تاريخ هجرة النبي من مكة إلى المدينة المنورة

تعتبر هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة أحد أبرز العوامل التي ساهمت في انتشار الدين الإسلامي على مستوى العالم.

لم يكن النبي محمد عليه الصلاة والسلام مخيرًا في هذا القرار، بل كان أمرًا من الله سبحانه وتعالى.

تعد الهجرة جزءًا من سنن الأنبياء، وفي هذا المقال، سنستعرض تاريخ هجرة الرسول من مكة إلى المدينة، بالإضافة إلى الأسباب والنتائج المرتبطة بهذه الهجرة، فتابعونا.

أسباب هجرة الرسول من مكة إلى المدينة

تعددت الأسباب التي دفعت سيدنا محمد للهجرة، وفيما يلي نستعرض أبرز هذه الأسباب:

  • تزايد المضايقات والعداء للنبي محمد وأصحابه من قِبل مشركي قريش.
    • مما أدى إلى تدهور الحالة المعيشية وازدياد المعاناة للمسلمين وعائلاتهم وكل من أحب النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
  • تفاقم العداء حتى وصل إلى حد قتل المسلمين بسبب التعذيب، وتاريخيًا، تُذكر أحداث مثل استشهاد سمية بنت خياط، وهي أول امرأة استشهدت في سبيل الله، بعد تعرضها لعذابات شديدة.
    • تعتبر سمية، أم عمار بن ياسر (رضي الله عنها)، رمزًا للصبر والثبات في مواجهة الظلم.
  • وجود بيئة مؤاتية في المدينة، حيث كان هناك مجموعة كبيرة من أهل يثرب (المدينة) قد بايعوا النبي في مكة وعملوا على نشر الدعوة في المدينة لاستقباله.
  • بعد وصوله إلى يثرب، أبرم النبي صلحًا بين قبيلتي الأوس والخزرج، وهما قبيلتان كان بينهما خلاف طويل.
    • هذا الصلح أدى إلى توحدهما في دعم النبي الكريم ونشر الدين الحق.

تاريخ هجرة الرسول من مكة إلى المدينة

اختلف المؤرخون حول التاريخ الدقيق لهجرة النبي عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة، وأبرز الترجيحات منها تتضمن:

  • بعض المؤرخين يعتبرون أن الهجرة حدثت في شهر محرم، أول شهور السنة الهجرية.
    • ومن أشهر المصادر التي ذكرت هذا التأريخ هو فيلم “الرسالة”، الذي افترض أن الهجرة تمت في بداية شهر محرم.
  • بينما يعارض آخرون هذا التاريخ، ومنهم الكاتب حازم خالد في كتابه “إبحار في روائع أمهات الكتب”، حيث أشار إلى أن الشيخ الذهبي في كتابه “تاريخ الإسلام” يرد أنه كان في شهر ربيع الأول، مؤكدًا أن شهري محرم وصفر لا يحتسبان في التأريخ.
    • وثق الشيخ الذهبي أن السنة الثانية من الهجرة بدأت من شهر ربيع الأول، بينما السنة الثالثة انطلقت من شهر محرم.
  • أما بعض المؤرخين، فيرون أن الهجرة النبوية تتوافق مع 12 سبتمبر عام 622 ميلاديًا.
    • أي منذ 1398 سنة ميلادية حتى عام 2020 ميلادي، والذي يتوافق مع عام 1442 هجريًا، مع العلم أن السنة الهجرية أقصر في عدد الأيام من السنة الميلادية.

كيف بدأ التأريخ الإسلامي؟

لم يكن لدى العرب قبل الإسلام نظام تأريخي محدد، بل كانوا ينسبون الأحداث إلى وقائع هامة عبر التاريخ.

على سبيل المثال، كان يشار إلى أن النبي وُلِد في عام الفيل، تذكيرًا بالحادثة المشهورة التي قام بها أبرهة الحبشي في محاولته الفاشلة لهدم الكعبة المشرفة باستخدام الفيل.

كما ذُكر أن الحسن بن علي وُلِد بعد عام من غزوة أحد، وأن الحسين وُلِد بعد عامين من نفس الغزوة.

في السنة السابعة عشر من الهجرة، خلال خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كانت الدولة الإسلامية بحاجة إلى نظام تأريخي موثوق.

اجتمع الخليفة عمر بأصحابه للتشاور حول هذا الموضوع، وطرحت اقتراحات متعددة، مثل بدء التأريخ من مولد النبي، أو بداية البعثة، أو وفاة النبي.

في النهاية، تم الاتفاق على أن يبدأ التأريخ الإسلامي من لحظة الهجرة النبوية، كونها كانت نقطة تحول جوهرية في تطوير الدعوة الإسلامية.

تعتبر الهجرة النبوية طبقة واضحة بين الحق والباطل، حيث شكلت بداية لانتشار الدعوة إلى العالم.

لا تفوتوا قراءة:

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *