نهر المسيسبي
يعتبر نهر المسيسبي (بالإنجليزية: Mississippi River) أحد الأنهار الكبرى، حيث يمتد على الحدود الغربية لولاية المسيسيبي في شمال شرق أمريكا الشمالية. يمر النهر عبر 31 ولاية أمريكية ومقاطعتين كنديتين، ويُعتبر من الأنهار الرئيسية في ولايات مثل مينيسوتا، وميسوري، وتينيسي، ولويزيانا. يبدأ نهر المسيسبي رحلته في بحيرة إيتاسكا في ولاية مينيسوتا، ويتدفق جنوباً عبر قلب القارة الأمريكية، حيث يلتقي بنهر ميسوري غرباً ونهر أوهايو شرقاً، ويمتد في النهاية إلى خليج المكسيك.
- طول النهر ومساحته: يمتد نهر المسيسبي بطول 2,340 ميل (3,766 كيلومتر)، وهو يُعتبر ثاني أطول نهر في أمريكا الشمالية ويغطي مساحة تصل إلى 1.2 مليون ميل مربع (3.1 مليون كيلومتر مربع)، أي ما يعادل ثُمن مساحة القارة الأمريكية.
- عمق النهر: يتراوح عمق النهر عند منبعه حوالي متر واحد (أقل من 3 أقدام) وفي مدينة نيو أورليانز يصل إلى 61 متر (200 قدم).
- حجم المياه: يُقدَّر حجم المياه في منبع النهر بحوالي 6 قدم مكعب (170,000 سنتيمتر مكعب)، ويصل إلى 600,000 قدم مكعب (17 مليار سم مكعب) في نيو أورليانز.
- سرعة تدفق المياه: يُقدَّر متوسط سرعة تدفق المياه عند منبع النهر حوالي 1.2 ميل في الساعة (2 كم/ساعة)، بينما في نيو أورليانز تصل السرعة إلى 3 ميل في الساعة (4.8 كم/ساعة).
- ارتفاع النهر: ترتفع بحيرة إيتاسكا (منبع النهر) عن سطح البحر بحوالي 1,475 قدم (450 مترًا)، في حين أن خليج المكسيك (مصب النهر) يُعتبر عند مستوى سطح البحر.
تاريخ نهر المسيسبي
تم اكتشاف نهر المسيسبي لأول مرة في عام 1541 على يد المستكشف الأوروبي هيرناندو دي سوتو، الذي أطلق عليه اسم “نهر الروح القُدُس”. وفي القرن السابع عشر، تم استكشافه على يد مجموعة من الفرنسيين والهنود الحمر، حيث أطلقوا عليه اسم “المسيسبي” (Anishinaabe Misi-iibi) والتي تعني النهر العظيم. يُشار إلى أن سامعية كلمة (Anishinaabe) كانت تستعمل للإشارة إلى عدة قبائل عاشت في الأجزاء العليا من حوض النهر. في الفترة من 1050 إلى 1300 قبل الميلاد، شهدت منطقة كاهوكيا، التي تقع على حدود نهر المسيسبي، ازدهاراً حيث بلغ عدد سكانها حوالي 20,000 نسمة موزعين على 16 كيلومتر مربع.
دلتا نهر المسيسبي
تشكل دلتا نهر المسيسبي مجموعة كبيرة من الأراضي الرطبة التي تغطي نحو 3 مليون هكتار، ما يعادل 40% من المساحة البرية في 48 ولاية أمريكية. وقد تشكلت هذه الأراضي عبر آلاف السنوات نتيجة الفيضانات، حيث يحتوي النهر على كميات هائلة من الرواسب، مما أثر على الجغرافيا الإقليمية وطبيعة الحياة النباتية والحيوانية، بالإضافة إلى تأثيره على الاقتصاد والثقافة الوطنية.
- الحياة البحرية والبرية: توفر المياه العذبة والمستنقعات المالحة في دلتا نهر المسيسبي مواطن للعديد من الأسماك والطيور والحيوانات البرية. تأوي دلتا ولاية لويزيانا حوالي 400 نوع من الطيور، وقد أصبحت وجهة ل40% من الطيور المهاجرة في أمريكا الشمالية. كما تضم أنواع متعددة من الأسماك كالسلور والزعانف وسمك السلمون المرقط، فضلاً عن وجود أنواع من الحيوانات البرية مثل الدب الأسود والثعالب.
- الاقتصاد: تقدّر قيمة تجارة المأكولات البحرية في ولاية لويزيانا بحوالي 2.4 مليار دولار سنويًا، مما يوفر مصدر رزق لنصف سكان لويزيانا ومدينة نيو أورليانز. تعتبر السياحة أيضاً قطاعاً اقتصادياً مهماً، حيث يستقطب نهر المسيسبي آلاف السياح لممارسة أنشطة مثل ركوب القوارب والصيد.
- الثقافة والفن: أثر التنوع البيئي في دلتا المسيسبي على الثقافة والفن في أمريكا الشمالية، حيث نشأت أنواع موسيقية مثل الجاز والبلوز. تُعتبر كل من نيو أورليانز وممفيس وسانت لويس مراكز عالمية لموسيقى البلوز، واستضافت هذه المناطق العديد من الكُتّاب المشهورين، مثل صموئيل كليمنز (مارك توين) الذي كتب مؤلفات مشهورة حول الحياة على ضفاف نهر المسيسبي.
التغير المناخي في نهر المسيسبي
يتفق العلماء على أن النشاط البشري هو السبب الرئيسي في التغير المناخي، حيث ارتفعت تركيزات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنسبة 40% منذ القرن الثامن عشر. يؤثر ذلك على ارتفاع درجات حرارة الجو، وبالتالي ينجم عن هذا التغير عدة ظواهر تتعلق بنهر المسيسبي:
- ارتفاع منسوب البحار: من المتوقع أن يرتفع منسوب المياه في ساحل المسيسبي بمقدار 20 بوصة خلال القرن المقبل، مما يعرض السواحل والأراضي الرطبة لخطر الغرق ويفاقم الفيضانات.
- العواصف والبنية التحتية: انتشار العواصف والأعاصير المداريّة بشكل متزايد في العقدين الماضيين يُهدد البنية التحتية والمدن بالمخاطر.
- الزراعة: من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة بـ 95 فهرنهايت ل30 إلى 60 يومًا سنويًا، مما يؤثر بشكل متباين على الزراعة، إذ يمكن أن يزيد من إنتاج القمح والفول السوداني لكن قد يُقلل من إنتاج الذرة.
- الفيضانات والتنقل النهري:زيادة الأمطار قد تؤدي إلى ارتفاع عدد الفيضانات، مع تقليل حركة الملاحة البحرية.
- الغطاء الحرجي: تتسبب التغيرات المناخية في تقليل المساحات المغطاة بالغابات في المنطقة.
- الصحة: التأثير على الصحة العامة فينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار الإصابات بالجفاف وضربة الشمس التي قد تصيب الفئات المُعرضة.
- الاقتصاد: التغيرات المناخية تُضعف القدرة الاقتصادية من خلال تقليص الإنتاج والخدمات.