في هذا البحث، سوف نتناول موضوع إدارة الموارد البشرية مع الإشارة إلى المراجع الضرورية. تعتبر الموارد البشرية من أبرز الموارد في المؤسسات وتعد من الأصول الحيوية التي تتمتع بها أي منظمة. فلا يمكن تحقيق الأهداف المؤسسية دون وجود هذا المورد الأساسي. ومن هنا، سأستعرض بحثي الذي يتناول إدارة الموارد البشرية بشيء من التفصيل.
مقدمة بحث عن إدارة الموارد البشرية مع المراجع
- تشير آثار وكتابات الحضارات القديمة إلى وجود أفكار تساهم في توجيه الموارد البشرية نحو بناء تلك الحضارات. كما أن الأديان السماوية تقدم فلسفات عميقة تتعلق بإدارة الموارد البشرية في مجالات الأعمال، مما يحتاج إلى صياغة روابط واضحة.
- لقد لعبت الموارد البشرية دورًا أساسيًا وما زالت تلعب أدوارًا متنوعة في حياة المؤسسات. فقد تطورت الوظائف الموكلة إلى هذه الإدارة بالتوازي مع حاجة المؤسسات، مما يُظهر تطورا متسلسلًارتها.
- رغم عدم تحديد الزمان والمكان بدقة لظهور إدارة الموارد البشرية، إلا أنه في القرن التاسع عشر ظهرت مسائل عديدة متعلقة بمسؤوليات إدارة الموارد البشرية التي أصبحت قابلة للمناقشة والبحث.
التطور التاريخي لإدارة الموارد البشرية
- استمر المفهوم الحديث لإدارة الموارد البشرية بالتطور نتيجة للتغيرات التي طرأت على العنصر البشري أثناء ممارسته لنشاطاته، ومن أبرز هذه التحولات هي الثورة الصناعية.
- نشأت الثورة الصناعية في العالم الغربي منذ منتصف القرن الثامن عشر، لتظهر في العالم العربي في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وكان من أبرز نتائجها ظهور الآلات والمصانع الكبرى، التي فككت الحاجة إلى العمالة التقليدية.
- تطلب الأمر عمالة متخصصة، مما أسفر عن تدهور ظروف العمل نتيجة لارتفاع ساعات العمل والضوضاء، ما أدى بدوره إلى ظهور مجموعة من المشرفين الذين كانت لهم تصرفات سلبية تجاه العمال.
1- ظهور الحركات العمالية
- بالرغم من المساوئ العديدة للثورة الصناعية، كان على العمال الاتحاد لمواجهة أصحاب العمل. هذا الأمر تجلى من خلال انتفاضات عشوائية تطورت إلى تشكيل اتحادات ونقابات عمالية تطالب بحقوقهم.
2- الإدارة العلمية
- سعى فردريك تايلور إلى تنظيم العلاقات ما بين الإدارة والعمال، وأحدث ذلك من خلال مجموعة من المبادئ، أبرزها تصميم العمل وفق قواعد معينة تستند إلى دراسات الحركة والوقت، وضرورة اختيار العاملين بشكل ملائم.
3- ظهور علم النفس الصناعي
- استقطبت حركة الإدارة العلمية اهتمام علماء النفس الذين درسوا بعض الظواهر مثل الإجهاد والإصابات، موجهين تركيزهم نحو تحليل العمل لفهم متطلبات الأداء الذهني والبدني.
- تمكنوا أيضًا من تطوير اختبارات نفسية موثوقة لاختيار المتقدمين للوظائف، حيث أثبتت هذه الحركة نجاحها في الشركات التي استخدمت أساليب تحليل العمل والاختبارات النفسية بشكل فعال.
4- ظهور حركة العلاقات الإنسانية
- ركزت هذه الحركة على أن إنتاجية العمل لا تتأثر بتحسين ظروف العمل مثل الإضاءة والاهتمام بالعمال والخدمات المقدمة لهم، وقد نشأت هذه الحركة بعد تجارب مصانع هاوثورن المتعددة.
5- بدء ظهور بعض ممارسات إدارة الأفراد
- تعد هذه المرحلة من أولويات بعض المنظمات التي اعتمدت على مفاهيم الإدارة العلمية وعلم النفس الصناعي، مثل منظمات الجيش والحكومة، حيث تم وضع شروط محددة للتعيين وتطبيق الاختبارات النفسية.
6- ظهور متخصصين في إدارة الأفراد
- بدأت العديد من الشركات الكبرى والهيئات الحكومية في توظيف مختصين في أنشطة مختلفة بدلاً من الأفراد، مثل المتخصصين في مجالات التوظيف والتدريب والأمن الصناعي.
7- ظهور حركة العلوم السلوكية
- ظهرت هذه الحركة مع نهاية القرن العشرين وركزت على تطوير ممارسات الأفراد لتتوافق مع التغيرات في مجال العلوم السلوكية، مثل التخطيط لمسارات الوظائف وتعديلات عديدة في إدارة الأفراد.
8- تدخل الدولة من خلال القوانين والتشريعات
- في العقود الأخيرة من القرن العشرين، عمدت العديد من الدول إلى إصدار تشريعات تنظم العلاقة بين أصحاب العمل والعمال، مع التركيز على مواضيع عديدة، أهمها التأمينات الاجتماعية.
العوامل المؤثرة على تطور إدارة تسيير الموارد البشرية
- تتعدد الأسباب التي تفسر الاهتمام المتزايد بإدارة الموارد البشرية كوظيفة إدارية متخصصة، ومنها التطور الصناعي الذي ساهم في ظهور تنظيمات عمالية منظمة.
- وظهرت الصراعات والمشاكل بين الإدارة والعمال، الأمر الذي دفع الإدارة إلى البحث عن أساليب للتعامل مع هذه القضايا، وهو ما زاد من الحاجة إلى وجود إدارة متخصصة لرعاية العاملين.
- أسهم التطور في التعليم وزيادة مستويات الثقافة العامة بين العمال في رفع وعي القوة العاملة، مما يتطلب وجود متخصصين في إدارة الموارد البشرية.
- كما أدى استمرار التدخل الحكومي في علاقات العمل بين العمال وأصحاب الأعمال إلى ضرورة وجود إدارات متخصصة تضمن تطبيق القوانين المعقدة.
- وتشير كذلك ظهور النقابات العمالية والمنظمات التي تدافع عن حقوق العمال إلى أهمية إدارة العلاقات بين الإدارة وتلك المنظمات.
1- الرؤية التقليدية لإدارة الموارد البشرية
- تباينت آراء المديرين في تحديد مفهوم إدارة الموارد البشرية بين رؤية تقليدية وأخرى حديثة. يرى بعض المديرين أن إدارة الموارد البشرية تنحصر في القيام بأعمال روتينية، مثل حفظ المعلومات المتعلقة بالعاملين.
- وهذا يظهر من خلال متابعة حضور وانصراف العاملين، وإنجازاتهم وترقياتهم، وجاءت نظرتهم تدل على عدم الاهتمام العميق من قبل إداراتهم بكافة جوانب الموارد البشرية.
2- الرؤية الحديثة لإدارة الموارد البشرية
- على الجانب الآخر، يؤمن العديد من المديرين بأهمية إدارة الموارد البشرية كوظيفة رئيسية في الإدارة، مساوية لبقية الوظائف مثل التسويق والإنتاج والمالية، مع التأكيد على دور العنصر البشري في تحسين الكفاءة الإنتاجية.
- كما اتسع مفهوم الموارد البشرية لينطوي على أنشطة رئيسية كتحليل الوظائف، وتخطيط وتحفيز القوى العاملة وتنمية المهارات، فضلًا عن الأنشطة التقليدية الأخرى المتعلقة بالموارد البشرية.
أهم التعريفات لإدارة الموارد البشرية
1- التعريف الأول
- تُعرف إدارة الموارد البشرية بأنها الإدارة التي تدرك أن الأفراد العاملين في مختلف المستويات والأنشطة بالمؤسسة يمثلون المورد الأكثر أهمية، مما يتطلب منها تعزيز قدراتهم وتقديم الدعم لهم في أداء مهامهم.
2- التعريف الثاني
- يشير فيليبو إلى أن إدارة الموارد البشرية تتعلق بتخطيط وتنظيم ورقابة الجوانب المتعلقة بجذب الأفراد وتطويرهم، بالإضافة إلى تعزيز ولائهم وتحقيق أهداف المنشأة.
العوامل المؤثرة على إدارة الموارد البشرية
1- العوامل القانونية
- تعمل العوامل القانونية على تشكيل إدارة الموارد البشرية من خلال الانتقال من بيئة عمل تنظمها المبادئ إلى أخرى تحكمها قوانين فيدرالية وإقليمية، حيث تتدخل التشريعات في تحديد دور المنظمات العمالية.
2- العوامل التكنولوجية
- شهدت المجتمعات تغيرات جذرية في القوى العاملة نتيجة للتطور التكنولوجي الذي رافق التحولات الاقتصادية، حيث ظهرت الحاجة للتوسع في الأتمتة كأحد أبرز هذه التغيرات.
خاتمة بحث عن إدارة الموارد البشرية مع المراجع
ختامًا، من خلال هذا البحث حول إدارة الموارد البشرية، يمكن أن نستنتج أهمية الموارد البشرية وما تحمله من تخصصات. كما تم عرض التعريفات الرئيسية المتعلقة بإدارة الموارد البشرية وبيان أهميتها وفوائدها التي تسهم في نجاح الأفراد في مجالاتهم العلمية والعملية.