دراسة شاملة حول سورة البقرة في القرآن الكريم

مقدمة حول سورة البقرة

يعتبر القرآن الكريم من أعظم الكتب السماوية، ومن بين سوره تأتي سورة البقرة كواحدة من أكبر السور فيه.
وقد ذكر الله تعالى في محكم كتابه ((ولقد آتيناك سبعًا من المثاني والقرآن العظيم)).
تعتبر سورة البقرة من السور المدنية التي أنزلت بعد هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي أول السور المدنية التي أوحيت إليه.
ترتيبها في المصحف هو الثاني، وهي واحدة من السبع الطوال، وتحمل في ثناياها فضلًا وعظيم الثواب الذي يجير الإنسان من عذاب النار.

لا تنسَ زيارة مقالنا حول:

القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى التي أيد الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
تحتوي الآيات القرآنية على العديد من المعاني العقلية والإعجازات اللغوية التي لا يمكن أن يأتي بها بشر.
وقد تحدى الله سبحانه وتعالى الإنس والجن بأن يأتوا بمثل هذا القرآن، أو حتى بآية واحدة مماثلة.
كما جاء في قوله تعالى ((قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهرًا)).
وفي موضع آخر قال ((أم يقولون افترى قل فأتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين)).
فالقرآن الكريم هو المعجزة الخالدة التي أنزلها الله على عباده.

تحتوي سورة البقرة على العديد من الأحكام والآيات الكريمة التي توضح شريعة الله في خلقه، كما تشمل مواعظ لأمم سابقة.
تضم السورة آية الكرسي، وهي أعظم آية في القرآن، والتي تتحدث عن عظمة الله وديمومته.
كما تحتوي على أطول آية في القرآن، وهي آية الدين، التي تحدد تعاملات الناس في الديون.
قال الله تعالى في هذه الآية: ((يا أيها الذين آمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه…)).
كذلك، تحتوي على الآية الأخيرة التي أنزلت على النبي، والتي تقول: ((واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)).

تعددت الآراء حول اسم سورة البقرة، لكن الرأي الأكثر شيوعًا هو وجود قصة البقرة ضمن آياتها.
تحكي القصة عن بني إسرائيل مع نبيهم موسى عليه السلام، عندما وقع قتل بينهم دون معرفة القاتل.
والتجؤوا إلى موسى عليه السلام ليطلبوا المشورة، حيث أمرهم الله بذبح بقرة، ليُحيى الله المقتول ويكشف القاتل.
ومع ذلك، استمروا في السؤال عن صفات البقرة، مما زاد من تعقيد الموقف عليهم.
وبسبب إصرارهم على المعاندة، انتهى بهم الأمر للبحث عن بقرة غالية الثمن، رغم أنه كان بإمكانهم الذبح دون عناء.
القرآن الكريم يذكر القصة في قوله: ((وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة…)).

كل سورة في القرآن نزلت لأسباب معينة، وغالبًا ما كانت على شكل استجابة لمواقف معينة.
يذكر المفسرون أن سورة البقرة نزلت على مراحل، ولم تكن دفعة واحدة.
الآيات الأولى تتحدث عن صفات المؤمنين، وآيتان عن الكافرين، وثلاث عشرة عن المنافقين.
الأربع آيات الأولى توضح صفات المؤمنين ومصيرهم في الجنة.
الآيتان التاليتان تتحدثان عن الكافرين وتبعات كفرهم.
والآيات الثلاث عشرة الأخرى تسلط الضوء على المنافقين وشرورهم، مما يشير إلى خطورة النفاق.
يقول الله عنهم ((إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار)).

تحمي سورة البقرة المسلم من مكائد شياطين الإنس والجن، وتقيه من أذى المساوئ.
تساعد في طرد الشياطين من المنازل، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: ((لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة)).
تعتبر من السور الشافعة عند الحساب، وقد قال النبي: ((اقرؤوا الزهراوين: البقرة وآل عمران…)).
ويقول: ((من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت)).

تتوسط السورة الآية التي تقول: ((وكذلك جعلناكم أمة وسطًا لتكونوا شهداء على الناس…)).

ولا تفوتك قراءة مقالنا حول:

وفي الختام، قد تناولنا في هذا البحث سورة البقرة، ولكن يبقى هناك الكثير من المعاني والعبر التي تحتاج إلى مجلدات لتفسيرها.