موقع قبر السيدة مريم العذراء

موقع قبر السيدة مريم العذراء

تُعتبر قصة السيدة مريم وابنها النبي عيسى -عليه السلام- من القصص المحورية في القرآن الكريم. أما بالنسبة لوقت وفاة السيدة مريم وموقع قبرها، فإن ذلك أمر يظل ضمن علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله -تعالى-، ولم تُثبت الأدلة في القرآن الكريم أو السنة النبوية الشريفة تحديد مكان قبرها بشكل قاطع.

إن جميع المعلومات الواردة حول تحديد قبر السيدة مريم العذراء في مؤلفات العلماء مستندة إلى روايات من أهل الكتاب، ولا يمكن تحديد ما حدث لها بعد رفع ابنها عيسى -عليه السلام- إلا من خلال الوحي، ولم يصلنا عبر الوحي ما يدل على موقع قبر السيدة مريم بدقة.

سنستعرض فيما يلي بعض الآراء التي استندت على روايات أهل الكتاب بشأن موقع قبر السيدة مريم:

  • جانب جبل الطور

ورد في كتاب “الأنس الجليل” للعليمي أن قبر السيدة مريم يقع في بيت المقدس، في منطقة تقع عند طرف جبل الطور، وقد تم تشييد كنيسة تسمي “كنيسة الجسيمانية” هناك. كما يُقال إن النبيين يحيى وزكريا -عليهما السلام- مدفونان أيضًا في تلك المنطقة.

  • منطقة داخل بيت المقدس

ذكر الهروي في مؤلفه “الإشارات في علم العبارات” أن قبر السيدة مريم العذراء يقع في مكان ببيت المقدس يحتوي على 16 عمودًا من الرخام، ويضم 4 أبواب. وتوجد في المنطقة أيضًا كنيسة تُعرف على أنها تضم مشهدًا للنبي إبراهيم -عليه السلام-، إضافة إلى العديد من الآثار والأعمدة.

  • المنطقة المجاورة لباب الأسباط

أشار ابن الوردي في كتابه “خريدة العجائب وفريدة الغرائب” إلى أن قبر السيدة مريم يقع بالقرب من باب الأسباط، حيث توجد كنيسة كبيرة وجميلة تُسمى “كنيسة الجسمانية”.

  • الجانب الأيسر من المسجد في بيت المقدس

ورد في كتاب “فضائل بيت المقدس” لابن الجوزي رواية ضعيفة لم تثبت صحتها، تُفيد بأن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- شهد نورين ساطعان عند المسجد حين أُسري به إلى بيت المقدس، حيث أخبره جبريل بأن النور الموجود على اليمين يُشير إلى محراب داود، بينما النور على اليسار يُعزى إلى قبر السيدة مريم.

تعريف السيدة مريم

السيدة مريم هي ابنة عمران، وأم النبي عيسى -عليه السلام-. أما والدتها فهي حنة بنت فاقوذ. قال -تعالى-: (إذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).

وقد ذُكر اسم السيدة مريم في القرآن الكريم، حيث قال -تعالى-: (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).

نشأة السيدة مريم

حفظ الله -تعالى- السيدة مريم من كل سوء وضرر، وكفلها سيدنا زكريا -عليه السلام-، حيث تربت السيدة مريم في كنف بيت النبوة والطهر، وكانت تعتكف في المسجد. وقد كفل الله -تعالى- برزقها.

قال -تعالى-: (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *