موقع أكبر تجمع للبراكين على مستوى العالم
يتألف الغلاف الخارجي للأرض، المعروف بالغلاف الصخري (Lithosphere)، من عدة ألواح صخرية تُعرف باسم الصفائح التكتونية (Tectonic Plates). هذه الصفائح الصلبة تطفو فوق الطبقة الأكثر ليونة وحرارة من الوشاح الأرضي. خلال حركتها، تنزلق هذه الصفائح فوق بعضها، أو تبتعد وتتفرق، أو تتصادم. نتيجة لهذه الحركات، تحدث الانفجارات البركانية. ومن الجدير بالذكر أن هناك ثلاثة مواقع رئيسية تنشأ فيها النشاطات البركانية، وهي: النقاط الساخنة (Hot Spots)، والحدود التباعدية للصفائح (Divergent Plate Boundaries)، والحدود التقاربية للصفائح (Convergent Plate Boundaries).
حزام النار: موقع أكبر تجمع للبراكين من الناحية الجيولوجية
يُعتبر حزام النار (Ring of Fire) في المحيط الهادئ الموقع الذي يحتضن 75% من البراكين الموجودة على كوكب الأرض، حيث يصل إجمالي عددها إلى أكثر من 450 بركاناً. تتركز معظم هذه البراكين بسبب وجود معظم مناطق الاندساس تقريبًا على سطح الأرض في هذه المنطقة. فضلًا عن ذلك، فإن حوالي 90% من الزلازل تحدث أيضًا على طول هذا الحزام، الذي يمتد لحوالي 40,000 كيلومتر، مُشكلاً حدوداً بين العديد من الصفائح التكتونية مثل صفيحة المحيط الهادئ، وصفيحة خوان دي فوكا (Juan de Fuca)، وصفيحة كوكوس (Cocos)، والصفيحة الهندية الأسترالية، وصفيحة نازكا (Nazca)، وأمريكا الشمالية، والصفيحة الفلبينية.
تشكل حركة الصفائح التكتونية على طول حزام النار السبب وراء كثرة النشاطات البركانية والزلازل المتكررة في هذه المنطقة. حيث تحدث التصادمات عند الحدود التقاربية، مما يؤدي إلى دفع إحدى الصفائح إلى الأسفل وتكوين مناطق الاندساس (Subduction Zones). بعد هبوط الصفيحة، تبدأ الصخور في الذوبان، مما يعزز تكوين الصهارة التي تتجمع بالقرب من سطح الأرض، مما يهيئ الظروف المناسبة للنشاط البركاني. ومن المثير للاهتمام وجود حالة فريدة عند الحدود بين صفيحتي المحيط الهادئ وأمريكا الشمالية، حيث تُعتبر هذه الحدود حدودًا تحويلية (Transform Boundary) تتم فيها الحركة بشكل جانبي، مما ينتج عنه عدد كبير من الزلازل نتيجة للطاقة المتراكمة في صخور القشرة الأرضية.
إندونيسيا: أكبر تجمع للبراكين جغرافياً
تُعتبر إندونيسيا الدولة التي تحتوي على أكبر تجمع من البراكين في العالم، وهذا نتيجة لموقعها الجيولوجي المعقد في الجزء الجنوبي الشرقي من القارة الأوراسية. وكونها تقع ضمن منطقة حزام النار في المحيط الهادئ، تتصف إندونيسيا أيضًا بوجود مناطق الاندساس التي تحددها البراكين والزلازل، والتي تمتد إلى أعماق تصل لحوالي 600 كم. ومعظم البراكين التي انفجرت منذ عام 1500م تقع بين 100-120 كم فوق الصفيحة الهابطة. وقد شهدت العديد من هذه البراكين انفجارات قوية، حيث سجل 32 بركانًا حدًا أعلى من المستوى الرابع على مؤشر الانفجار البركاني (VEI).
على مدار المئتي عام الماضية، حدث انفجار لـ 19 بركانًا في إندونيسيا، من بينها بركان كراكاتو (Krakatau) الذي حدث في عام 1883م بمؤشر من المستوى السادس (VEI=6)، وبركان تامبورا (Tambora) في جزيرة سومباوا (Sumbawa) في عام 1815م بمؤشر من المستوى السابع (VEI=7)، والذي يُعتبر رقمًا قياسيًا كأكبر انفجار بركاني في التاريخ الحديث. وقد أسهم ثوران هذا البركان في ذلك العام في تجربة المناخ العالمي، حيث تسبب في عدم ظهور الصيف في نصف الكرة الشمالي عام 1816م، مما أثر سلبًا على الزراعة وتسبب في مجاعة ونزوح السكان. وأخيرًا، يعتبر انفجار بركان توبا (Toba) في جزيرة سومطرة (Sumatra) في إندونيسيا، الذي حدث منذ حوالي 74 ألف سنة، أكبر انفجار شهدته الأرض خلال المليوني سنة الماضية، وقد قُدِّر انفجاره بمؤشر من المستوى الثامن (VEI=8).