موطن العقارب
تستوطن العقارب بصورة رئيسية المناطق الصحراوية، ومع ذلك، فإنها قادرة على التكيف للعيش في بيئات معتدلة، وشبه استوائية، واستوائية. تتواجد في أنواع متعددة من الموائل مثل الأراضي العشبية، والسافانا، والغابات، وتنتشر بشكل عام من السواحل البحرية إلى المناطق الجبلية المغطاة بالثلوج.
تجدر الإشارة إلى أن بعض الأنواع من العقارب تعيش في موائل محددة دون سواها، مثل العقرب الصخري الجنوب إفريقي الذي يتواجد فقط على الصخور.
كما أنه توجد أنواع عديدة من العقارب تعيش داخل الكهوف، وأخرى تعيش على الرمال، وتُظهر بعض الأنواع، مثل العقرب الأوروبي (Euscorpius carpathicus)، القدرة على التكيف مع عدة بيئات، حيث تعيش على سطح الأرض وفي الكهوف، وكذلك في المناطق الساحلية.
تعتبر الجحور، والشقوق الطبيعية، ومساحات تحت الصخور، ولحاء النباتات، هي المسكنات الأساسية للعقارب، وهي منتشرة في جميع أنحاء العالم باستثناء جرينلاند والقارة القطبية الجنوبية.
تكيف العقارب في موطنها
تُعاني العقارب من ظروف قاسية جدًا في بيئاتها، مما يستوجب عليها اعتماد أساليب تكيّف تساعدها على البقاء. من بين هذه الأساليب:
- القدرة على التكيف مع نقص الماء
تستطيع العقارب العيش في الصحارى القاحلة دون الحاجة إلى كميات كبيرة من الماء. فهي تتجنب الأماكن الرطبة خوفًا من الحيوانات المفترسة التي قد تتواجد هناك، وتستمد حاجتها للماء من الرطوبة الموجودة في فرائسها.
- القدرة على التحكم في عمليات الأيض
تمتاز العقارب بقدرتها على تقليل عمليات الأيض في حالات نقص الغذاء، مما يُسهم في تقليل استهلاكها للأكسجين.
- اختيار الوقت الملائم للنشاط
تختبئ العقارب خلال النهار وتصبح نشطة ليلاً لاصطياد فرائسها، مما يحميها من درجات الحرارة العالية ويساهم في الحفاظ على رطوبة أجسامها.
- قوة الهياكل الخارجية
تُساعد صلابة الهيكل الخارجي للعقرب في حمايته من المفترسات وكذلك من الظروف الصحراوية الصعبة، حيث يمنعه ذلك من الجفاف ويساعده على حفظ الماء.
- عدم تحديد نوع غذائي معين
تعتبر العقارب من الكائنات القادرة على التكيف مع مختلف أنواع الفرائس، حتى تلك التي تنتمي إلى نفس فصيلتها.
غذاء العقارب
تتغذى العقارب عادةً على الحشرات، لكنها تمتلك القدرة على تعديل نظامها الغذائي لتكيّف مع البيئات القاسية التي قد تعيش فيها. وعند نقص الغذاء، يُمكن للعقرب تقليل معدل الأيض لديه إلى ثلث المعدل الطبيعي الذي تستهلكه باقي المفصليات.
تتيح هذه الخاصية لبعض الأنواع من العقارب استخدام كميات أقل من الأكسجين والعيش على تناول أقل من حشرة واحدة في السنة. ورغم هذا التباطؤ في معدل الأيض، إلا أن العقرب لا يزال قادرًا على الانطلاق بسرعة عند توافر فرصة للصيد.