هرم سقارة: تسمياته وموقعه
يُعرف هذا المعلم الأثري باسم هرم سقارة، ولكنه يُطلق عليه أيضًا أسماء أخرى مثل الهرم المدرج وهرم زوسر. يعود السبب في ذلك إلى موقعه في منطقة جبانة سقارة بمدينة ممفيس التاريخية في جمهورية مصر العربية. سُمي هرم سقارة نسبةً إلى تلك المنطقة، بينما حمل اسم هرم زوسر تيمناً بالفرعون زوسر الذي دُفن فيه في حوالي العام 27 قبل الميلاد. ويبرز التصميم المعماري الخارجي الفريد له، الذي يتخذ شكل المدرجات، ما يجعله يُعرف بالهرم المدرج. يتكون الهرم من ست درجات بُنيت فوق بعضها البعض لتشكل مقبرة للفرعون زوسر، وهو يُعتبر البناء الهرمي الأول في تاريخ الفراعنة.
التصميم الخارجي لهرم سقارة
يصل ارتفاع هرم سقارة إلى 62 مترًا، بينما تبلغ مساحة قاعدته 109 × 125 مترًا. تم تغطيته من الخارج بالحجر الجيري الأبيض الفخم، ورغم ذلك، فإن العوامل الجوية التي تعرض لها الهرم عبر القرون أدت إلى فقدان معظم القشرة الحجرية. وقد تضرر البناء بشكل كبير، وخاصة بعد الزلزال الذي وقع عام 1992 والذي ألحق أضرارًا جسيمة بالمعالم الجنائزية المرتبطة بالهرم. ولحماية الهرم، تم إنشاء جدار عالٍ للفصل بين ساحته الخارجية والمناطق المحيطة به. ومن الجدير بالذكر أن تصميم مقبرة الفرعون زوسر لم يكن هرميًا في البداية، حيث كان التخطيط الأول لها مربع الشكل، وتم توسيعها لتأخذ شكل الهرم مع استخدام أكثر من 200,000 طن من الحجارة لهذا الغرض.
يحيط بهرم سقارة خندق واسع يصل عرضه إلى 40 مترًا ويمتد من الشمال إلى الجنوب بطول 750 مترًا. وبسبب التراكمات الرملية عبر الزمن، لم يتم تحديد عمق الخندق بعد، حيث تم الكشف عن خمسة أمتار فقط من عمقه حتى الآن. أما الجدار المحيط بالهرم، فقد بُني من الحجر الجيري بطول 1645 مترًا وبارتفاع 11.5 مترًا. يحتوي الجدار أيضًا على 14 بابًا حجريًا، بينما يتواجد المدخل الرئيسي عند الباب الجنوبي الشرقي. المساحة المحيطة بالهرم تبلغ حوالي 30 فدانًا، حيث يصل طولها من الشمال إلى الجنوب 545 مترًا، بعرض يبلغ 278 مترًا من الشرق إلى الغرب.
يتميز المدخل الأمامي للجدار والذي يعرف بدخول المجمع بوجود 20 زوجًا من الأعمدة الحجرية الأسطوانية بارتفاع 6 أمتار، ويدخل الزوار من خلاله إلى ساحة الهرم التي تضم إلى جانب هرم سقارة معبدًا جنائزيًا، وسردابًا، ومقصورتين، وأروقة غربية، بالإضافة إلى مقبرة جنوبية ومقبرة T.