دراسة شاملة عن مكتبة الإسكندرية مع المراجع

تقرير حول مكتبة الإسكندرية مع المراجع، في عام 334 قبل الميلاد، بدأت رحلة الإسكندر الأكبر لغزو العالم. خلال مغامراته، اصطحب الإسكندر معه مؤرخين وجغرافيين لتوثيق ونشر المعلومات عن المجتمعات والثقافات المتنوعة التي واجهوها أثناء مسيرتهم من مقدونيا واليونان إلى الهند، وفي هذا التقرير سنتناول المزيد عن مكتبة الإسكندرية.

تاريخ مكتبة الإسكندرية

  • بعد وفاة الإسكندر الأكبر بشكل مفاجئ في عام 323 قبل الميلاد، شكلت فتوحات الإسكندر بداية عصر جديد يُعرف بالعصر الهلينستي، الذي نشأ نتيجة لتداخل الثقافة اليونانية المقدونية مع المجتمعات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى والهند، وقد اتسمت هذه الفترة بتجليات فنية نابضة بالحياة وآفاق فلسفية موسعة ورغبة مستمرة في تحصيل معرفة جديدة.
  • تعرضت مكتبة الإسكندرية القديمة للدمار مرتين. كان الفرع الأصلي للمكتبة يقع في القصر الملكي بالإسكندرية، بالقرب من الميناء. وفي أثناء تدخل يوليوس قيصر في الحرب الأهلية بين كليوباترا وبين بطليموس الثالث عشر، قام قيصر بإحراق السفن في الميناء، مما أدى إلى انتشار النيران إلى المكتبة وتدميرها بالكامل.
  • أما الفرع الثاني، فقد كان يقع داخل معبد مخصص للإله سيرابيس. في عام 391 م، أعلن الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس أن المسيحية هي الديانة الوحيدة المسموح بها في روما، وأمر بتدمير جميع المعابد الوثنية، بما في ذلك معبد سيرابيس في الإسكندرية، مما أدى إلى تدمير الفرع الثاني من المكتبة.
  • في عام 2002، تم إعادة افتتاح مكتبة الإسكندرية، حيث تهدف مكتبة الإسكندرية الجديدة إلى تكريم المكتبة القديمة وتحويل الإسكندرية إلى مدينة ذات طابع عالمي، وتضم مكتبة الإسكندرية أكبر مجموعة رقمية من المخطوطات التاريخية في العالم، بالإضافة إلى أكبر مستودع للكتب الفرنسية في القارة الأفريقية.

حقائق هامة عن مكتبة الإسكندرية

إليك عشر حقائق تحتاج لمعرفتها حول المكتبة القديمة في الإسكندرية:

  • تأسست مكتبة الإسكندرية القديمة على يد ديمتريوس فاليرون، وهو سياسي أثيني عُزل من السلطة وهرب إلى مصر، حيث وجد ملاذاً في البلاط الملكي للملك بطليموس الأول سوتر، الذي حكم مصر بين 323 و285 قبل الميلاد، نتيجة لإعجابه بمعارف ديمتريوس الواسعة، كلفه بطليموس بمهمة إنشاء المكتبة.
  • كانت مكتبة الإسكندرية القديمة جزءًا من مؤسسة تعليمية تُعرف بمتحف الإسكندرية، وكان الهدف منها أن تكون مصدراً للعلماء للبحث في المتحف.
  • تم تقسيم محتويات المكتبة إلى عدة موضوعات، تشمل الخطابة، القانون، الملحمة، المأساة، الكوميديا، الشعر الغنائي، التاريخ، الطب، الرياضيات، والعلوم الطبيعية، ويُعتقد أن المكتبة احتوت على ما بين 200,000 و700,000 كتاب، موزعة بين فرعي المكتبة.
  • تم الحصول على كتب المكتبة من خلال عمليات الشراء في سوقي أثينا ورودس – وهما من الأسواق الرئيسية للكتب في البحر الأبيض المتوسط القديم – وكذلك عبر النسخ والمصادرة.
  • كان هناك فئة معينة من الكتب تُسمى “من السفن”، حيث كان المسؤولون الحكوميون يتفقدون السفن التي تصل إلى ميناء الإسكندرية لجمع الكتب الموجودة على متنها وإحضارها إلى المكتبة.
  • كانت الكتب في مكتبة الإسكندرية القديمة مكتوبة بشكل أساسي باللغتين اليونانية والمصرية، التي تُعتبر اليوم لغة أفرو آسيوية منقرضة.
  • يُعتقد أن المكتبة كانت تضم المجموعة الأدبية الكاملة لليونان القديمة، بالإضافة إلى أعمال للفلاسفة والشعراء مثل أرسطو وسوفسكيس ويوربيدس، بينما كانت الكتب المصرية تتعلق بتقاليد وتاريخ مصر القديمة.
  • استخدم باحثو المتحف السكندري المكتبة لتخصيص تاريخ مصر القديمة في 30 سلالة، ولا يزال هذا النظام مستخدماً حتى اليوم، إلى جانب الترجمة الأولى للكتاب المقدس العبري، المعروفة بالترجمة السبعينية، التي تظل نصاً مهماً في الدراسات النقدية للكتاب المقدس.

أهمية مكتبة الإسكندرية

  • كانت مكتبة الإسكندرية الكبرى مستودعاً للعديد من النصوص القديمة، على الرغم من أن مدينة الإسكندرية لا تزال قائمة حتى اليوم، إلا أن المكتبة الكبرى لم يصمد لها أثر. كانت المكتبة تتألف من مجموعة من اللفائف المحفوظة في مجموعة من المباني في المدينة، التي سُمّيت باسم الإسكندر الأكبر وأنشأها.
  • تصعب التناقضات التاريخية من تجميع حقيقة موحدة حول محتويات المكتبة الكبرى، وكيفية حصول المكتبيين على هذه المحتويات، وتاريخ ووسائل تدمير المكتبة.
  • تقول بعض المصادر القديمة إن المكتبة الكبرى تم افتتاحها في القرن الرابع أو الثالث قبل الميلاد، أثناء حكم بطليموس الأول أو الثاني، ويُعتقد أن ديمتريوس أوف فاليرون – أحد تلاميذ الفيلسوف اليوناني العظيم أرسطو – هو من قام بتنظيم مجموعة اللفائف لتصبح المكتبة الكبرى.
  • لا يمكن التحقق من تفاصيل تخطيط المكتبة الكبرى بدقة، حيث يعتقد بعض المؤرخين أنه بجانب مستودعات التخزين، كانت المكتبة تحتوي على حدائق وقاعات للقراءة وقاعات للاجتماعات وعدد من قاعات المحاضرات.
  • وكان من أبرز معالم المكتبة قاعة bibliotheca، وهي حجرة مليئة بالأرفف لتخزين اللفائف التي كانت تُصنع معظمها من ورق البردي، وتُشير بعض التقديرات إلى أن المكتبة الكبرى قد خزنت ما يقرب من 500,000 وثيقة في أوج عظمتها.

دور مكتبة الإسكندرية في نشر العلم

  • ما هو مؤكد أن أمناء المكتبات في المكتبة الكبرى كانوا نشطين جداً في سعيهم لجمع معرفة متزايدة من جميع أنحاء العالم المعروف، وتشير بعض المصادر إلى أنه كان يتعين على السفن التي ترسوا في الإسكندرية تسليم جميع المواد المكتوبة إلى المكتبة حتى يتمكن المكتبيون من نسخ النصوص وإضافتها إلى مجموعتهم.
  • تعتبر مكتبة الإسكندرية الملكية، وهي جزء من المتحف، إحدى أكبر المكتبات في العالم القديم، وقد أُسست في الأصل عام 283 قبل الميلاد كمعبد للفنانين، وشمل المتحف مناطق للمحاضرات وحدائق وحديقة حيوانات ومزارات دينية.
  • كان الباحثون المقيمون، والذين عددهم يصل إلى 100، يقومون بإجراء البحوث، بالإضافة إلى ترجمة ونسخ الوثائق، وخصوصاً أعمال الفلسفة والشعر والدراما اليونانية الكلاسيكية، وتُشير التقديرات إلى أن المكتبة قد خزنت ما بين 400,000 إلى 700,000 مخطوطة من بلاد آشور واليونان وبلاد فارس ومصر والهند وغيرها من البلدان.

تدمير مكتبة الإسكندرية

  • تُحَمّل العديد من المصادر المسؤولية عن تدمير المكتبة الكبرى إلى يوليوس قيصر. تقول القصة إنه أثناء الهجوم على المدينة نتيجة لخلاف مع بومبي، قام قيصر بإشعال النار في السفن في الميناء، وكانت النيران فعالة إلى درجة أنها لم تلتهم فقط السفن وإنما أيضاً جزءاً كبيراً من المدينة، بما في ذلك المكتبة الكبرى.
  • في خلال حرب ألكساندرين، أشار أحد مساعدي قيصر، هيرتيوس، إلى أن قيصر أضرم النار في السفن المصرية، لكنه أضاف أن المدينة نفسها لن تحترق لأنها تتكون من الحجر، وتُعتبر رواية قيصر لتدمير المكتبة الكبرى موجودة أيضاً في مؤلفات بلوتارك عن حياة قيصر؛ وقد نقل المؤرخون اللاحقون هذه القصة في سردهم للتاريخ الروماني.
  • رواية أخرى حول التدمير تحدثت عن الجيش المسلم الذي استولى على المدينة في عام 642، حيث يُقال إن الخليفة عمر قد أمر بتدمير المكتبة الكبرى تحت إشراف رجل يدعى عمرو. ومع أن السرد المدون حول هذا الحدث جاء بعد 500 عام من الحادثة، فلا تزال الحقائق المتعلقة بفقدان المكتبة الكبرى غامضة، وما نعرفه اليوم موجود فقط في السرد المكتوب.

بحث حول مكتبة الإسكندرية بالمراجع

في ختام رحلتنا مع البحث حول مكتبة الإسكندرية بالمراجع، يتضح أن تدمير المكتبة لا يزال يمثل لغزاً ويعد واحداً من أكبر الخسائر في خزائن المعرفة الإنسانية. إن فكرة المكتبة كمورد للتعليم والمنح الدراسية قد ألهمت الحفاظ على المعرفة في المكتبات والمتاحف منذ تلك الفترة. إن الفكرة الأساسية تشير إلى أن التعلم يجب أن يُفيد البشرية جمعاء وليس فقط النخبة المختارة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *