الحرب العالمية الأولى
تعتبر الحرب العالمية الأولى واحدة من أكثر النزاعات دموية في التاريخ، فقد تسببت في خسائر بشرية فادحة تجاوزت الملايين. بدأت هذه الحرب في أوروبا ولكنها سرعان ما تحولت إلى صراع شامل ترك آثارًا عميقة في السياسات العالمية، حيث أحدثت تغيرات كبيرة في الهيكل السياسي السائد.
اندلعت شرارة الحرب في الثامن والعشرين من يوليو عام 1914 واستمرت لمدة أربع سنوات وثلاثة أشهر. شهدت ساحة المعركة صراعًا بين قوات الحلفاء ودول المركز، حيث تضم قوات الحلفاء الملكة المتحدة، إيرلندا، روسيا، بينما تشمل دول المركز كل من ألمانيا، النمسا، المجر، الدولة العثمانية، وبلغاريا. ومع تطور الأحداث، انضمت دول أخرى مثل إيطاليا، اليابان، والولايات المتحدة الأمريكية. انتهت هذه الحرب في الحادي عشر من نوفمبر عام 1918. على الرغم من أن الليل انطلق في أوروبا، إلا أن جبهات القتال امتدت لتشمل إفريقيا، جزر المحيط الهادئ والأطلسي، الصين، الشرق الأوسط، وحتى قبالة سواحل أمريكا الجنوبية والشمالية.
تسمية الحرب
بدأت الحرب العالمية الأولى كما لو كانت نزاعًا أوروبيًا، ولكن مع مرور الوقت، توسع نطاقها بسبب تدخل دول جديدة. بسبب هذه التطورات، أطلق عليها اسم الحرب العالمية، أو الحرب العظمى. وبعد بداية الحرب العالمية الثانية، صُفِّرت أولى الحرب باسم الحرب العالمية الأولى، على الرغم من أنها لا تزال تُعرف في الولايات المتحدة بالحرب الأوروبية.
أسباب الحرب
انطلقت الحرب العالمية الأولى بفعل اغتيال ولي العهد النمساوي فرانز فرديناند وزوجته على يد طالب صربي يُدعى “غافريلو برينسيب” خلال زيارته لسراييفو في منطقة “البوسنة والهرسك”. كانت العلاقات بين النمسا وصربيا متوترة من الأساس، وارتبطت الأسباب الثانوية بالنزاعات في منطقة البلقان والصراع الفرنسي الألماني حول المناطق الحدودية. بعد شهر من حادثة الاغتيال، قررت النمسا إعلان الحرب على صربيا، مما حث روسيا على دعم صربيا وإعلان الحرب على النمسا. استغلت ألمانيا الوضع وبدأت بإعلان الحرب على روسيا. بدايةً، اندلعت الحرب بين قوات الحلفاء، المعروفة باسم “الوفاق الثلاثي” برئاسة بريطانيا، وكان لألمانيا دور قيادي في جانب دول المركز. مع مرور الوقت، توسعت التحالفات، مما أدى إلى زيادة نطاق الأزمة. قسمت الحرب إلى فترتين رئيسيتين: فترة حرب الحركة وفترة حرب الخنادق، حيث بدأت القوات المسلحة في حفر الخنادق وإعدادها مع استخدام الأسلحة الحديثة مثل الطائرات والدبابات.
نتائج الحرب
بعد أربع سنوات من الصراع العنيف، تم إخماد الحرب العالمية الأولى، ومع ذلك، خلفت وراءها دمارًا هائلًا في الدول المشاركة. ومن أهم النتائج التي ترتبت على تلك الحرب:
- انتصار قوات الحلفاء على دول المركز.
- إنشاء دول جديدة في كل من أوروبا والشرق الأوسط.
- تقسيم أراضي الدولة العثمانية بين قوى أخرى.
- فقدان المستعمرات الألمانية.
- تأسيس عصبة الأمم.
- انهيار الإمبراطوريات الألمانية، الروسية، العثمانية، والنمساوية المجرية.
- تكبد خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.