفية استخدام التكنولوجيا في المنازل والمدارس، لتمكين الطلاب والمعلمين من الاقتداء بنماذج جيدة.
مرحلة التغذية الراجعة وتحليل السلوك:
- تسمح هذه المرحلة للطلاب بمناقشة تجاربهم واستخداماتهم للتقنيات الرقمية، مما يعزز قدرتهم على انتقاد وتمييز الاستخدامات الصحيحة.
محاور المواطنة الرقمية
اتفق الباحثون وكثير من المنظمات المعنية بهذا المجال على تسعة محاور رئيسية تشكل معالم المواطنة الرقمية، وتشتمل على:
- الوصول الرقمي: المشاركة الإلكترونية الفعالة في المجتمع.
- التجارة الرقمية: بيع وشراء البضائع عبر الإنترنت.
- الاتصالات الرقمية: تبادل المعلومات إلكترونيًا.
- محو الأمية الرقمية: التعليم والتعلم فيما يتعلق باستخدام التكنولوجيا.
- اللياقة الرقمية: المعايير الرقمية المطبقة في السلوك.
- القوانين الرقمية: المسؤولية الرقمية عن الأفعال.
- الحقوق والمسؤوليات الرقمية: حرية الأفراد في العالم الرقمي.
- الصحة والسلامة الرقمية: تعزيز الصحة البدنية والنفسية في البيئة الرقمية.
- الأمن الرقمي: الإجراءات اللازمة لحماية البيانات.
معايير التربية على المواطنة الرقمية
- تواجه جميع دول العالم تحديات جسيمة تتطلب جهودًا مكثفة، وابتكار استراتيجيات جديدة لتعزيز الإيجابيات والتقليل من المخاطر.
عناصر المواطنة الرقمية وضماناتها
- اتفقت الأبحاث والدراسات على وجود ضمانات هامة يجب توفرها في إطار المواطنة الرقمية.
- وتم وضع الأسس اللازمة لترسيخ هذه الضمانات في النظام التربوي.
- ويمثل مفهوم الاحترام أحد الطرق لتعزيز وإيضاح أبعاد المواطنة الرقمية.
- الأكثر أهمية هو أن يتشارك جميع أفراد المجتمع في تحمل مسؤولياتهم تجاه تنمية مهارات المواطنة الرقمية، سواء كان الأب في المنزل أو المعلم في المدرسة أو القائد في مجتمعه.