تحليل الأجسام المضادة المرتبطة بالغدة الدرقية

تحليل الأجسام المضادة للغدة الدرقية يعد دليلًا على مدى تعقيد وإبداع البنية البشرية، حيث يعكس الجسم الإنساني قدرة علمية مدهشة، وقدرة علم الطب على استكشاف هذه الروائع يومًا بعد يوم.

من ضمن هذه الإبداعات غير المرئية بالأعين المجردة هي الأجسام المضادة، التي تعتبر أحد العناصر الحيوية لضمان صحة الجسم وقدرته على مقاومة الأمراض المختلفة التي قد تهاجمه.

تحليل الأجسام المضادة للغدة الدرقية

لقد تم الإشارة إلى أهمية الأجسام المضادة في الحماية من الأمراض، فهي تعمل على مقاومة أي ملوثات ضارة تسعى للتسلل إلى الجسم.

ومع ذلك، قد يحدث خطأ في النظام المناعي فينتج عنه استجابة معاكسة، حيث تقوم الأجسام المضادة بمهاجمة الأنسجة السليمة.

وتُعتبر الغدة الدرقية من الأعضاء الأكثر تأثرًا في هذه الحالة، إذ قد تتعرض لهجوم مفرط من هذه الأجسام، مما يؤدي إلى التهابها.

وتترتب على هذا المسار العديد من الأمراض المناعية الذاتية، وهو ما يجعل تحليل الأجسام المضادة للغدة الدرقية ضرورة طبيّة. هنا نتناول بعض أنواع هذه الأجسام المضادة عبر التحاليل التالية:

  • الأجسام المضادة للبيروكسيداز الدرقي: وهذه الأجسام لها القدرة على مهاجمة الإنزيمات الخاصة بالغدة الدرقية، مما يؤثر على إنتاج الهرمونات الدرقية.
    • الهرمون الأول هو ثلاثي يود الثيرونين (T3).
    • أما الثاني فهو الثيروكسين (T4).

تحليل الأجسام المضادة للغدة الدرقية

  • الأجسام المضادة للثايروجلوبيولين: ويشير هذا إلى الأجسام التي تهاجم البروتين السكري المعروف باسم الجلوبين الدرقي (Tg)، والذي يلعب دورًا مهمًا في صناعة هرمونات الغدة الدرقية.
    • هذا البروتين يخزن بعض الأشكال غير النشطة من الهرمونات ويساهم في تخزين اليود.
  • وقد يرتبط ارتفاع مستوى هذه الأجسام في الدم بعدد من اضطرابات الغدة الدرقية مثل تضخم الغدة أو سرطانها، مع ملاحظة أنها ليست مؤشرات مباشرة لهذه الحالات.
    • كما تم ربط أمراض مثل السكري من النوع الأول بارتفاع هذه الأجسام.

مستقبلات الهرمون المنشط للغدة الدرقية

  • يتكون الهرمون المسؤول عن تنشيط الغدة الدرقية في الغدة النخامية تحت تأثير إشارات من منطقة الوِطَاء في الدماغ.
    • هذا الهرمون يحفز الغدة الدرقية على النمو وإنتاج الهرمونات.
  • تحدث علاقة توازنية بين هرمون الغدة الدرقية والهرمون المنشط، حيث يؤدي ارتفاع أحدهما إلى خفض الآخر.
    • لكن في حال حدوث هجوم من الأجسام المضادة على مستقبلات هذا الهرمون، فقد يؤدي ذلك إلى تصاعد في مستويات الهرمون وزيادة الأمراض مثل مرض غريفز ومرض هاشيموتو.

دواعي تحليل الأجسام المضادة للغدة الدرقية

  • يلجأ الأطباء عادةً لإجراء تحليل دم للكشف عن الأجسام المضادة للغدة الدرقية عند وجود أعراض تمس مستويات الهرمونات.
    • ظهور أي علامات تشير إلى زيادة نشاط الغدة، أو نقصها، أو تضخمها يتطلب إجراء هذه التحاليل.
  • تجدر الإشارة إلى أن أعراض القصور في نشاط الغدة تتضمن زيادة الوزن، التعب المستمر، حساسية تجاه البرودة، تساقط الشعر، constipation، وجفاف الجلد.
  • أما فرط نشاط الغدة فتظهر عليه أعراض متنوعة مثل عدم القدرة على النوم، وتغيرات غير مبررة في الوزن، وزيادة التعرض للتعرق والقلق، والرعاش، وتسارع نبض القلب، وبروز العينين.

التحضير للتحليل

  • عند التحضير لإجراء تحليل الأجسام المضادة للغدة الدرقية، ليس من الضروري القيام بأي استعدادات خاصة.
    • ومع ذلك، ينبغي تجنب تناول أي مكملات تحتوي على البيوتين (فيتامين ب 7) قبل 12 ساعة من التحليل.
  • تأثير البيوتين يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير دقيقة، وبالتالي يجب إبلاغ الطبيب بجميع الأدوية والفيتامينات التي يتم تناولها.
  • يجب على السيدات اللواتي يرغبن في إجراء التحليل أن يُعلمن الطبيب بأي احتمال للحمل، حيث يمكن أن يؤثر ذلك على النتائج.

إجراء التحليل

يتم إجراء تحليل الأجسام المضادة للغدة الدرقية عبر أخذ عينة من دم الشخص المراد فحصه.

هذا الإجراء غالبًا ما يكون بسيطًا وغير مسبب لقلق، وإليكم الخطوات المتبعة:

  • يجب أن يستقر الفرد على كرسي مريح أو سرير داخل العيادة.
    • ثم نكشف منطقة الذراع العلوية لأخذ العينة.
  • يتم ربط حزام مطاطي فوق الذراع لجعل الأوردة أكثر وضوحًا.
  • ثم يتم إدخال إبرة بطريقة دقيقة في الوريد لجمع العينة.
  • بعد سحب العينة، تتم إزالة الإبرة ويتم الضغط على المكان لوقف النزيف.
  • ثم توضع لاصقة على الموقع ويستطيع الفرد العودة لممارسة نشاطاته بشكل طبيعي.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *