اليوم الأول من شهر ذي الحجة

اليوم الأول من ذي الحجة

تبدأ أيام شهر ذي الحجة بأول يوم منه، وهو الشهر الثاني عشر في السنة الهجرية، ويتألف من 29 أو 30 يوماً. يُعتبر هذا الشهر من الأشهر الحُرُم، حيث يستقبل المسلمون هذا الموسم بترتيبات متعددة، وبتصميم على اغتنامه في الطاعات والأعمال الصالحة، إلى جانب التوبة والندم. كما يشهد هذا الشهر تأدية فريضة الحج من قبل حجاج بيت الله الحرام.

خصص الله -عز وجل- أيام العشر الأوائل من ذي الحجة بالعديد من الفضائل، ووهبها خيرات وأجور مضاعفة. لذلك، ينبغي على كل مسلم أن يستقبل هذه الأيام بحسن النية، وأن يسعى للاستفادة منها عبر القيام بالأعمال الخيرية، وذكر الله، والدعاء، وتلاوة القرآن، وغيرها من الطاعات.

تعريف بالعشر الأوائل من ذي الحجة

خص الله -سبحانه وتعالى- تلك الأيام في كتابه الكريم، حيث أشار إليها في قوله -عز وجل-: (وَأَذِنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ). وكذلك، أقسم بها في قوله: (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، حيث يُقام في هذه الأيام أحد أركان الإسلام وهو الحج.

تبدأ مناسك الحج في اليوم الثامن من ذي الحجة، المعروف بيوم التروية، ويحتل يوم عرفة مكانة عظيمة، حيث يكفّر صيامه ذنوب السنة الماضية والقادمة. في هذا اليوم، يُباهي الله تعالى بعباده أمام الملائكة، كما أنه يومٌ للعتق من النار ومغفرة الذنوب، وكلٌ من هذه الفضائل مدعومة بالأحاديث النبوية الشريفة. في حين أن اليوم العاشر من ذي الحجة هو يوم النحر، الذي يمثل بداية عيد الأضحى المبارك.

فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة

توفر النصوص الشرعية العديد من الأدلة على فضل هذه الأيام، ومنها:

  • تُعتبر أفضل أيام الأعمال الصالحة.

قال الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-: (ما العمل في أيام أفصل منها في هذه؟ قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء).

  • يحتوى على يوم عرفة، وصيامه يُكفر الذنوب.

قال الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-: (صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده).

  • أيام ترتبط بشعائر دينية عظيمة.

إن أيام العشر من ذي الحجة ترتبط بشعيرة الحج، التي تبدأ في هذه الأيام، كما أن عيد الأضحى يُعتبر أحد شعائر الله، ويبدأ خلالها أيضاً.

الأعمال المستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة

يفضل الإكثار من الأعمال الصالحة في العشر الأوائل من ذي الحجة، استناداً إلى قول الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-: (ما العمل في أيام أفصل منها في هذه؟ قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء). وفيما يلي بعض الأعمال التي يمكن للمسلم ممارستها خلال هذه الأيام:

  • الإكثار من الدعاء وذكر الله -عز وجل-، لاسيما في يوم عرفة. حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والأنبياء من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير).
  • صيام التسعة أيام من ذي الحجة، فقد رُوي عن حفصة -رضي الله عنها- أن: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر).
  • الإكثار من النوافل، كونها من أفضل القُربات إلى الله -تعالى-.
  • تعزيز الصدقات سواءً المادية أو المعنوية.
  • قيام الليل.
  • التوبة والاستغفار إلى الله تعالى، فالتوبة الصادقة تُكفر السيئات.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *