التهاب الشريان الصدغي
تتواجد في منطقة الرأس شرايين تُعرف بالشرايين الصدغية (بالإنجليزية: Temporal arteries)، التي تتفرع عن الشرايين الرئيسية المسؤولة عن إمداد الدم لمنطقة الرأس. يوجد اثنان من هذه الشرايين، يمتدان على جانبي الجمجمة بالقرب من الأذن. وعندما تُصاب هذه الشرايين بالالتهاب والضرر، يُعرف ذلك بـ التهاب الشريان الصدغي (بالإنجليزية: Temporal arteritis). تشير البيانات إلى أن حوالي 228 ألف شخص في الولايات المتحدة مصابون بهذا المرض، حيث يكون البالغون الذين تتجاوز أعمارهم 50 عامًا أكثر عرضة للإصابة مقارنة بالشباب، وفقًا للمؤسسة الأمريكية لأمراض الروماتيزم. كذلك، تُعتبر النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة، في حين يُلاحظ انتشار أكبر للمرض بين الأشخاص من أصول إسكندنافية أو سكان شمال أوروبا.
أعراض التهاب الشريان الصدغي
قد تظهر على المصابين بالتهاب الشريان الصدغي مجموعة متنوعة من الأعراض، ومن أبرز هذه الأعراض نذكر:
- صداع شديد متكرر.
- ألم في الفك أثناء تناول الطعام أو التحدث.
- الشعور بالألم في منطقة الصدغ.
- مشكلات بصرية مثل ازدواج الرؤية (بالإنجليزية: Double vision) أو فقدان الرؤية في إحدى أو كلتا العينين.
- أعراض تشبه الإنفلونزا.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- الاكتئاب والشعور بالتعب الشديد.
- ألم العضلات الروماتزمي (بالإنجليزية: Polymyalgia rheumatica)، الذي يسبب آلامًا وتيبسًا في العضلات المحيطة بالكتفين والرقبة والورك.
- ألم في فروة الرأس.
- حمى.
تشخيص التهاب الشريان الصدغي
يتم تشخيص التهاب الشريان الصدغي من خلال مجموعة من الفحوصات، منها:
- الفحص البدني: يتضمن فحص الطبيب لمنطقة الرأس، وخاصة الأماكن التي توجد فيها الشرايين الصدغية، للتحقق من وجود ألم عند لمسها.
- تحليل الدم: رغم أن فحوصات الدم وحدها لا تكفي لتأكيد وجود التهاب الشريان الصدغي، إلا أنها تساهم بشكل كبير في الكشف عن الحالة. تشمل الفحوصات ما يلي:
- اختبار الهيموغلوبين (بالإنجليزية: Hemoglobin test) لتحديد مستوى الهيموغلوبين في الدم.
- اختبار الهيماتوكريت (بالإنجليزية: Hematocrit test) الذي يقيس نسبة كريات الدم الحمراء في إجمالي حجم الدم.
- اختبار وظائف الكبد (بالإنجليزية: Liver function test) لتقييم كفاءة عمل الكبد.
- اختبار سرعة ترسب الدم (بالإنجليزية: Erythrocyte sedimentation rate) الذي يقيس سرعة ترسب خلايا الدم الحمراء، حيث يُعتبر ارتفاع السرعة دليلاً على وجود التهاب في الجسم.
- اختبار البروتين المتفاعل-C (بالإنجليزية: C-reactive protein)، والذي يقيس مستوى بروتين يُنتج في الكبد عند وجود التهاب، حيث تشير المستويات المرتفعة إلى التهاب.
- أخذ خزعة: يتم من خلالها أخذ عينة من نسيج الشريان المشتبه بإصابته.
- استخدام الموجات فوق الصوتية: (بالإنجليزية: Ultrasound) مما يساعد الطبيب في الحصول على معلومات حول التهاب الشريان الصدغي.
مضاعفات التهاب الشريان الصدغي
إذا لم يتم علاج التهاب الشريان الصدغي بشكل مناسب، فقد تحدث مضاعفات، منها:
- التهاب وتلف الأوعية الدموية الأخرى في الجسم.
- الإصابة بتمدد الأوعية الدموية (بالإنجليزية: Aneurysms)، بما في ذلك تمدد الشريان الأبهري الذي قد يتسبب في نزيف داخلي خطير.
- فقدان البصر أو العمى.
- ضعف عضلات العين.
- الإصابة بالجلطة الدماغية (بالإنجليزية: Stroke).
- حالات الموت.
علاج التهاب الشريان الصدغي
قبل تأكيد تشخيص التهاب الشريان الصدغي وأخذ خزعة، يُحدد الطبيب عادةً جرعات مرتفعة من أدوية الكورتيكوستيرويد مثل بريدنيزون (بالإنجليزية: Prednisone) بهدف تقليل مخاطر المضاعفات الخطيرة مثل فقدان البصر. يبدأ العلاج بجرعات تتراوح بين 40-60 ملغ يوميًا، ويستمر العلاج عادةً لمدة تتراوح بين سنة وسنتين. بعد الشهر الأول من العلاج، يقوم الطبيب بتخفيض الجرعة تدريجياً حتى يصل إلى أقل جرعة كافية للسيطرة على الالتهاب. كما قد يتم وصف الأسبرين بجرعة يومية تتراوح بين 75-150 ملغ لتقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو العمى. تجدر الإشارة إلى أن استخدام الكورتيكوستيرويدات لفترة طويلة قد يؤدي إلى ظهور مضاعفات متعددة، منها:
- هشاشة العظام: يجب على الطبيب متابعة كثافة العظام، وقد يوصي بأخذ فيتامين D بجرعة 800 وحدة دولية وكالسيوم بمعدل 1200 ملغ يوميًا، خصوصًا للنساء فوق 50 عامًا والرجال فوق 70 عامًا.
- ارتفاع ضغط الدم: يقدم الطبيب نصائح بخصوص أهمية ممارسة التمارين الرياضية وتناول غذاء صحي متوازن، مع تجنب الأطعمة العالية بالملح والسكر. يمكن أيضًا وصف أدوية للمساعدة في الحفاظ على ضغط الدم ضمن المعدلات الطبيعية.
- ضعف العضلات.