موقع هبوط آدم وحواء
من المهم ملاحظة أنه لا يوجد نص شرعي قاطع يحدد بالتفصيل مكان هبوط سيدنا آدم -عليه السلام- وزوجته حواء. جميع المعلومات المقدمة في هذا السياق هي آراء يُعتقد بها، وردت في كتب التاريخ والسير، بينما تؤكد النصوص الشرعية الصحيحة أن الله قد أمرهم بالنزول إلى الأرض. قال الله تعالى: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ ۖ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ).
أفاد بعض العلماء بأن “موقع نزول آدم -عليه السلام- كان في الهند، بينما هبطت حواء بالقرب من مكة، وهذه الرواية تُعتبر من الإسرائيليات التي لم تثبت صحتها”. كما أن النقاش حول هذا الموضوع لا يؤدي إلى عواقب ملموسة ولا يتطلب الإجابة. وفيما يلي بعض الآراء المختلفة عن مواقع هبوط سيدنا آدم -عليه السلام- وزوجته حواء:
- نُقل عن ابن عباس وعلي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- أن آدم -عليه السلام- نزل في الهند بأرض سرنيب على جبل يُدعى “نَوذ”، بينما أُشير إلى أن حواء هبطت في جدة، ثم بدأ آدم بالبحث عنها وتعارفا في عرفات.
- روي عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه قال إن آدم نزل في منطقة بين مكة والطائف تُعرف باسم “دحنا”.
- هناك قول يُشير إلى أن هبوط آدم وحواء وقع في وقت العصر، حيث هبط آدم من جهة التوبة، وهبطت حواء من جهة الرحمة.
- أفاد البعض بأن حواء هبطت في مكة المكرمة عند المروة، بينما هبط آدم -عليه السلام- عند الصفا.
في أي يوم نزل آدم وحواء من الجنة؟
تثبت الأحاديث الصحيحة أن اليوم الذي خرج فيه آدم -عليه السلام- وزوجته من الجنة هو يوم الجمعة، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُ يَومٍ طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فيه خُلِقَ آدَمُ، وفيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيهِ أُخْرِجَ مِنْها، ولا تَقُومُ السَّاعَةُ إلَّا في يَومِ الجُمُعَةِ).
وفي تفسير هذا الحديث المتعلق بخروج سيدنا آدم وحواء من الجنة: “.. إن خروجهم منها يُعتبر خروج العائد إليها؛ لأن الجنة هي مأواهم الأصلي، كما قال الله تعالى: (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ)، ويوم خروجهم -عليه السلام- من الجنة هو يوم توليهم الخلافة على الأرض.”
قصة هبوط آدم وحواء من الجنة
كان السبب الرئيسي وراء هبوط آدم -عليه السلام- وزوجته حواء من الجنة هو وسوسة الشيطان. فقد أمرهم الله -تعالى- بالاستمتاع بكل شيء في الجنة، مع تحذيرهم فقط من تناول الثمرة من شجرة معينة لاختبارهم. وهنا بدأ الشيطان في وسوسة لهما، مُظهراً لهما أنه يسعى لمصلحتهما، وأنه ناصح أمين.
أخبرهما أن تناول الثمرة من تلك الشجرة سيؤدي إلى خلودهما في الجنة وسيجعلهما ملكين فيها. وبالفعل، تناول آدم -عليه السلام- وحواء من الشجرة، وبعد ذلك أمرهما الله -تعالى- بالخروج من الجنة إلى الأرض. لكنهما ندموا على فعلهما، فبادرا بالتوبة إلى الله، وتقبل الله توبتهما كما ورد في القرآن: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).