يتناول هذا البحث حقوق الطفل داخل إطار العائلة، حيث تُعتبر الأسرة مجموعة من الأفراد الذين ترتبط بينهم علاقات قرابة، وهي موجودة في جميع المجتمعات البشرية.
بين أفراد الأسرة، تُبنى روابط من التضامن المعنوي والمادي (خصوصاً بين الأهل والأطفال). في هذا المقال، سنسلط الضوء على حقوق الطفل في نطاق العائلة.
مقدمة حول حقوق الطفل في العائلة
يُعتبر الآباء هم السلطات الأولية التي تتولى مسؤولية حماية الطفل وضمان احترام حقوقه، حيث يقوم الأب والأم بممارسة حقوقهما والقيام بواجبهما.
تتجلى أهدافهم في اتخاذ القرارات التي تضمن أمن وتعليم ونمو وصحة الطفل وأخلاقه.
ما هي حقوق الأطفال؟
- يتمتع كل طفل بحقوق أساسية بغض النظر عن عمره أو عرقه أو جنسه أو ثروته أو مكان ولادته.
- تُحدَد هذه الحقوق في القانون الدولي من خلال اتفاقية حقوق الطفل، التي تعترف بأهمية معاملة جميع الأطفال بإنصاف.
- تسعى قوانين اتفاقية حقوق الطفل إلى عدم التمييز وتكون دائماً لصالح الطفل.
- تم تعريف الطفل في اتفاقية حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة (UN) بأنه كل فرد يقل عمره عن 18 عاماً، ما لم يصبح بالغاً بالاعتماد على القانون الساري.
- تنص حقوق الطفل بموجب الأمم المتحدة على ضرورة حصول الأطفال على حماية ورعاية خاصة، نظراً لكونهم في حالة ضعف خاصة.
- تؤكد اتفاقية حقوق الطفل على أن جميع الأطفال ينبغي أن ينشأوا في بيئة تحترم السلام والكرامة والتسامح والحرية والمساواة والتضامن.
- تتحمل جميع الدول مسؤولية ضمان هذه الحقوق وفقاً للقانون الدولي.
- يعزز العديد من المنظمات الالتزام بالإطار الذي وضعته اتفاقية حقوق الطفل، الذي يهدف إلى حماية الأطفال وضمان احترام حقوقهم، بالإضافة إلى حث الحكومات والآباء على اتخاذ إجراءات كفيلة بهذا.
- لذا يُعتبر من واجبنا جميعًا أن نبذل قصارى جهدنا لحماية الفئات الأكثر ضعفًا في مجتمعاتنا.
تاريخ صدور اتفاقية حقوق الأطفال
بعد التأثيرات المدمرّة للحروب العالمية في القرن العشرين وما نتج عنها من أضرار نفسية وجسدية للأطفال، أدركت الأمم المتحدة الحاجة إلى حماية خاصة لحقوق الإنسان للأطفال.
بعد الحرب العالمية الأولى، وضعت عصبة الأمم (التي تحولت لاحقًا إلى الأمم المتحدة) الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يتضمن حقوق الحياة والغذاء والمأوى والتعليم وحرية التعبير والدين والعدالة والسلام.
بما أن الأطفال كانوا في وضع ضعيف بشكل خاص، تم إقرار إعلان جنيف لحقوق الطفل، والذي كان يحتوي على خمسة نقاط فقط، لكنه حدد قائمة المسؤوليات تجاه الأطفال الذين يُعتبرون في خطر.
بعد الحرب العالمية الثانية، وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على اعتماد إعلان حقوق الطفل، الذي مهد الطريق لإقرار اتفاقية حقوق الطفل في عام 1989.
تعتبر اتفاقية حقوق الطفل أول نص دولي مُلزم قانونياً لحماية حقوق الأطفال، حيث تحدد حقوق الأطفال في 54 مادة، وتستند إلى أربعة مبادئ أساسية:
المادة (2)
- يجب ألا يُعاني الأطفال من التمييز.
المادة (3)
- يجب أن تكون مصالح الطفل الفضلى هي الاعتبار الرئيسي في جميع القرارات التي تؤثر على الأطفال.
المادة (6)
- للأطفال الحق في البقاء والنمو بشكل صحي.
المادة (12)
- يجب أخذ آراء الأطفال بعين الاعتبار في الأمور التي تؤثر عليهم.
مبادئ حقوق الأطفال
تعتمد حقوق الأطفال على أربعة مبادئ رئيسية:
- يعني عدم التمييز أن لكل طفل نفس الحق في تطوير إمكاناته في جميع الظروف وعلى مدار الوقت.
- يجب أن يتمتع كل طفل بفرص متساوية في التعليم، بغض النظر عن جنسه أو عرقه أو دينه أو إعاقته.
- تمثل مصالح الطفل الفضلى الاعتبار الأساسي في جميع الإجراءات والقرارات المتصلة بالأطفال، ويجب اعتبارها عند حل النزاعات بين الحقوق المختلفة.
- تشدد أهمية الحق في الحياة والنمو على ضرورة حصول الأطفال على الخدمات الأساسية لتحقيق نموهم الكامل.
- تعني حقوق الطفل أنه يجب الاستماع إلى رأي الأطفال واحترامه في جميع الأمور المتعلقة بحقوقهم.
حقوق الطفل
الإقامة مع الوالدين
يحق للطفل العيش مع والديه، حيث يتحملان مسؤولية حمايته. ولا يمكنه مغادرة المنزل دون موافقة الأهل، ولا يجوز طرده إلا في حالات تقتضيها القوانين المعمول بها.
الإشراف على الطفل
إن مسؤولية حماية صحة الطفل وآمنه وأخلاقه تتطلب الإشراف الدائم من الأهل، ويجب عليهم مراقبة نشاطات الطفل وعلاقاته مع الأصدقاء والمعارف، وكذلك جميع اتصالاته.
تعليم الطفل
للآباء دور أساسي في تعليم أطفالهم، وهذا يشمل التربية الأخلاقية والمدنية والدينية، مما يهيئ الطفل من أجل المعيشة المستقلة في المجتمع.
اتخاذ القرارات المتعلقة بصحة الطفل
أولياء الأمور هم من يقررون رعاية طفلهم، بما في ذلك العلاجات الطبية اللازمة، ولا يُسمح باتخاذ أي إجراء طبي دون موافقتهم.
النفقة على الطفل
يجب على الآباء تحمل مسؤولية نفقة أطفالهم وفقاً لمواردهم واحتياجات الطفل، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية.
الإساءة إلى الطفل
قد تتنوع أشكال الإساءة التي يتعرض لها الطفل، وهي تمثل إحدى أكبر الأسباب للوفاة في الفئات العمرية الصغيرة. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وُثقت حوالي 57000 حالة وفاة بسبب العنف ضد الأطفال في عام 2000، مما يشير إلى أهمية اتخاذ تدابير فعالة للحد من هذه الظاهرة.