الدولة الإسلامية
بعد تأسيس الدولة الإسلامية الأولى في المدينة المنورة، كان المسلمون حريصين على نشر الدعوة الإسلامية في شتى أنحاء العالم. في البداية، كانت طموحاتهم تركز على ضم الجزيرة العربية إلى نطاق الدولة الإسلامية، ثم التوجه لفتح العراق والشام. وقد تجلى تصميم المسلمين على نشر الإسلام من خلال المعارك المختلفة التي خاضوها، حيث بذلوا أرواحهم وأموالهم في سبيل الله حتى حظي هذا الدين بالتأييد الرباني.
الفتوحات الإسلامية
مثلّت الفتوحات الإسلامية الوسيلة التي من خلالها أتيحت الفرصة للمسلمين لإخراج البشرية من ظلمات الشرك والضلال إلى نور الهداية والتوحيد. استمرت الفتوحات خلال عصور الدول التي تعاقبت على حكم المسلمين، بما في ذلك الدولة الأموية التي شملت فتوحاتها أراضي مثل إسبانيا والبرتغال، حيث تأسست دولة الأندلس التي ظلت منارة حضارية وعلمية لأكثر من ثمانية قرون. فما هي قصة بلاد الأندلس وكيف تمت فتوحاتها؟
استمر الأموية في إدارة شؤون الفتوحات والتوسع نحو الشرق والغرب منذ تولّيهم الحكم. تولى القائد المسلم موسى بن نصير قيادة الجيوش الأموية في أفريقيا، حيث أنجزت قواته انتصارات عظيمة في ضمّ أفريقيا وبلاد المغرب العربي إلى الدولة الإسلامية. وشارك في تلك المعارك أيضًا القائد طارق بن زياد، الذي كان مولاه واليًا على طنجة. بعد تحرير آخر معقل في أفريقيا، وهو مدينة سبتة، قام القادة بالتوجه شمالًا لعبور مضيق جبل طارق إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، حيث كان يقيم الفرنجة. وقد حقق المسلمون انتصارًا كبيرًا، مما أدى إلى ضم تلك الأراضي إلى الدولة الأموية، وكان ذلك في عام 711 ميلادي.
بلاد الأندلس
مع نهاية الدولة الأموية، وبعد انتصار العباسيين عليها في معركة الزاب الشهيرة، حيث قُتل آخر خليفة أموي، تمكن عبد الرحمن بن معاوية، المعروف بعبد الرحمن الداخل، من الهرب من بطش العباسيين والتوجه إلى بلاد الأندلس، حيث استقر بها. وقد أسس ابنه من بعده الخلافة الأموية في الأندلس، التي استمرت لنحو قرنين من الزمن، وتميزت تلك الفترة بالاستقرار والازدهار في مختلف المجالات. لكن في النهاية، دخلت الأندلس في حقبة دول الطوائف التي أضرت بوحدتها، مما أدى إلى تفككها وصراعات داخلية.
ساهمت دولة المرابطين في محاولة استعادة وحدة الأندلس من ملوك الطوائف، ولكن الأوضاع استمرت في الاضطراب والنزاع بين المسلمين. انتهت فترة الدولة الإسلامية في الأندلس حين نجح الفرنجة في السيطرة على غرناطة، آخر معاقل المسلمين في الأندلس، وذلك في عام 1492 ميلادي.