اليوم الدولي لمناهضة الرق والعبودية هو مناسبة هامة للاحتفاء بالجهود العالمية المبذولة لإلغاء هذه الظواهر. وفقاً للمنظمة الدولية للعمل، يُعتقد أن هناك أكثر من 40 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم ضحايا للرق الحديث.
بالرغم من أن الرق الحديث لا يُعرف بشكل قانوني، إلا أن مصطلح الرق الحديث يُستخدم للإشارة إلى مجموعة متنوعة من الانتهاكات، بما في ذلك الزواج القسري، استعباد المدينين، الإتجار بالبشر، والعمل الجبري.
تعريف العبودية
-
العبودية تشير إلى وضعية يتم فيها تملك شخص لشخص آخر.
- المخِلِّ يُعرف بأنه “السيد” بينما الشخص المملوك يُطلق عليه “الرقيق” أو “العبد” أو “الأمة”.
- قد تُباع الإيطالي السُخرة في أسواق “النخاسة” أو تُشترى عبر “تجارة الرقيق”، ويتم ذلك عادة بعد اختطافهم من أوطانهم.
- كما يمكن أن يحدث ذلك نتيجة للأسر أثناء الحروب أو كهدية من الأثرياء لعائلاتهم.
-
طريقة استعباد الأفراد تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وخاصةً في مصر القديمة عندما كانت الزراعة تتطور بشكل كبير.
- وكانت المجتمعات البدائية تستغل الرقيق للقيام بالأعمال الشاقة التي لا يرغب المالك في القيام بها.
-
تُعتبر عمليات أسر العبيد نتيجة الغزوات أو لتسديد الديون واحدة من الممارسات الشائعة.
- لقد كانت أشكال الرق موجودة على نطاق واسع لأسباب اقتصادية واجتماعية.
- كانت الحضارات الكبرى مثل الهند والصين وبلاد ما بين النهرين تستخدم الرقيق في أدوار مختلفة مثل الأعمال المنزلية، العسكرية، وأعمال البناء.
-
استفاد المصريون القدماء من الرقيق في بناء المعابد والقصور.
- وقد تم تصدير العبيد من بني إسرائيل إلى الروم والعرب والفرس من قِبل الفراعنة.
- الحضارات مثل الأزتك والمايا والإنكا استخدمت الرقيق في الحروب والأعمال الشاقة.
- في إغريقيا، استُغل الرق بشكل موسع حتى في مدينة “أثينا”، المعروفة ببعض مبادئ الديمقراطية، حيث كان جزء كبير من سكانها من العبيد كما تشير كتابات هوميروس.
- على الرغم من أن الرق كان جزءًا مقبولًا في الثقافات القديمة، إلا أنه الآن يُعتبر “غير قانوني”، حيث تم إلغاء الرق في “موريتانيا” عام 1981.
- ومع ذلك، فهناك حوالي 40.3 مليون شخص في جميع أنحاء العالم ما زالوا يعانون من أشكال حديثة من العبودية، مثل استعباد المدينين والخدمات المنزلية وبعض حالات “تجارة الأطفال” والزواج القسري.
حقائق حول اليوم العالمي لإلغاء العبودية والرق
-
يتم الاحتفال باليوم الدولي لإلغاء العبودية والرق في 2 ديسمبر من كل عام.
- هذا التاريخ يرمز إلى اعتماد “اتفاقية الأمم المتحدة” التي تعنى بمكافحة الاتجار بالبشر.
- كما أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم (317(IV) في 2 ديسمبر عام 1949.
-
يركز هذا اليوم على القضاء على جميع أشكال الاستعباد المعاصر.
- مثل: الاتجار بالبشر، الاستغلال الجنسي، عمالة الأطفال، والتجنيد القسري للأطفال لاستخدامهم في النزاعات المسلحة.
الأشكال الرئيسية للرق الحديث
تطورت أشكال الاستعباد على مر الزمن، وتعرضت للتغيرات. ومع ذلك، لا زالت بعض الأشكال التقليدية قائمة، بينما ظهرت أخرى جديدة.
عمل الأطفال
بحسب منظمة الطفولة للأمم المتحدة (اليونيسيف)، يوجد طفل واحد من كل ستة أطفال في العالم يعمل، ويُعتبر معظمهم عرضة للاستغلال الاقتصادي.
هذا الاستغلال يعد انتهاكاً صارخاً “لاتفاقية حقوق الطفل”، التي تمنع استغلال الأطفال أو إرغامهم على أي عمل يهدد صحتهم أو تعليمهم.
العمل القسري
تشمل أشكال الرق التقليدية العمل القسري مثل العمل لسداد الديون، لكن هناك كذلك صور حديثة من العمل القسري.
مثال على ذلك، العمال المهاجرون الذين يُتاجر بهم لاستغلالهم في مختلف القطاعات بما في ذلك صناعة الملابس، وصناعات الأغذية، والأعمال المنزلية، وفي الأعمال الزراعية والدعارة القسرية.
الاتجار بالبشر
وفقاً لبروتوكول منع الاتجار بالبشر، يشمل الاتجار بالأشخاص تجنيد أو نقل الأفراد باستخدام استخدام القوة أو التهديد.
يشمل الاتجار استغلال الأفراد في خدمات جنسية أو قسرية أو في العمل أو الاستعباد، ويعبر عن انتهاك لحقوق الإنسان، خاصة في حالات الأطفال.
العبودية والرق
- تظهر العبودية الحديثة في عدة مجالات حول العالم، بما في ذلك صناعة الملابس، التعدين، وزراعة المحاصيل.
- توجد حالات ملحوظة من الاستعباد في صيد السمك في تايلاند، التعدين في كوريا الشمالية، وإنتاج الكاكاو في ساحل العاج.
- كذلك، توجد حالات استرقاق عصرية في مزارع المواشي في البرازيل، وأيضًا في المنازل الخاصة بالدبلوماسيين في أستراليا، وقطاع غسل السيارات في بريطانيا.
- أشار تقرير إلى وجود حوالي 400,000 شخص في الولايات المتحدة يعيشون تحت عبودية حديثة، و136,000 شخص آخرين في بريطانيا.
- الولايات المتحدة أيضًا تعتبر من بين الدول المُساهمة في زيادة عدد المستعبدين في العالم من خلال استيراد منتجات تُنتج بواسطة عمالة قسرية.
- تتضمن هذه المنتجات القطن والفحم، والأخشاب، وقد ارتفعت أعداد المستعبدين عالمياً في الآونة الأخيرة.
العبودية في الإسلام
-
ذُكرت في القرآن الكريم: “وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم، وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم”.
- في القرن السابع، أكد الإسلام على تنظيم الاسترقاق، وجعل من تحرير العبيد عملاً صالحًا.
-
كما دعا النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى معاملة العبيد والأسرى بشكل إنساني، ناهيًا عن استخدام ألفاظ مهينة للإشارة إليهم.
- قال: “لا يقل أحدكم عبدي، أمتي، كلكم عبيد الله، وكل نسائكم إماء الله”.