بحث حول محو الأمية في الدول العربية
يُعرّف مصطلح الأمية بعدم القدرة على القراءة والكتابة لدى الأفراد في عمر معين، كما يختلف تعريف هذا المفهوم باختلاف الثقافات والمجتمعات.
أدى التقدم التكنولوجي والعلمي إلى بروز مفاهيم جديدة تتجاوز المعاني التقليدية للأمية.
تعريف الأمية
- في بعض الدول المتقدمة، تُعرّف الأمية بأنها عدم القدرة على استخدام أجهزة الكمبيوتر.
- هناك أيضًا ما يُعرف بالأمية الثقافية، حيث يُشار بها إلى الأفراد الحاصلين على درجات علمية لكنهم يفتقرون إلى المهارات اللازمة للكتابة والقراءة بشكل صحيح.
- كما تُعرف الأمية التقنية، التي تعكس نقص المهارات والمعرفة اللازمة للتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، مما يستدعي ضرورة توضيح مفهوم معرفة القراءة والكتابة.
معنى معرفة القراءة والكتابة
- تعني معرفة القراءة والكتابة تعليم الأفراد الكبار الذين لم يتلقوا تعليمًا سابقًا، كما يشمل هذا المفهوم القدرة على التعامل مع اللغات، الأرقام، والصور ووسائل التواصل المختلفة.
فهم الرموز الثقافية الأساسية
- مع توسع تعريف محو الأمية في الدول المعنية، تتضمن المهارات الاقتصادية والتنموية، المعرفة التقنية المكتسبة من خلال التكنولوجيا الحديثة.
- وفقًا لتعريف الأمم المتحدة، يُستخدم مصطلح محو الأمية للإشارة إلى الأفراد القادرين على الكتابة والقراءة.
- غالبًا ما يتم استخدام مصطلح الأمية في الوطن العربي أكثر من مصطلح القدرة على القراءة والكتابة كما هو الحال في لغات أخرى.
- أما تعريف معرفة القراءة والكتابة من الناحية اللغوية، فهو يتكون من كلمتين: “أمي” و”يمحو” أي محو الأمية، حيث يُشير الأمي إلى من لا يجيد القراءة والكتابة.
- تعرف القراءة والكتابة بأنها القدرة على فهم النصوص والتفكير النقدي، والكتابة بشكل متماسك، بالإضافة إلى القدرة على التواصل بجميع أشكاله.
- تستطيع الأفراد توصيل الأفكار باستخدام اللغة، الأصوات، الصور، والفيديو، مما يشمل مهارات الاستماع والمشاهدة والقراءة والتحدث.
- كما تشمل المعرفة المكتسبة مجموعة من المهارات الضرورية لفهم أنظمة الثقافة في سياقات التطوير الشخصي والاجتماعي في ظل المجتمع التقني.
- يتسع مفهوم القراءة والكتابة ليشمل النصوص الرقمية بجانب الأبجدية، حيث تختلف هذه المهارات باختلاف السياقات الثقافية والاجتماعية.
- تعتبر اليونسكو محو الأمية القدرة على تفسير وفهم والتواصل من خلال المواد المكتوبة المرتبطة بمواضيع متعددة。
- يتضمن مفهوم محو الأمية سلسلة من التعلم والمعرفة التي تمكن الأفراد من تحقيق أهدافهم ومشاركتهم الفعالة في المجتمع.
مكافحة الأمية
- تعتبر مشكلة الأمية من أهم القضايا المعاصرة التي تشغل المجتمعات، خاصة بعد الحرب العالمية الثانية والتي أدت إلى تغييرات مليئة بالتحديات في الدول ذات التغير الاقتصادي السريع.
- تتطلب عملية التغيير تطورات في القدرات الفردية تؤهلهم لتحقيق التغيير المطلوب في المجتمعات.
- عادةً ما تبدأ خطوات محو الأمية من تحرير الأفراد منها وتثقيفهم لرفع مستوى وعيهم.
- أشار المفكر جيمس برساند إلى أن اختراع الكتابة كان له تأثير عميق في تقدم البشرية، فهي من الإنجازات الفكرية الكبرى في تاريخ الإنسان.
- بفضل هذه الأهمية، تنفذ الدول المتقدمة برامج وحملات لمحو الأمية لتحسين الأداء التعليمي.
- تمتاز جهود محو الأمية بالتنوع على المستوى الإقليمي والوطني والعالمي، حيث تتضمن تنفيذ برامج تعليمية وتثقيفية للأفراد لتعزيز معرفتهم ومهاراتهم المهنية.
أهمية محو الأمية
- إن تعريف محو الأمية وتطبيقه على جميع الشعوب يعتبر خطوة أولى نحو التطور الحضاري.
- شعبٌ أفراده أميون يفتقرون للفهم الصحيح للأمية، هو شعبٌ لا يحمل رسالة في الحياة ولا يمكنه التقدم كما تفعل باقي الشعوب.
- بعض الأفراد لا يولون اهتمامًا كافيًا لمبادرات محو الأمية رغم أهمية التعليم في تنمية الفرد والمجتمع.
- تعتبر معدلات الكتابة والقراءة معيارًا لقياس النمو والتقدم، وغالبًا ما يُستخدم لتقييم التنمية البشرية.
تم اقتراح العديد من الحلول لمواجهة تحدي الأمية، وتحويل هذه المقترحات لمشاريع وطنية تساهم في تعزيز الوعي والمعرفة. وفيما يلي بعض الحلول الإيجابية:
استراتيجيات لمحاربة الأمية
- إلزام جميع الأطفال بتسجيلهم في المدارس.
- تخفيف الأعباء المالية المتعلقة بدراسة الأطفال، خصوصًا للعائلات ذات الدخل المحدود.
- تحفيز الطلاب الجامعيين على تعليم الأطفال، حيث يتحمل كل طالب مسؤولية تعليم عدد من الأطفال كشرط للحصول على الشهادة الجامعية.
- يمكن تنفيذ هذا كمشروع تخرج ينفذه الطالب خلال دراسته الجامعية.
- استبدال الغرامات المالية بنماذج دعم تشجيعية تسهم في تحسين أكاديميات التعليم.
- تجاوز العقوبات المفروضة بسبب أخطاء تعليم القراءة والكتابة.
التحديات في مواجهة الأمية: تجربة الإمارات العربية المتحدة
- أطلقت الإمارات العربية المتحدة مبادرة تحدي محو الأمية برعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس مجلس الوزراء.
- تهدف المبادرة إلى استهداف 30 مليون متعلم عربي بحلول عام 2030، بالتعاون مع عدة منظمات دولية واهتمام خاص بالتعليم.
- وتهدف المبادرة إلى تذليل العقبات التعليمية في المنطقة العربية وتعويض الفجوات الناتجة عن ضعف نظم التعليم.
- توفير المواد التعليمية للراغبين في التعلم وزيادة وعيهم.
- كما تتيح المبادرة الفرصة للشباب والكبار لتصعيد مستويات معرفتهم وقدراتهم.
- تعزيز التنمية الشاملة لهؤلاء الأفراد في كافة مجالات الحياة.
- تسعى المؤسسة إلى تبادل المعرفة والخبرات مع الدول الأخرى حول موضوع محو الأمية.
- تعتبر الأمية تحديًا كبيرًا يتطلب التعاون الجاد بين جميع الأطراف المعنية.
- لذا، تم توسيع نطاق مشروع تحدي محو الأمية ليكون منتدىً يشمل قادة الفكر والخبراء لتطوير حلول مستدامة.
- هذا التحفيز يسهم في دفع المجتمع العربي نحو بناء مجتمعات تعتمد على المعرفة.
مبادرة حياة كريمة، مصر نموذجًا
- أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي في مصر مبادرة حياة كريمة تهدف إلى محاربة الأمية بين الكبار في القرى الفقيرة.
- تمت المبادرة بالتعاون مع الهيئة الوطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار.