إسلام وقرار الهجرة من أجل الحب

إسلام أم حبيبة وهجرتها

كانت أم حبيبة رضي الله عنها من أوائل المؤمنين الذين أسلموا، وقد تزوجت من عبيد الله بن جحش الأسدي وعاشا معًا في مكة المكرمة. تعرضا لمواجهة العديد من المعاناة والاضطهادات التي مر بها المسلمون في بداية الدعوة الإسلامية. لم يكن أمامهم خيار سوى ترك مكة وبدء رحلة الهجرة. قامت أم حبيبة رضي الله عنها مع زوجها بالهجرة إلى الحبشة في الهجرة الثانية، حيث أنعم الله عليهما بموهبة ابنة أطلقوا عليها اسم حبيبة، وهو الاسم الذي اشتهرت به. ولكن ما حدث لاحقًا كان غير متوقع، إذ اعتنق زوجها عبيد الله النصرانية ومات على الكفر، بينما استمرت هي ثابتة على إيمانها.

اسمها ونسبها

اسمها رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، وهي المعروفة بأم حبيبة القرشية، زوجة النبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين. وُلدت والدتها صفية بنت أبي العاص، حيث أسلمت في مكة وهاجرت إلى الحبشة. عقب اعتناق زوجها النصرانية وموته، تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحبشة، إذ يُقال إن من تولى عقد قرانها هو خالد بن سعيد بن العاص، بينما قال آخرون إنه كان عثمان بن عفان رضي الله عنه. وقد قدم النجاشي مهرها وقدره أربعمائة دينار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتوفيت رضي الله عنها في عام أربع وأربعين من الهجرة.

صفات أم حبيبة

تتميز أم حبيبة رضي الله عنها بفطنتها وذكائها، حيث كانت تتحدث بفصاحة وبلاغة. كما عُرفت بصبرها وجهادها، وهو ما تشهد عليه مواقفها خلال هجرتها مع زوجها وتركها لأهلها وعشيرتها، وثباتها على دين الإسلام رغم تنصّر زوجها. لقد كانت من القلائل الذين ثبتوا في زمن الاضطهاد. ومن أبرز مناقبها أنها هجرت في الله هجرتين حفاظًا على دينها، كما أنها منعت والدها من الجلوس على فراش النبي صلى الله عليه وسلم عند قدومه لعقد الهدنة مع قريش، مما يعكس مكانتها الرفيعة في الإسلام.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *