الفن التشكيلي ومدارسه تُظهر تنوعًا هائلًا في التعبير الفني. سنستعرض في هذا المقال أنماط المدارس التشكيلية المختلفة بتفصيلٍ دقيق.
ما قبل ظهور الفن التشكيلي
- بعد انتهاء الحقبة المسيحية، برزت عدة مذاهب وأشكال فنية متنوعة في أوروبا.
- توسعت هذه المذاهب خلال القرون الوسطى وفي أوائل القرن الخامس عشر مع ظهور فن النهضة العظيم.
- تميز ذلك الوقت بفخر الفنانين بمهاراتهم وشخصياتهم، على عكس الالتزام بالمجتمعات الضخمة.
- لكن قد ساهمت التغيرات السياسية والدينية والاجتماعية في تنامي المدرسة الباروكية، التي خدمتها البرجوازية والطراز الروكوكو المرتبط بالعائلات الحاكمة.
- بعد الثورة الفرنسية عام 1789، انقرض طراز الروكوكو في فرنسا.
- وظهر بعد ذلك الكلاسيكية الجديدة المستلهمة من الفنون الإغريقية والرومانية.
بزوغ الفن التشكيلي
- منذ القرن التاسع عشر، بدأت الحركات الفنية التشكيلية تتبع أحداهما الأخرى في الغرب.
- ظهرت المدارس الواقعية والرومانسية والطبيعية، مما أحدث ثورة في تاريخ الفن.
- تأثرت التوجهات التشكيلية بدراسات العلماء عن العلاقة بين الضوء واللون.
- الأبحاث التي أدت لابتكار كاميرا التصوير الحراري الشمسي ساهمت في صعود الانطباعية.
- مع دخول القرن العشرين، نشأت مدارس جديدة مثل المستقبلية والوحشية والتكعيبية.
- خلال فترة الحرب العالمية الأولى، أثرت الفوضى في المجتمعات الإنسانية، مما دفع مجموعة من الفنانين والمصممين للبحث عن الشهرة عبر تجاربهم المؤلمة.
- نتج عن ذلك كسر للقيم الجمالية المتوارثة، وانتاج أعمال تنافس الفن دادا.
- انتهت هذه الحركات مع ظهور السريالية والتجريدية كمكملات فنية.
المدرسة المستقبلية
- انبثقت المدرسة المستقبلية في إيطاليا ثم انتقلت إلى فرنسا، واستهدفت مقاومة المفاهيم التقليدية، لذا سُميت بالمستقبل.
- يسعى فنانو المستقبلية إلى التعبير عن التغير المستمر والسرعة والتقدم التكنولوجي في القرن العشرين.
- مع حركة الأشياء وتدفقها، يعمل الفنان على نقل تلك الحركة عبر الضوء.
- تعد المستقبلية مدرسة ذات أهمية كبيرة تتناسب مع طبيعة العصر الحديث، حيث تركز على الإنسان المعاصر.
- يتمثل تعبير الفنان المستقبلي عن الصور الديناميكية من خلال.
- فصل الأشكال إلى نقاط وخطوط وألوان عديدة لنقل الحركة السريعة.
- كما صرح أحد الفنانين المستقبليين بأن “الحصان المتسابق يمتلك أكثر من أربعة أحصنة؛ إذ تتخذ حركاته أبعادًا مثيلة”.
- أحاط الفنانين برسم الأشخاص والأحصنة بتكوينات متعددة، ما يجعل اللوحات المستقبلية كأنها موجات ملونة دائمة.
- في لوحة “مرنة” التي رسمها بوكشيوني عام 1912، تُظهر الصورة.
- شخصًا محاطًا بملابس فضفاضة ملونة تتدفق في الهواء بإيقاع رائع.
المدرسة الانطباعية
- تأسست هذه المدرسة الفنية في القرن التاسع عشر، إذ استُلهم اسمها من عنوان.
- لوحة الرسام الفرنسي كلود مونيه “انطباع شروق الشمس” والتي تم إنشاؤها عام 1872.
- تتميز هذه التقنية بتنفيذ أعمالها بشكل مباشر يعكس الواقع أو الأحداث في الطبيعة.
- ذلك ما يجري مشاهدته بشكل مباشر، بعيدًا عن التخييل والتزيين.
- نتيجة لذلك، انتقل الفنانون من الاستوديو إلى الهواء الطلق.
- ما أجبرهم على سرعة تنفيذ العمل الفني قبل تغير الظلال والإضاءة.
- تمت تسميتها بهذا الاسم لأنها تعكس انطباع الفنان عن الطبيعة، بدلاً من التفاصيل الدقيقة.
- تسعى الانطباعية لتسجيل الانطباع البصري المتغير مباشرة من الطبيعة.
- أبدع الفنانون التأثريون في تصوير ضوء الشمس، مما أدى إلى ظهور فن التصوير الخارجي عام 1878.
- على الرغم من فقدان الحركة للعديد من المؤيدين بحلول عام 1880، إلا أن شعبيتها برزت عام 1890.
- استخدم مصطلح “تأثرية” أيضًا في موسيقى القرن التاسع عشر.
- ظهرت أثارها في أعمال ديبوسي وروافيل.
- كما تم استخدام مصطلح “ما بعد التأثرية” للإشارة لأعمال مجموعة من الفنانين الفرنسيين في أواخر القرن التاسع عشر.
- والذين سعوا إلى استخدام بعض ميزات الانطباعية مع توجيهها نحو فن أكثر ذاتية، مثل سيزان وفان جوخ وجوجان.
المدرسة الكلاسيكية
- تعود كلمة “كلاسيكي” إلى اليونانية، وتشير إلى شيء ذو جودة عالية أو مثالي.
- إذ أن اليونانيين اعتمدوا في فنهم على المبادئ الجمالية المثالية.
- رأينا رجال ونساء في لوحاتهم ومنحوتاتهم، حيث اختاروا تصوير الجمال الجسدي المثالي.
- ظهر الرجال في أعمالهم كعمالقة أو أبطال، بينما النساء كملكات جمال تصويرية.
- تميزت أعمالهم بالأفكار الكلاسيكية المثالية والجودة العالية.
- قبل استخدام الكلمة في القرن الثامن عشر، شهدت الكلاسيكية إحياءً واسعًا في إيطاليا خلال القرن الخامس عشر.
- عمل العديد من الفنانين على إحياء الفن اليوناني والروماني، ما جعل تأثيرهم ممتدًا في جميع المجالات الفنية.
- من أبرز الفنانيين في هذه المدرسة كان ليوناردو دافنشي، ومايكل أنجلو.
- يسجل العصر الذهبي لهؤلاء الفنانين als-قرون السادس عشر.
- أشهر أعمال دافنشي كانت لوحة “الموناليزا” وأعمال مايكل أنجلو تضمنت تمثال موسى.
المدرسة الرومانسية
- ظهرت هذه المدرسة في أواخر القرن الثامن عشر وبدايات التاسع عشر.
- انطلقت مع تطور الحضارة وازدهار المعرفة العلمية.
- تعتمد الرومانسية على الشعور والإلهام، بالإضافة إلى المنطق.
- تسعى هذه المدرسة للتعبير عن المشاعر والتصرفات الحرة بطابع تلقائي.
- كما تتسم بمناظر طبيعية مليئة بالعواطف، مع إبراز استخدام تقنيات الفرشاة والألوان الزاهية.
- من أبرز الفنانين في هذا التوجه يوجين دي لاكرواه وجاريكو.
- أعمال لاكرواه تشمل “الحرية تقود الشعب”، بينما قدم جاريكو لوحات مميزة مثل “غرق ميدوزا”.
المدرسة التكعيبية
- تعتبر المدرسة التكعيبية نوعًا من الاتجاه الفني المعتمد على الأشكال الهندسية كأساس.
- حيث يستخدم الفنانون الأشكال المستقلة، إما أن تكون أسطوانية أو كروية.
- أبرز الفنانين لهذه الحركة هم سيزان وبابلو بيكاسو.
- أولى تلك المدارس ظهرت بين عامي 1907 و1909 كمرحلة أولى من التكعيبية.
- تلتها المرحلة التحليلية التكعيبية التي بدأت عام 1910، محورية في تحليل الأشكال الطبيعية.
- سعت المرحلة الأخيرة عام 1913 إلى خلق تشكيلات فنية متناسقة
المدرسة السريالية
- أسست المدرسة السريالية في فرنسا ونمت في أوائل القرن العشرين.
- تأكيدها على الغرائب والتناقضات واللحظات اللاشعورية.
- السريالية تهدف إلى الابتعاد عن الواقع وتنطلق بالخيال المكبوت.
- فقد اعتبرت إحدى ألوان الفن النفسي الذي يعتمد بشكل كبير على تعبير اللاشعور.
- تتسم لوحات السريالية بالغموض، وتطال مضامين فكرية عميقة تتطلب تأملًا.
- الفنان السريالي يقارب اللوحات كأنه نصف نائم، مما يمنح عمله طابعًا واقعيًا.
المدرسة الرمزية
- برزت أبعاد المدرسة الرمزية عام 1887، في ظل طغيان القيم المادية.
- سعى الفنانون مثل غوغان وغوستاف مورو إلى استعادة الجمال والقيم الأخلاقية.
المدرسة التعبيرية
- تقوم المدرسة التعبيرية على فكرة أن الفنانين يعكسون آرائهم الفريدة تجاه العالم.
- يسعون للتخلص من الوصف الدقيق، ويركزون على تعبيراتهم الذاتية.
المدرسة الواقعية
- تسعى هذه المدرسة إلى depicting العالم كما هو، بعيدًا عن الزخرفة.
- أبرز الواقعيين مثل جون كونستابل وغوستان كوربيه، حيث منوا الجمال بواقعية الطبيعة.
المدرسة الوحشية
- تأخذ المدرسة الوحشية من الأساليب الفريدة في تصوير الحياة بألوان زاهية.
- تبرز أعمال الفنانين مثل “هنري ماتيس” و”أندريه ديرين” بمزج الألوان بشكل مبدع.
- تظهر الأشجار في لوحاتهم بألوان غير تقليدية، مع تمييز الأشكال بخطوط داكنة.