أورام الغدة الدرقية
تتكون أورام الغدة الدرقية، والتي تُعرف كذلك بالعُقيدات، نتيجة نمو غير طبيعي للخلايا السليمة في الغدة الدرقية. يمكن أن تكون هذه الأورام إما حميدة أو خبيثة. يتميز الورم الخبيث بقدرته على النمو والانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، بينما تبقى الأورام الحميدة محصورة ولا تنتشر على الرغم من نموها غير الطبيعي. وللأسف، لا تسبب معظم أنواع عقيدات الغدة الدرقية أية أعراض واضحة، ومع ذلك، قد تعاني بعض الحالات من مشكلات في البلع، أو شعور بالامتلاء في الحلق، أو آلام وضغوط في منطقة الحلق أو الرقبة. في بعض الحالات، قد يلاحظ الشخص وجود كتلة أو انتفاخ في العنق عند النظر في المرآة. كما يمكن أن تظهر أعراض غير شائعة مثل فقدان الوزن السريع غير المبرر، وزيادة الغضب والعصبية، أو اضطرابات في ضربات القلب. تجدر الإشارة إلى أن الورم غير المؤلم في الرقبة يُعتبر من الأعراض الأبرز لسرطان الغدة الدرقية. وللأسف، تظهر العديد من الأعراض الأخرى بعد تقدم الحالة، مثل بحة الصوت المستمرة، والتهاب الحلق المزمن، وصعوبة البلع، وانتفاخات غير طبيعية في الرقبة. ومع ذلك، فإنّه يجب التذكير بأن ظهور كتلة في الرقبة لا يعني بالضرورة الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
رغم عدم وجود أسباب محددة للإصابة بسرطان الغدة الدرقية، إلا أن هناك عوامل معينة قد تزيد من خطورة الإصابة بها. في معظم الحالات، لا ترتبط حالات سرطان الغدة الدرقية بأي عوامل خطر واضحة. ومن أبرز عوامل الخطر ما يلي:
- التاريخ العائلي للمتلازمات الجينية الموروثة.
- نقص اليود في الجسم.
- التعرض للعلاج الإشعاعي في منطقة الرأس أو الرقبة أثناء الطفولة.
- الفئة العمرية بين 25 و65 عامًا.
- التاريخ السابق للإصابة بتضخم الغدة الدرقية.
- الأصول الآسيوية.
- النساء، حيث تزداد احتمالية الإصابة بسرطان الدرقية بينهن بشكل ملحوظ مقارنة بالرجال.
الأورام الحميدة للغدة الدرقية
سبق أن أشرنا إلى أن الأورام الحميدة للغدة الدرقية تتشكل نتيجة نمو غير طبيعي للخلايا، ولكن دون أن تنتشر. وعادةً لا تُعتبر هذه الأورام مهددة للحياة، وإليكم تفصيل أنواع الأورام الحميدة.
عقيدات الدرقية الحميدة
تشير عقيدات الدرقية الحميدة إلى الأورام أو الكتل غير الطبيعية التي تظهر في الغدة الدرقية، وقد تكون صلبة أو مليئة بالسوائل، وغالبًا لا تُظهر أي علامات أو أعراض، وقد لا تحتاج إلى علاج في العديد من الحالات. ومع ذلك، في بعض الأحيان قد يزيد حجم هذه العُقيدات مما يجعلها مرئية أو ملموسة. إذا كانت العقيدات كبيرة جدًا، قد تسبب صعوبة في البلع أو التنفس. عادةً، يُكتشف وجود هذه العقيدات أثناء الفحص الروتيني. وبما أن التمييز بين العقيدات الحميدة وسرطان الغدة الدرقية عبر الأعراض فقط يعد صعبًا، فإنّ ذلك يستدعي إجراء تشخيص دقيق. يمكن أن يتضمن هذا إجراء اختبارات الدم، تصوير الغدة بالموجات فوق الصوتية، وخزعة بالإبرة الدقيقة. هناك عدة أنواع من العقيدات الحميدة، نذكُر منها:
- عقيدات الغدة الدرقية مفرطة النشاط، المعروفة أيضاً بالعُقيدات السامة، وهي أورام حميدة تنتج هرمونات الغدة الدرقية بشكل مستقل، مما قد يؤدي إلى فرط نشاط الغدة. تحتاج هذه العقيدات أحيانًا إلى جراحة في حال كان حجمها كبيرًا جدًا.
- الكيسات الدرقية، وهي عقيدات مملوءة بالسوائل، وقد تحتوي على مزيج من المواد. بعض الكيسات يمكن أن تكون خلقية، بينما تنشأ أخريات نتيجة إصابة أو التهاب.
- الدُراق عديد العقيدات، الذي يحتوي عادة على عقيدات حميدة ويُعد شائعًا بشكل عام دون الحاجة للجراحة إلا إذا لحق ضرر صحي بالمصاب.
الأورام الغدية الدرقية
الأورام الغدية الدرقية تُعرف بأنها أورام حميدة تؤثر على الأنسجة الطبيعية للغدة الدرقية. تأتي هذه الأورام بأشكال مختلفة، وعادة لا تحتاج إلى علاج إلا إذا تسببت في ضغط على المناطق المحيطة. تُقسم الأورام الغدية إلى نوعين رئيسيين: الأورام الجُريبية والأورام الحليمية. غالبًا ما تُعتبر الأورام الغدية غير ضارة، على الرغم من إمكانية ورود زيادة في إفراز الهرمونات.
الدراق
تضخم الغدة الدرقية، المعروف بالدراق، قد ينتج عن التهاب الغدة الدرقية أو نقص اليود أو أمراض أخرى. يعتبر الدراق شائعًا بين النساء قبل انقطاع الطمث، وقد يكون العرض الوحيد في بعض الحالات. الدراق في بعض الأحيان يظهر لفترات قصيرة ثم يختفي تلقائيًا. لا يحتاج الدراق إلى علاج طالما أن الغدة تعمل بشكل طبيعي، لكن العلاجات المختلفة قد تكون ضرورية في حالة ظهور أعراض مقلقة.
الأورام الخبيثة للغدة الدرقية
عادةً، لا تُظهر الأورام الخبيثة للغدة الدرقية، المعروفة بسرطان الغدة الدرقية، أي أعراض في البداية، لكن مع نموها يمكن أن تسبب الألم والانتفاخ في الرقبة. هناك عدة أنواع من الأورام الخبيثة، ويُصنَّف سرطان الدرقية بناءً على نوع الخلايا التي تُشكل الورم.
سرطانات الدرقية المتمايزة
تشبه سرطانات الدرقية المتمايزة أنسجة الغدة الطبيعية عند الفحص المجهري، وتشمل حوالي 90% من جميع حالات السرطان. غالبًا ما تصيب هذه الأنواع البالغين في الثلاثينات والأربعينات من عمرهم، وأكثر متاخذها تكون حليمية أو جريبية. تشمل العلاجات الجراحة، العلاج بالهرمونات البديلة، والعلاج باليود المشع.
السرطانة الدرقية النخاعية
تتطور السرطانة الدرقية النخاعية من خلايا سي المسؤولة عن إنتاج هرمون الكالسيتونين. تُعتبر هذه الحالة نادرة، ومن المحتمل أن تكون وراثية في 25% من الحالات. العلاج يشمل الجراحة والعلاج بالإشعاع.
السرطانة الدرقية الكشمية
تُعدّ السرطانة الدرقية الكشمية من بين الأنواع النادرة، وتتميز بسرعة انتشارها وصعوبة علاجها. غالبًا ما تصيب الأشخاص فوق سن 65 عامًا، وتستلزم العلاجات المختلفة بما في ذلك الجراحة والعلاج الكيميائي.
الأنواع الأقل شيوعًا من سرطانات الدرقية
تشمل الأنواع النادرة الأخرى من سرطان الغدة الدرقية لمفومة الغدة الدرقية وساركوما الغدة الدرقية، وهما يُعتبران نوعين نادرين يتطلبان استشارة طبية متخصصة.
فيديو عن اورام الغدة الدرقية
للمزيد من المعلومات حول أورام الغدة الدرقية، يُمكنكم مشاهدة الفيديو.