أين يقع غار حراء؟

المواقع الأثرية الإسلامية

ترتبط بداية الدعوة الإسلامية بالعديد من المعالم التاريخية الهامة التي لا تزال خالدة حتى يومنا هذا. أصبحت هذه المعالم مقاصد رئيسية للمسلمين من جميع أنحاء العالم الإسلامي، فأرضها شهدت خطوات الرسول الكريم، حيث دعا الله عز وجل أن ينصره ويرسخ رسالته. كما أنها كانت المكان الذي نزل فيه الوحي بآيات تتلى حتى يوم القيامة، آيات مباركة ساهمت في تعزيز القيم ونشر الرحمة بين الناس.

كل مكان من هذه المعالم يشهد على حدث مهم، وتتوزع هذه المواقع في مختلف أرجاء الجزيرة العربية. تعد هذه الأماكن خالدة، بعضها اختفى لظروف معينة، في حين أن العديد منها لا يزال يحتفظ بأهميته وتاريخه. من الملاحظ أن أكثر هذه المواقع أهمية هي تلك التي لا تزال قائمة، ويحجّ إليها الناس من مختلف أنحاء العالم. وفيما يلي واحدة من أبرز المواقع المرتبطة بأحد أهم الأحداث التي شهدها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والدعوة الإسلامية بشكل عام. يعتبر هذا المكان نقطة انطلاق لهذه الدعوة المباركة إلى جميع أركان المعمورة.

غار حراء

قبل انطلاق الرسالة النبوية بمدة ليست قصيرة، كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يميل إلى الاعتزال بنفسه، ليستغرق في التأمل والتفكير في هذا الكون الواسع وفي متغيراته. اختار لممارسته هذه الغاية القوية والصعبة مكانًا بعيدًا عن الأنظار، ليتمكن من التأمل والتفكر. وكان هذا المكان هو غار حراء، الذي يعتبر واحداً من أعظم المواقع المباركة في شبه الجزيرة العربية وفي العالم. فيه كان يجلس الرسول الأعظم، وفيه نزل الوحي لأول مرة حاملاً بأيدينا آيات من القرآن الكريم التي أضاءت دروب البشرية بكلماتها الخالدة.

موقع غار حراء

يتميز غار حراء بموقع استراتيجي شرق مدينة مكة المكرمة، أعلى جبل يعرف باسم جبل النور، الذي يُسمى أيضاً جبل الإسلام. يبعد الغار عن المسجد الحرام بحوالي أربعة كيلومترات، ويقع على ارتفاع يقارب 634 مترًا. يواجه الغار الجانب الشمالي، ويظهر لمن يسير في هذا الاتجاه للمسافرين نحو جبل عرفات، حيث يقام وقفة عرفة.

يُعتبر غار حراء في الأساس فتحة في الجبل، بطول أربعة أذرع وعرض يصل إلى ذراع وثلاثة أرباع الذراع. يتسع هذا الغار لخمسة أشخاص كحد أقصى ليجلسوا معاً في نفس الوقت. ومن يدخل غار حراء يتجه نحو الكعبة المشرّفة، ويمكنه رؤية مدينة مكة المكرمة وما تحتويه من مبانٍ.