فقر الدم أو الأنيميا هو حالة طبية تتسم بنقص في كريات الدم الحمراء، ويعد شائعاً بين النساء والأطفال في سن مبكرة. يشير هذا النقص إلى عدم قدرة كريات الدم الحمراء على حمل الأكسجين وتوزيعه على مختلف أجزاء الجسم، مما يؤدي إلى ظهور علامات مثل بشرة شاحبة وصفراء لدى المصاب.
في الحالات التي يكون فيها نقص كريات الدم الحمراء طفيفاً، قد لا تكون الأنيميا خطيرة، لكن في حالات أخرى قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة بل ومميتة. لذا، من الضروري توخي الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة. يقدم هذا المقال نظرة شاملة عن فقر الدم بأنواعه المختلفة وبعض طرق الوقاية.
فقر الدم وأنواعه
لتفادي الإصابة بفقر الدم ومخاطره، من المهم أولاً فهم طبيعة المرض وأسباب ظهوره.
ما هو فقر الدم؟
هو خلل في كريات الدم الحمراء يؤثر على قدرتها في نقل الأكسجين بشكل فعال إلى الخلايا، والذي يحدث نتيجة نقص أحد القياسات التالية:
الهيموجلوبين.
- وهو المكون الأساسي في كريات الدم الحمراء، المسؤول عن نقل الأكسجين بين الخلايا.
الهيماتوكريت
- يمثل النسبة المئوية لحجم كريات الدم الحمراء مقارنة بحجم الدم الكامل.
عدد كريات الدم الحمراء
- وهو العدد الطبيعي لكرات الدم الحمراء في كل ميكرولتر من الدم.
تشخص الحالة كحالة فقر دم إذا كانت هذه القياسات أقل من معدلات معينة تختلف بين الرجال والنساء على النحو التالي:
الرجال
- يتم اعتبار الرجل مصاباً بفقر الدم إذا كانت نسبة الهيموجلوبين في دمه أقل من 13.5 جرام/ديسيلتر.
النساء
- تعتبر النساء الأكثر عرضة للإصابة بفقر الدم بسبب عوامل مثل الدورة الشهرية واحتمالية حدوث نزيف أثناء الحمل والولادة. وتكون نسبة الهيموجلوبين التي تشخص كفقر دم لدى النساء أقل من تلك لدى الرجال، حيث تعتبر 12 جراماً لكل ديسيلتر.
قد يهمك
:
اختلاف قيم الهيموجلوبين
القيم المذكورة سابقاً تمثل القيم الطبيعية لنسب الهيموجلوبين في الدم لدى الأفراد الأصحاء، حيث تكون 12 أو أكثر للنساء و13.5 أو أكثر للرجال. ومع ذلك، هناك بعض الفئات التي قد تعاني من تباين في هذه القيم لعدة أسباب، منها:
الرياضيون
- لديهم قياسات مختلفة عن الأشخاص العاديين، مما يمكن من تحديد ما إذا كانوا مصابين بفقر الدم.
الأمريكان من أصول إفريقية
- يميل الأفراد من أصول إفريقية إلى الحصول على قيم هيموجلوبين أقل قليلاً من تلك القيم المذكورة سابقاً، حيث يتراوح الفارق بين نصف إلى جرام واحد لكل ديسيلتر.
سكان المرتفعات
- نظراً للانخفاض في نسبة الأكسجين في الهواء كلما ارتفعت الارتفاعات، فإن سكان المرتفعات يعوضون ذلك بارتفاع نسبة الهيموجلوبين في دمهم.
المدخنون
- تساهم مادة التبغ في تلاعب قيم الهيموجلوبين في دم المدخنين، مما قد يؤدي إلى نتائج فحوصات خادعة، حيث قد يبدو الشخص بحالة جيدة رغم أنه يعاني من فقر دم خطير.
المصابون ببعض الأمراض المزمنة
- بعض الأمراض المزمنة قد تؤدي إلى نقص وهمي في الهيموجلوبين، مما يسبب قلقاً غير ضروري للمريض.
أعراض فقر الدم
من الضروري التعرف على أعراض فقر الدم، حيث أن الاكتشاف المبكر مهم لمنع تفاقم الحالة. على الرغم من أن الأعراض قد تكون بسيطة في البداية، إلا أنها قد تتطور إلى حالات أكثر خطورة. إليك بعض الأعراض الرئيسية التي يجب الانتباه لها:
- اصفرار وشحوب البشرة.
- زيادة في معدل ضربات القلب مع اضطرابات.
- ألم في منطقة الصدر.
- دوار.
- ضيق في التنفس.
- ضعف في التركيز والقدرة على الإدراك.
- صداع.
- مضاعفات للقلب في الحالات الشديدة، وهي نادرة الحدوث.
اقرأ أيضًا
:
أنواع فقر الدم
فقر دم نقص الحديد
- يعتبر الأكثر شيوعاً على مستوى العالم، وعادة ما ينتج عن نقص الحديد في النظام الغذائي، مما يؤثر سلباً على إنتاج الهيموجلوبين.
فقر دم نقص الفيتامينات
- ينتج عن نقص حمض الفوليك وفيتامين B12، وهما ضروريان لإنتاج كريات الدم الحمراء. بدون هذه الفيتامينات، تتوقف عملية إنتاج كريات الدم الحمراء.
فقر الدم اللاتنسجي
- نوع نادر وخطير من فقر الدم، حيث يفقد نخاع العظام قدرته على إنتاج كريات الدم الحمراء والصفائح الدموية.
فقر دم نخاع العظام
- بعض الأمراض مثل اللوكيميا تؤثر على إنتاج كريات الدم، وقد تؤدي إلى توقف الإنتاج نهائياً في بعض الأحيان.
فقر الدم المنجلي
- مرض وراثي يؤثر بشكل خاص على سكان المنطقة العربية وأفريقيا، ويسمى بهذا الاسم بسبب شكل كريات الدم الحمراء التي تأخذ شكل المنجل.
فقر دم الأمراض المزمنة
- أمراض مثل السرطان وفشل الكلى تسبب نقصاً دائماً في كريات الدم، مما يؤدي إلى فقر دم مزمن.
فقر دم انحلال الدم
- حيث يحدث تكسر سريع لكريات الدم الحمراء بمعدل يفوق إنتاجها.
أنواع نادرة من فقر الدم
- مثل الثلاسيميا، وهناك أنواع أخرى أسبابها غير معروفة.
شاهد أيضًا
:
عوامل خطر الإصابة بفقر الدم
هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بفقر الدم، لذا من الضروري التعرف عليها ومعالجة أسبابها:
سوء التغذية
- النظام الغذائي الذي يفتقر إلى الحديد والبروتين يساهم في زيادة خطر الإصابة، وتكثر حالات فقر الدم بين الأطفال في الدول الفقيرة نتيجة سوء التغذية.
مشاكل الأمعاء
- عمليات جراحية لإزالة جزء من الأمعاء أو أمراض مثل مرض كرون تؤثر على امتصاص العناصر الغذائية الهامة، مما يزيد من خطر الإصابة بفقر الدم.
الدورة الشهرية
- تفقد المرأة خلال فترة الطمث ما يقرب من لترين من الدم، مما يجعلها أكثر عرضة للإصابة بفقر الدم.
الحمل والولادة
- يوصي أطباء النساء بتناول الحديد والكالسيوم خلال الحمل، حيث يستهلك جسم المرأة كمية كبيرة من الدم لدعم نمو الجنين. يتم التحقق من مستويات الهيموجلوبين قبل الولادة لتجنب المخاطر.
الأمراض المزمنة
- مثل قرحة المعدة التي قد تسبب نزيفاً مزمناً تؤدي إلى نقص في كميات الدم والهيموجلوبين.
الوراثة
- بعض أشكال فقر الدم مثل فقر الدم المنجلي تُورث عبر الأجيال، لذا من المهم دراسة التاريخ الوراثي للمريض.
مضاعفات فقر الدم
إهمال علاج فقر الدم قد يؤدي إلى تفاقم الحالة والتسبب في مشاكل صحية عدة، مثل:
الإرهاق الشديد وفقدان النشاط
- قد تؤدي حالات فقر الدم الشديد إلى تعب شديد يؤثر على الحياة اليومية للفرد.
مشاكل القلب
- فقر الدم قد يؤدي إلى فشل قلبي، لأن القلب يعمل بجهد أكبر لتعويض نقص الأكسجين في الدم.
انخفاض الوعي وضرر للأعصاب
- ثر نقص شديد في فيتامين B12، مما يسبب مشاكل في الوظائف العصبية.
مشاكل فقر الدم الوراثي المنجلي
تشكل حالات نادرة تتعلق بفقر الدم الوراثي المنجلي خطراً كبيراً، حيث يمكن أن تؤدي الحوادث التي تتسبب في فقدان كمية كبيرة من الدم إلى الوفاة نتيجة نقص كريات الدم والصفائح الدموية.