أين تم نزول سورة لقمان؟

مكان نزول سورة لقمان

سورة لقمان تُعتبر من السور المكية، حيث نزلت في مكة المكرمة بعد حادثة الإسراء وقبل الهجرة. ومع ذلك، يُعتقد أنها تضم خصائص السور المكية، باستثناء ثلاث آيات هي (27- 28- 29) التي نزلت في المدينة المنورة.

روى البراء بن عازب في حديث ضعيف أن: (كنا نصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الظهر، فكنت أسمع منه الآيات تتوالى من سورة لقمان وسورة الذاريات).

سبب نزول سورة لقمان

تعددت الآراء حول سبب نزول سورة لقمان كاملةً، ولكن يُقال إن قريشاً استفسرت عن قصة لقمان مع ابنه، وما يتضمنه من بر لوالديه، فتسبب ذلك في نزول السورة. كما تباينت آراء المفسرين في أسباب نزول بعض آيات السورة، ومن تلك الأسباب:

  • الآية: (وَمِنَ النّاسِ مَن يَشتَري لَهوَ الحَديثِ لِيُضِلَّ عَن سَبيلِ اللَّهِ بِغَيرِ عِلمٍ وَيَتَّخِذَها هُزُوًا أُولئِكَ لَهُم عَذابٌ مُهينٌ):

جاء سبب نزولها في حديث يُفيد: (لا تبيعوا القينات ولا تشتروهن ولا تعلّموهن ولا خيرَ في تجارةٍ فيهنّ، وثمنهن حرام. ولذا نزلت هذه الآية { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} إلى نهاية الآية).

يجدر بالذكر أنه نزلت هذه الآية في قرشي اشترى مغنية تهجو النبي -صلى الله عليه وسلم-، كما نُسبت أيضاً إلى النضر بن حارث الذي كان يحب سماع الحكايات عن فارس.

  • الآية: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ):

تم ذكر أحد الأحاديث المتعلقة بنزولها: (عندما نزلت {الَّذِينَ آمَنُوا ولَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُم بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82] قال أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-: أيّنا لم يلبس إيمانه بظلم؟ فنزلت {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}).

  • الآية: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا):

النزول يتعلق بقصة إسلام سعد بن أبي وقاص، حيث جاء في الحديث: (نزلت فيه آيات من القرآن، حين حلفت أم سعد ألا تكلمه أبداً حتى يكفر بدينه، كما أنها لم تأكل أو تشرب. فقالت: زعمت أن الله أوصاك بوالديك، وأنا أمك. قال: مكثت ثلاثة أيام حتى أغشي عليها من الجهد، فقام ابن لها يُقال له عُمارة، فسقاها، وأخذت تدعو على سعد. فأرسل الله عز وجل في القرآن هذه الآية: {وَوَصَّيْنَا الإنسَانَ بِوالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي} وفيها {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}).

سبب تسميتها سورة لقمان

تُسمى السورة “سورة لقمان” نظراً لتناولها قصة لقمان الحكيم. حيث ذكر الله تعالى: ﴿وَلَقَد آتَينا لُقمانَ الحِكمَةَ أَنِ اشكُر لِلَّهِ وَمَن يَشكُر فَإِنَّما يَشكُرُ لِنَفسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَميدٌ﴾. يُشار إلى أن لقمان كان رجلاً حكيمًا وليس نبيًا، لكنه تحمل إيماناً عظيماً ويقيناً قويًا بالله -سبحانه وتعالى-، الأمر الذي أكسبه محبة الله ومنحه الحكمة.

أبرز موضوعات سورة لقمان

تناولت سورة لقمان مجموعة من المواضيع الهامة، وفق التسلسل الآيات، ومن أبرز هذه الموضوعات:

  • التحذير من حكم القرآن الكريم.
  • استعراض حكمة لقمان ونصائحه.
  • دعوة المشركين للإيمان والتخلي عن الشرك.
  • تقديم التخفيف للنبي صلى الله عليه وسلم بذكر كفر الأقوام السابقة وتكذيب أنبيائهم.
  • التوافق بين حكمة لقمان وأحكام القرآن التي تمنع الفواحش وتدعو للأخلاق الحسنة.
  • استعراض نعم الله التي تستوجب الشكر، والذي يتحقق باتباع كتابه -سبحانه-.
  • الإشارة إلى العلم المحيط لله، وأنه لا يملك مفاتيح الغيب سواه -سبحانه-.
  • ربط سورة لقمان بسورة البقرة، استناداً على الشبه في الحديث عن الحكمة، وأيضاً من حيث المقدمة التي تتناول المتقين والكافرين والمنافقين، إذ أن النفاق والكفر وجهان لعملة واحدة.

ختاماً، يمكن القول أن سورة لقمان مكية تسلط الضوء على وصايا لقمان الحكيم والأهمية الكبيرة للإيمان، كما توضح كفر الأقوام السابقة. وقد تم تناول أسباب نزول بعض آياتها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أبرز موضوعات السورة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *