موقع جبل سنجار وأهميته الجغرافية

جبل سنجار

يعتبر جبل سنجار من أقدم المناطق المأهولة التي عاش فيها البشر في العراق القديم، حيث يعود تاريخه إلى حوالي ثلاثة آلاف عام قبل الميلاد. سكنته الحضارة الآشورية، واحتل لاحقًا موقع العاصمة لهم. لا تزال العديد من الآثار القديمة في المنطقة تكشف عن عظمة الحضارة التي نشأت هناك. بعد الفتح العربي، غير العرب اسم نينوى إلى الموصل، وذلك لأنها كانت تمثل الطريق الواصلة بين الشام وبقية المناطق التي كانت تخضع للحكم الساساني. يقع جبل سنجار غرب محافظة نينوى، مما يجعله من أقرب النقاط إلى الأراضي السورية.

موقع جبل سنجار

يتواجد جبل سنجار وبلدته في محافظة نينوى (الموصل) شمال العراق، وهي محافظة عريقة تتمتع بتاريخ طويل في المنطقة العراقية. تُعتبر المحافظة من المناطق الزراعية التي كانت معروفة بالزراعة منذ عصور سابقة جدًا.

أسباب تسمية جبل سنجار

لا توجد رواية قاطعة لسبب تسمية جبل سنجار بهذا الاسم، ولكنه يعرف بالكردية باسم شنكال، والذي يعني “الجهة الجميلة”. بينما تتحدث بعض الروايات العربية عن علاقة الاسم بقصة الطوفان، إذ تقول إحدى الروايات الضعيفة إن سفينة النبي نوح، عليه السلام، اصطدمت بالجبل، مما دفعه لقوله “هذا سن جبل جار علينا”، وبالتالي أُطلق عليه اسم سنجار. كما يُقال إن إحدى العشائر من قبيلة شمر التي سكنت هذه المنطقة كانت تُدعى سنجار، مما أدى إلى تسمية المنطقة بناءً على اسمها. تاريخيًا، كان سكان سنجار القدماء يتكونون من السريان المسيحيين واليزيديين، بالإضافة إلى القبائل العربية التي تحيط بالجبل. تضم المنطقة قرى صغيرة يسكنها اليزيديون، إلى جانب اليزيديين الذين تم ترحيلهم إلى هناك بعد الاحتلال الأمريكي للعراق.

الديانة في جبل سنجار

تُعتبر الديانة اليزيدية، التي يتمسّك بها العدد الأكبر من سكان جبل سنجار، واحدة من أقدم الأديان في العراق، حيث تمكن معتنقوها من الحفاظ على العديد من طقوسهم الروحية حتى يومنا هذا. يُنتشر اليزيديون في المناطق الكردية، بما في ذلك العراق وسوريا وتركيا وأرمينيا، حيث يعتبرون من الجماعات الكردية التي تعتنق دينًا خاصًا. يرى العديد من الباحثين أن اليزيدية تُمثل تطورًا للديانة البابلية القديمة التي نشأت في بلاد ما بين النهرين. يتحدث معظم اليزيديين في جبل سنجار اللغة الكرمانجية، إلى جانب اللغة العربية التي يتحدث بها العديد منهم نتيجة للاحتكاك مع القبائل والمدن العربية عبر التعليم أو العمل. تُستخدم اللغة الكرمانجية اليوم في كتابة الصلوات والأدعية بين اليزيديين، وهي واحدة من اللغات الكردية الأربع. في الماضي، كانت تُكتب باللغة السريانية، وكانت لليزيديين لغة قديمة اندثرت مع مرور الزمن.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *