تتناول هذه المقالة جان بول سارتر وفلسفته، حيث يُعتبر سارتر واحدًا من أبرز الفلاسفة الذين درسوا الفلسفة خلال الحرب العالمية الثانية في ألمانيا، عندما احتلت القوات النازية فرنسا. يُعد سارتر من الفلاسفة المتميزين بمهاراتهم المتنوعة في مجالات عدة.
تميز بأنه كاتب سيناريو بارع وكاتب مسرحي بارز، كما كان ناقدًا أدبيًا معروفًا. وكان له ميول سياسية قوية، إذ اعتُبر من النقاد السياسيين في بلاده.
شهدت حياته البدايات النضالية حين انضم إلى المقاومة الفرنسية، حيث كانت لديه أفكار غزيرة تمتد عبر عدة مجالات ومؤلفات، وكانت أعماله تُعرف بالوجودية.
كان سارتر دائمًا يميل إلى الأفكار اليسارية وقد ارتبط بعلاقة وثيقة مع الأديبة الشهيرة سيمون دي بوفوار، حيث قضيا معظم وقتهما معًا، مما أثار غضب بعض المعارضين لنجاحهما.
من هو بول سارتر
- الاسم الكامل له هو جان بول تشارلز إيمارد سارتر، وهو أحد أبناء فرنسا.
- فقد والده في صغره، مما دفع والدته للعودة إلى منزل عائلتها لتربيته.
- كان وحيد والديه، حيث كان والده ضابطًا في البحرية الفرنسية بينما والدته لم تكن تعمل.
- عندما كبر سارتر، بدأ يتجه نحو الفلسفة ودراستها.
- قراءة الأبحاث الفلسفية أكسبته توجهات واضحة في هذا المجال.
- يعتبر سارتر من أبرز الفلاسفة الفرنسيين المتعددين المهارات.
- سارتر أيضًا روائي ناجح وبرز في مجالات كتابة الرواية والسينيما والمسرح.
- لقد درس الفلسفة في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية عندما غزت ألمانيا النازية فرنسا.
- كما انخرط في الجيش الفرنسي وخدم في قسم الأرصاد الجوية، ثم أُسر من قبل الجيش الألماني لمدة تسعة أشهر قبل أن يعود إلى الحياة المدنية.
بول سارتر
- لقد كان لديه اهتمامات سياسية وشارك دائمًا في القوات السرية للدفاع عن فرنسا أثناء الاحتلال النازي.
- تمكن من إنتاج مجموعة كبيرة من الأعمال الأدبية، مما ساهم في شهرته السريعة.
- انتشاره ومعرفته في الأوساط الثقافية كانا في فترة قصيرة جداً.
- اليوم، يُعتبر سارتر كاتبًا غزير الإنتاج، وقد وُصف كثيرًا فلسفته بأنها وجودية.
- كما كان حازمًا في آرائه السياسية وارتبط بجماعة تُعرف باليسار المتطرف.
- جمعته صداقة قوية مع سيمون دي بوفوار، حيث كانوا يتبادلون الأفكار والمبادئ رغم اختلاف اتجاهاتهم الفلسفية.
- لاحقت انتقادات حادة لرابطتهم، خاصة من الذين أطلقوا عليها الاسم “سارتريه”.
- كانت له تأثيرات كبيرة في مجالات الأدب وعلم الاجتماع، وعُرف كشخصية مؤثرة في نظريتي الوجودية والظواهرية.
نظرية الوجودية عند بول سارتر وما تضمنته من مفاهيم
- لم يكن جان بول سارتر يؤمن بوجود إله للكون، وكان لديه قناعة بأن الكون قد وُجد بشكل تلقائي دون خالق.
- وفقًا له، كل إنسان وُجد في هذا الكون بلا خالق.
- تقوم نظرية سارتر على إيمانه بأن البشر يجب أن يعيشوا أحراراً دون قيود أو ضغوط خارجية.
- كان يؤمن بأن لكل إنسان الحق في اتخاذ قراراته الشخصية بحرية.
- في إطار مسيرته العلمية، التقى بأستاذة من السوربون التي أصبحت لاحقًا فيلسوفة كبيرة، حيث كانت تدعو للمساواة بين الرجل والمرأة.
- على الرغم من اختلاف وجهات نظر سارتر وهذه الفيلسوفة، إلا أنهما اتفقا على مفهوم المساواة وعملا معاً لتحقيق هذه الفكرة.
ما هي إنجازات بول سارتر
- في بداية مسيرته العملية، أسس مع مجموعة من الأشخاص فئات سرية لمقاومة الاحتلال، ولكن هذه المجموعة لم تستمر طويلاً بسبب نقص النشاط.
- لاحقًا، تركّز على الكتابة وتدوين أفكاره المتعلقة بنظرياته الفلسفية.
- كانت معظم مؤلفاته تستند إلى الفلسفة الوجودية، مما يعكس اقتناعه العميق بهذه النظرية.
- استمر هذا الأسلوب في جميع أعماله الأدبية.
- استفاد سارتر من تجاربه العسكرية والأسر كمرجع لأسلوبه الكتابي، خاصة في معالجة قضايا معادية للسامية.
- تحدثت أعماله عن مشاعر الكراهية مع وضوح لمفهوم السامية.
- تزامن حياته بعد الحرب العالمية الثانية مع نشاطه السياسي، حيث كان ينتقد بشدة سياسة فرنسا تجاه الجزائر.
- كما زار كوبا ودعا للفلاسفة هناك لنقاشاتهم حول الحرب الفيتنامية وسياسات الولايات المتحدة.
نهاية حياة بول سارتر
- كانت حياة سارتر مملوءة بالأحداث السياسية والاجتماعية.
- شارك في مظاهرات عديدة في باريس، وفى نهاية عام 1970 تدهورت صحته. في عام 1973، فقد بصره.
- تدهورت حالته الصحية حتى أدت إلى وفاته بنوبة قلبية.
- وقد أوصى بأن يُدفن بجوار رفيقته سيمون دي بوفوار، حيث أراد أن يشاركا القبر كما شاركا الحياة.
خاتمة بحث عن جان بول سارتر وفلسفته
يُعتبر جان بول سارتر من الشخصيات البارزة ومن أكبر الفلاسفة الفرنسيين، حيث أسس فلسفة وجودية عُمّقت في جميع مؤلفاته.
كان أيضًا شخصية سياسية نشطة، وأديبًا وفيلسوفًا متعدد المواهب، حيث عُرف بتفرده في إرساء طريقه الخاص في الحياة وما زال يحظى بإعجاب كبير.
قضى سارتر حياته كاملة وعاش ومات في مدينة باريس، عاصمة الثقافة والفكر الفرنسي.