الأساليب الخبرية في قصيدة بان الخليط
الأسلوب الخبري هو التعبير الذي يحتمل الصدق أو الكذب، وينقسم إلى ثلاثة أنواع: الخبر الابتدائي، الذي لا يتضمن أي تأكيد، والخبر الطلبي الذي يحتوي على تأكيد واحد، والخبر الإنكاري الذي يتضمن تأكيدين أو أكثر. وفيما يلي تفاصيل هذه الأنواع.
الخبر الابتدائي
الخبر الابتدائي هو الذي خالٍ من المؤكدات مثل (إن، كأن … إلخ) ويُبدَأ فيه بالفعل، كما يظهر في قول الشاعر جرير:
بانَ الخَليطُ وَلَو طُوِّعتُ ما بانا
وَقَطَّعوا مِن حِبالِ الوَصلِ أَقرانا
وفي بيتٍ آخر يقول:
قالَت أَلِمَّ بِنا إِن كُنتَ مُنطَلِقًا
وَلا أَخَالُكَ بَعدَ اليَومِ تَلقانا
الخبر الطلبي
الخبر الطلبي هو الذي يُؤكد بمؤكد واحد، مثل لام الابتداء، أو حرف إن، أو تقديم الخبر على المبتدأ، كما يظهر في قول الشاعر جرير الذي يتضمن المؤكد (إن):
يا أُمَّ عُثمانَ إِنَّ الحُبَّ عَن عَرضٍ
يُصبي الحَليمَ وَيُبكي العَينَ أحياناً
وفي بيتٍ آخر، نجد الشاعر يؤكد كلامه بمؤكد (لقد):
لَقَد كَتَمتُ الهَوى حَتّى تَهَيَّمَني
لا أَستَطيعُ لِهَذا الحُبِّ كِتمانا
الخبر الإنكاري
الخبر الإنكاري هو الذي يتضمن أكثر من مؤكد واحد، كما يظهر في قول الشاعر الذي استخدم مؤكدين هما (إنّ) و (قد):
قالَت تَعَزَّ فَإِنَّ القَومَ قَد جَعَلوا
دونَ الزِيارَةِ أَبواباً وَخُزّانا
وفي بيتٍ آخر يُؤكّد الخبر بالمؤكدين (أنّ) و (قد):
لَمّا تَبَيَّنتُ أَن قَد حيلَ دونَهُمُ
ظَلَّت عَساكِرُ مِثلُ المَوتِ تَغشانا
الأساليب الإنشائية في قصيدة بان الخليط
الأسلوب الإنشائي هو التعبير الذي لا يحتمل الصدق أو الكذب، كالأمر، والاستفهام، والنهي، وغيرها، كما سيتم توضيحه أدناه.
الأمر
الأمر هو طلب تنفيذ الفعل من الأعلى إلى الأدنى، وله أشكال متعددة، تشمل فعل الأمر، المضارع المقترن بلام الطلب، واسم فعل الأمر. مثال على ذلك هو استخدام الشاعر لفعل الأمر (حَيِّ) في قوله:
حَيِّ المَنازِلَ إِذ لا نَبتَغي بَدَلًا
بِالدارِ دارًا وَلا الجيرانِ جيرانا
وفي بيتٍ آخر، استخدم فعلاً للأمر وهو (بلّغ) في قوله:
بَلِّغ رَسائِلَ عَنّا خَفَّ مَحمَلُها
عَلى قَلائِصَ لَم يَحمِلنَ حيرانا
النهي
أسلوب النهي هو طلب الكف عن فعل شيء، ويأتي بصيغة واحدة، وهي المضارع المقترن بـ (لا) الناهية، مثل الفعل (لا تأمننّ) في قول الشاعر:
لا تَأمَنَنَّ فَإِنّي غَيرُ آمِنِهِ
غَدرَ الخَليلِ إِذا ما كانَ أَلوانا
الاستفهام
الاستفهام هو الطلب لمعرفة شيء غير معلوم، ويُعبّر عنه باستخدام أدوات الاستفهام (مثل: الهمزة، ما، مَن، هل، متى، أين، كيف، كم … إلخ) كما استخدم الشاعر الهمزة في الفعل (أبُدّل) ليعبر عن التعجب:
أَبُدِّلَ اللَيلُ لا تَسري كَواكِبُهُ
أَم طالَ حَتّى حَسِبتُ النَجمَ حَيرانا
كما استخدم الهمزة في الفعل (ألستِ) في بيت آخر ليعبر عن المدح:
أَلَستِ أَحسَنَ مَن يَمشي عَلى قَدَمٍ
يا أَملَحَ الناسِ كُلِّ الناسِ إِنسانا
واستخدم أداة الاستفهام (كيف) في قوله:
كَيفَ التَلاقي وَلا بِالقَيظِ مَحضَرُكُم
مِنّا قَريبٌ وَلا مَبداكِ مَبدانا
النداء
النداء هو الأسلوب الذي ينادي فيه شخص ما مُخاطَبًا باستخدام صيغ النداء (يا، أيْ، هَيا، الهمزة … إلخ). مثال على ذلك هو استخدام الشاعر جرير أداة النداء (يا) في الأبيات التالية:
- قوله:
يا أَيُّها الراكِبُ المُزجي مَطِيَتَهُ
بَلِّغ تَحِيَّتَنا لُقّيتَ حُملانا
- وقوله:
يا أُمَّ عَمروٍ جَزاكِ اللَهُ مَغفِرَةً
رُدّي عَلَيَّ فُؤادي كَالَّذي كانا
- وقوله:
يا أُمَّ عُثمانَ إِنَّ الحُبُّ عَن عَرضٍ
يُصبي الحَليمَ وَيُبكي العَينَ أحياناً
- وقوله:
يا خُزرَ تَغلِبَ ماذا بالُ نِسوَتِكُم
لا يَستَفِقنَ إِلى الدَيرَينِ تَحنانا
التمني
التمني هو طلب حدوث أمرٍ مرغوب بعيد المنال أو مستحيل، وغالبًا ما يأتي بصيغة (ليت) وقد يأتي أيضًا بصيغ أخرى مثل (هلّا، ألّا، لولا، هل، لعلّ، لوما). على سبيل المثال، استخدم الشاعر صيغة (ليت):
يا لَيتَ ذا القَلبَ لاقى مَن يُعَلِّلُهُ
أَو ساقِياً فَسَقاهُ اليَومَ سُلوانا
وفي بيت آخر، استخدم الصيغة ذاتها (ليت) في قوله:
أَو لَيتَها لَم تُعَلِّقنا عُلاقَتَها
وَلَم يَكُن داخِلَ الحُبِّ الَّذي كانا
المدح
أسلوب المدح هو تعبير عن الثناء على شخص أو شيء، ويستخدم صيغًا مختلفة مثل حبّذا، نِعْمَ، وأفعل التفضيل. وقد استخدم جرير صيغة (حبذا) في قوله:
يا حَبَّذا جَبَلُ الرَيّانِ مِن جَبَلٍ
وَحَبَّذا ساكِنُ الرَيّانِ مَن كانا
وفي بيتٍ آخر يقول:
وَحَبَّذا نَفَحاتٌ مِن يَمانِيَةٍ
تَأتيكَ مِن قِبَلِ الرَيّانِ أحياناً