وقود الطائرات
مع التطورات التكنولوجية المستمرة، شهدت وسائل النقل تغييرات جذرية جعلتها أكثر سرعة وسهولة في الاستخدام، ومن أبرز هذه الوسائل الطائرات التي مرت بمراحل عديدة حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم. يتبادر إلى الذهن سؤال عن كيفية قدرتها على الطيران لمسافات شاسعة تصل إلى مئات الكيلومترات. كما يتساءل الكثيرون عن سبب اختيار نوع الوقود المستخدم في الطائرات، وأيضًا كيفية تخزينه بطريقة تمنع حدوث انفجارات أو أضرار غير متوقعة.
أماكن تخزين وقود الطائرات
تعتبر أجنحة الطائرات هي الأماكن الرئيسية لتواجد خزانات الوقود الضرورية للطيران. بالإضافة إلى وجود خزانات احتياطية في الجناح الخلفي للطائرة المعروف باسم “Horizontal Stabilizer”. تخضع عملية تخزين الوقود لمراقبة آلية دقيقة لتجنب أي مشكلات قد تطرأ. ويتم تحديد حجم الخزان حسب نوع الطائرة ومدى عملها وكمية استهلاكها للوقود خلال الرحلة. أما عن نوع الوقود المستخدم، فإنه يُعرف بـ “Jet A-1، Jet A” أو “Jet A”، وقد تم اعتماده للطائرات المدنية منذ عام 1950 في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يتمتع بخصائص معينة تشمل:
- يتجمد عند درجة حرارة تصل إلى 40 درجة تحت الصفر.
- تبلغ درجة حرارته الاشتعالية الذاتية حوالي 210 درجات مئوية.
- تتراوح كثافته النوعية بين 0.775 و0.83، مما يجعله مختلفًا تمامًا عن وقود الطائرات الحربية أو العسكرية أو التجارية إضافةً إلى وقود السيارات.
كيفية تزويد الطائرات بالوقود
تتم عملية تزويد الطائرات بالوقود بطريقة مرتبة ودقيقة، من خلال اتفاق بين قسم العمليات في شركة الطيران والجهات المسؤولة عن توفير الوقود في المطار المعني. يتم تزويد الطائرة بالكمية اللازمة من الوقود التي تتناسب مع نوعها ومدى رحلتها، كما تم الإشارة إليه سابقًا. تجدر الإشارة إلى أن الرحلات التجارية لا تتلقى حمولة الوقود كاملة دفعة واحدة، بل يتم تزودها بما تحتاجه للوصول إلى وجهتها، مع إضافة كمية احتياطية لتغطية ساعات الانتظار في محطات التوقف المختلفة.
تستغرق عملية تزويد الطائرة بالوقود من عشرين إلى ثلاثين دقيقة، وتتم عند نقطة التزويد الواقعة أسفل جناح الطائرة. يتم تنفيذ عملية تزويد الوقود قبل صعود الركاب كنوع من تدابير الأمان والحفاظ على السلامة؛ حيث أنه في حالة حدوث طارئ أثناء عملية التزود، قد يكون من الصعب على الركاب مغادرة الطائرة بسهولة.