مقدمة عن مدينة أنطاكيا
في العصور القديمة، كانت مدينة أنطاكيا تتبع سوريا القديمة، إلا أنها اليوم تعد إحدى القرى الرئيسة في منطقة جنوب وسط تركيا. تقع بالقرب من مصب نهر العاصي، وتبعد حوالي 19 كيلومتر شمال غرب الحدود السورية. تأسست أنطاكيا في عام 300 قبل الميلاد على يد أحد خلفاء الإسكندر الأكبر.
تاريخ مدينة أنطاكيا
تعتبر أنطاكيا مركزًا تاريخيًا للمملكة السلوقية حتى عام 64 قبل الميلاد، حيث استولت عليها القوات الرومانية وأصبحت عاصمة المقاطعة الرومانية لسوريا. وقد كانت تعد ثالث أكبر مدينة في الإمبراطورية الرومانية من حيث الحجم والأهمية. وكانت واحدة من المهام الرئيسية لأنطاكيا هي حماية الحدود الشرقية للإمبراطورية من الهجمات الفارسية، بالإضافة إلى كونها واحدة من أقدم المراكز المسيحية، حيث كانت مقرًا للمبشر القديس بولس من عام 47م إلى 55م.
استمرت أنطاكيا على مدار أكثر من ألف عام في كونها مركزًا دينيًا وتجاريًا وسياسيًا وثقافيًا وصناعيًا بارزًا، حتى شنت عليها الجيوش المملوكية هجومها في عام 1268م، مما أدى إلى تدميرها ونهبها. عادت أنطاكيا للظهور كمركز تجاري إقليمي مهم في عام 1517م بعد انضمامها إلى الإمبراطورية العثمانية. لكنها لم تستعد عافيتها من الدمار الذي حاق بها نتيجة هجوم الجيوش المملوكية. في عام 1918م، احتلت القوات الفرنسية المدينة وضمتها إلى الانتداب الفرنسي على سوريا، حيث كان سكانها من العرب المسيحيين والأرمن وليس من الأتراك. في عام 1939م، تنازلت فرنسا عن أنطاكيا لتركيا، ومنذ عام 1950م أصبحت المدينة مركزًا تجاريًا مزدهرًا إقليمياً في مقاطعة هاتاي الواقعة في أقصى جنوب تركيا.
تمثال الإلهة تايكي
تم إنشاء هذا التمثال مستلهمًا من الفن الآشوري القديم، ويُعتبر فريدًا من نوعه ولا يوجد له أي نظير يوناني. على الرغم من فقدان التمثال الأصلي، إلا أنه توجد العديد من النسخ القديمة له. يظهر في التمثال الإلهة وهي تجلس على صخرة، راكبة تاجًا مائلًا يرمز إلى تحصينات المدينة، وتحمل في يديها العديد من سيقان القمح، مما يرمز إلى ازدهار المدينة. وقد أثرت رمزية هذا التمثال في العديد من التماثيل خلال عصر النهضة والإمبراطورية السلوقية والعصر الروماني، ولا زالت تؤثر حتى وقتنا الحاضر.