إن دراسة مجرة درب التبانة تعتبر من الموضوعات الشيقة التي تبرز قدرة الله سبحانه وتعالى في خلق الكون، حيث يخفي في طياته العديد من الظواهر الكبرى التي يمكن رؤيتها بشكل مباشر أو عبر المناظير الفلكية.
دراسة مجرة درب التبانة
- تعيش البشرية جميعها على كوكب الأرض، الذي ينتمي إلى مجموعة كبيرة من الكواكب الأخرى التي تدور حول الشمس وتكوّن ما يُعرف بالمجموعة الشمسية.
- إلى جانب ذلك، توجد مجموعة ضخمة من النجوم والغبار والغازات التي تُكوّن مجرة درب التبانة.
كما يمكنك الاطلاع على:
ما هي مجرة درب التبانة؟
- تُعتبر مجرة درب التبانة نوعًا من أنواع المجرات التي لا تظهر بوضوح في السماء مثل بعض الأجرام السماوية الأخرى.
- تتألف المجرة من بلايين النجوم ومليارات الكواكب التي تتخذ شكلاً حلزونيًا، حيث يبلغ قطرها حوالي 100,000 سنة ضوئية.
- تدور المجموعة الشمسية حول مركز مجرة درب التبانة كل 250 مليون سنة، بينما تبعد عنا حوالي 25,000 سنة ضوئية.
- تُمثل المجرة المكان الذي يوجد فيه كل من الشمس والقمر وكواكب المجموعة الشمسية، بالإضافة إلى الغيوم التي نراها يوميًا في السماء.
- تتحرك هذه الأجرام جميعها ضمن نطاق محدد داخل مجرة درب التبانة، مما يُعطيها بنية واضحة ومعروفة.
أجزاء مجرة درب التبانة
لقد قام العلماء بجهود مضنية لفهم مكونات مجرة درب التبانة، حيث تتكون هذه المجرة من مجموعة من الأجزاء الرئيسية، وهي كالتالي:
النواة أو المركز
- تتكون نواة المجرة من ثقب أسود ومواد غير مكتشفة حتى الآن، ويحيط بها قرص حراري ذو درجة حرارة مرتفعة للغاية.
- يمكن الكشف عن هذه المواد باستخدام الأشعة الكهرومغناطيسية بدلًا من الموجات البصرية، نظرًا لوجود كميات كثيفة من الغازات والغبار في النواة.
الانتفاخ المركزي
- تُعتبر منطقة الانتفاخ المركزي المحيطة بالنواة، وتتميز بكثافتها النجمية الكبيرة وشكلها شبه الكروي.
- يغلب وجود الانتفاخ المركزي في المراكز الخاصة بالمجرات الحلزونية، ويعتقد العلماء أن جميع النجوم الموجودة في مجرة درب التبانة المنتفخة هي نجوم قديمة من الجيل الثاني.
القرص
- يمتد القرص من مركز المجرة ليبلغ حوالي 75,000 سنة ضوئية، ويتكون من عدد هائل من النجوم والغازات والغبار.
- يُعتبر القرص الجسد الرئيسي للنجوم، حيث يتراوح سمكه إلى حوالي خمس قطره، مما يؤدي إلى اختلاف سمك المكونات المختلفة للقرص.
- الجزء الرقيق من القرص يحتوي على الغبار والغاز وملايين النجوم الصغيرة، بينما الجزء الأكثر سمكًا يحتوي على ملايين النجوم الأقدم نسبياً.
الأذرع
- مجرة درب التبانة تُعتبر من المجرات الحلزونية، حيث تحتوي على مجموعة من الأذرع النجمية التي تخرج وكأنها أذرع متفرعة.
- يعتقد العلماء أن هناك أربعة أذرع حلزونية رئيسية تنشق من الشريط المركزي، بالإضافة إلى عدد غير محدود من الأذرع الفرعية.
- تقع المجموعة الشمسية في ذراع حلزوني صغيرة بين ذراعين أكبر يعرفان بذراع الجبار.
المنطقة الكروية
- تُعد المنطقة الكروية شبه كروية، وتتواجد أعلى وأسفل قرص المجرة، وتتميز بكثافتها النجمية المنخفضة مقارنة بالنواة.
- تحتوي هذه المنطقة على عدة عناقيد كروية ونجوم فردية تنتمي للجيل الثاني.
الهالة
تُحيط الهالة بمجرة درب التبانة، وتمتد على نحو 100,000 سنة ضوئية من المركز، وتشغل الجزء الأكبر من الكتلة الكلية للمجرة.
كما يمكنك الاطلاع على:
المكونات الرئيسية لمجرة درب التبانة
تتكون مجرة درب التبانة من مجموعة من المكونات الرئيسية، وهي كالتالي:
الاتحادات النجمية والعناقيد النجمية
بالرغم من وجود بعض النجوم منفردة كالشمس، إلا أن هناك أيضًا العديد من العناقيد النجمية التي تضم آلاف النجوم.
لقد تم تصنيف هذه العناقيد إلى ثلاثة أنواع: العناقيد الكروية، العناقيد المفتوحة، والاتحادات النجمية، وهي كالتالي:
العناقيد الكروية
- تُعتبر هذه العناقيد الأكبر والأكثر كثافة مقارنة بالعناقيد الأخرى، حيث يتراوح قطرها بين 10 إلى 300 سنة ضوئية.
- وسُميت بهذا الاسم نظرًا لشكلها شبه الكروي، حيث تحتوي المجرة على أكثر من 150 مجموعة كروية مركزة نحو نواة المجرة.
- تتميز هذه العناقيد بلمعانها العالي، حيث تعادل متوسط لمعانها حوالي 25,000 مرة من لمعان الشمس.
العناقيد المفتوحة
- تُعد هذه العناقيد أصغر حجمًا من العناقيد الكروية، ويبلغ قطرها بين 2 و20 سنة ضوئية.
- تُعرف بهذا الاسم بسبب مظهرها الأكثر انفتاحًا وتداخلها مع معظم نجوم المجموعة الشمسية.
- تتركز العناقيد المفتوحة بشكل كبير في مستوى المجرة مع انخفاض تدريجي في أعدادها باتجاه الخارج.
- كما أن هذه العناقيد أقل لمعانًا من الكروية حيث يبلغ ذروة سطوعها حوالي 50,000 ضعف سطوع الشمس.
- تتراوح أعمار العناقيد المفتوحة من عدة ملايين إلى أقل من مليار سنة.
الاتحادات النجمية
- تُمثل هذه التجمعات الكبيرة من النجوم الشابة التي ولدت في نفس المكان والزمان، ولكنها ليست مرتبطة بشدة ببعضها البعض.
- تعتبر أصغر من العناقيد المفتوحة، حيث يبلغ قطرها حوالي 250 سنة ضوئية وتعتبر أكثر سطوعًا.
المجموعات المتحركة
- تمثل هذه المجموعات تجمعات من النجوم ذات حركة مشتركة، وقد تم اكتشافها من خلال الفهارس الخاصة بالنجوم.
- من أبرز الأمثلة عليها مجموعة في كوكبة الثور، التي تضم حوالي 350 نجمة، بالإضافة إلى عدد من الأقزام البيضاء.
السدم الانبعاثية
- تُعتبر السدم الانبعاثية من أبرز المكونات في المجرة، وتتشكل عادة من غاز الهيدروجين المتأين.
- تتركز هذه السدم في الأذرع الحلزونية لمجرة درب التبانة، مع وجود البعض منها بين الأذرع.
- تم اكتشاف العديد من السدم على مسافات متوسطة تصل إلى 10,000 سنة ضوئية من النواة.
السدم الكوكبية
- تُعد غيوم الغاز التي تظهر بشكل سطحي مشابه للسدم الأخرى، وقد سميت بذلك نتيجة شبيهة الأحجام الكوكبية.
- تمثل السدم الكوكبية المرحلة النهائية في دورة حياة النجوم، وتنتشر في جميع أنحاء القرص والهالة.
بقايا المستعر الأعظم
- تُعتبر بقايا المستعر الأعظم أجسامًا ضبابية ناتجة عن انفجار النجم، والتي تُعتبر مخصصة للدراسة الفلكية.
- تشبه هذه الأجسام السدم الكوكبية مثل سديم السرطان، لكنها تختلف في الكتلة وعلم الحركة.
سحب الغبار
- تتوزع سحب الغبار ضمن نطاق ضيق جداً بالمجرة، حيث تم اكتشاف غبار منخفض الكثافة بالقرب من الأقطاب.
- تبعد هذه السحب عن الشمس حوالي 2000 إلى 3000 سنة ضوئية وتتركز بوضوح في الأذرع الحلزونية للمجرة.
الوسط بين النجمي
- المادة التي توجد بين النجوم تُعرف باسم الوسط بين النجمي، وهي تتكون من مجموعات من الجزيئات والأيونات منخفضة الكثافة.
- تشكل هذه المادة حوالي 5% من كتلة المجرة، حيث يعد غاز الهيدروجين هو المكون الرئيسي.