الجهاز الهضمي
الإنسان هو كائن حي يتغذى على الكائنات الحية الأخرى مثل الحيوانات والنباتات، مما يستدعي وجود جهاز هضمي مُعقَّد يمكنه معالجة وتفكيك الطعام المتنوع. يشمل عملية الهضم عدة مراحل تهدف إلى تحويل الأطعمة إلى عناصر بسيطة قابلة للاستخدام من قبل الخلايا لإنتاج الطاقة. يبدأ الهضم في الفم حيث تعمل الأسنان والغدد اللعابية واللسان على تجهيز الطعام: فالشُّعَّاع يمتص الرطوبة، والأسنان تقطع الطعام مما يُعَدُّ المرحلة الأولية للهضم، بينما يقوم اللسان بدفع الطعام نحو البلعوم ثم المريء ومن ثم إلى المعدة. تُخزَّن المواد الغذائية جزئيًا في المعدة ليتم تمريرها إلى الأمعاء حيث يتم الهضم الكلي والامتصاص للعناصر الغذائية المطلوب نقلها إلى الدم، في حين يُعنى جهاز الإخراج بالتخلص من الفضلات غير المفيدة.
الأمعاء الغليظة
تُعد الأمعاء الغليظة جزءًا مهمًا من الجهازين الهضمي والإخراجي، حيث تلعب دوراً أساسياً في امتصاص السوائل من المواد القادمة من الأمعاء الدقيقة والتخلص من الفضلات على هيئة براز. يبلغ متوسط طول الأمعاء الغليظة حوالي 1.5 متر، مما يشكل خُمس طول الجهاز الهضمي الكلي. تُقسم الأمعاء الغليظة إلى أربعة أجزاء رئيسية كما يلي:
- الأعور: يقع في المنطقة الحرقفية من الورك الأيمن، وهو بداية الأمعاء الغليظة ونهاية الأمعاء الدقيقة، ويفصل بينهما صمّام اللفائفي.
- القولون: تستقبل المواد المهضومة من الأعور حيث تتحرك صاعدة إلى القولون ثم باتجاه واسع ثم هابط.
- المستقيم: يُعتبره بعض علماء التشريح آخر أجزاء الأمعاء الغليظة، حيث يجمع الفضلات حتى تُخرج عبر فتحة الشرج. يمتد طوله بمعدل 12 سم.
- القناة الشرجيّة: تعتبر بعض المصادر هذا الجزء مُستبعدًا لكن تصنّفه أخرى كجزء فعّال في إخراج الفضلات من الأمعاء الغليظة.
موقع القولون في جسم الإنسان
يعتبر القولون من الأعضاء الداخلية الحيوية، وتُظهر الإحصائيات أن العديد من الناس يعانون من أعراض مرتبطة بالقولون، لا سيما في السنوات الأخيرة نتيجة التغيرات في الأنماط الغذائية وأنماط الحياة. يقع القولون في أسفل البطن ويغطي مساحة شاسعة من التجويف البطني، حيث يمتد من أسفل القفص الصدري إلى منطقة الحوض بشكل أفقي، ويعمل كجزء من الجهازين الهضمي والإخراجي.
أجزاء القولون
يتألف القولون من أربعة أجزاء رئيسية كما يلي:
- القولون المستعرض: يمتد أفقيًا تحت منطقة القفص الصدري.
- القولون الصاعد: يقع في الجزء الأيمن من البطن بشكل طولي.
- القولون النازل: يقع في المنطقة اليسرى من البطن بشكل طولي.
- القولون السيني: هو جزء منحرف من القولون النازل ويتجه نحو اليسار نحو المستقيم.
الموقع الوظيفي للقولون
يمتاز القولون بوظيفة مزدوجة كجزء من الجهاز الهضمي والجهاز الإخراجي. يبدأ الطعام دخوله من الفم حيث يتعرض لعملية هضم ميكانيكية وكيميائية ووصوله إلى المعدة، حيث يتم الهضم بشكل أكثر تعقيدًا. بعد ذلك ينتقل الطعام إلى الأمعاء الدقيقة التي تتصل بالقولون للقيام بعملية الامتصاص، وما تبقى يكمل طريقه نحو القولون الذي يمتص الألياف والماء والأملاح، ويعزز الجهاز اللمفاوي للوقاية من الالتهابات. بعد ذلك، عبر تفاعلات بكتيرية خاصة، يقوم القولون بتحويل الطعام غير المُمتص إلى براز يمكن تخزينه في القولون السيني والمستقيم ليُدفع بعدها خارج الجسم.
تلعب عضلات الجهاز الهضمي دورًا مهمًا في تحريك الطعام داخل القولون من خلال الضغط على أجزائه، حيث تتم هذه العملية وفق نظام محسوب؛ إذ يؤدي الاضطراب في شدة الضغط التي تولدها العضلات إلى ظهور بعض أمراض الجهاز الهضمي المعروفة كالإسهال والإمساك.
أمراض القولون
هناك العديد من الأمراض والأعراض المزمنة المرتبطة بالقولون، مثل سرطان القولون الذي يصيب الجزء السفلي منه بالقرب من المستقيم، ويُعتبر من الأسباب الرئيسية للوفاة المرتبطة بالسرطان. كانت جمعية السرطان الأمريكية قد قدرت أن سرطان القولون سيؤثر على حوالي 93 ألف شخص في الولايات المتحدة في عام 2015، أي أن واحدًا من كل عشرين شخص سيتعرض لهذا المرض، ويأتي هذا النوع من السرطان نتيجة للنمو غير الطبيعي للأنسجة المبطنة لجدار القولون بسبب العادات الغذائية السيئة.
مشاكل القولون شائعة، وتظهر بشكل خاص عند الإناث، وتتضمن الأعراض آلام البطن، الانتفاخ، وعدم انتظام التغوط، مع حدوث إسهال أو إمساك بشكل مستمر أو متقطع. يُرجع بعض الأطباء سبب حدوث هذه الحالات إلى التوتر والضغوط النفسية التي يواجهها المريض، وغالبًا ما يعاني مريض القولون العصبي من القلق والاكتئاب، وقد تساهم الأنظمة الغذائية غير الصحية في تفاقم الأعراض.
فيديو عن القولون
لمعرفة المزيد عن القولون، يُرجى مشاهدة هذا الفيديو.