تاريخ الإسلام زاخر بالرموز والشخصيات المميزة، وبعض هذه الشخصيات يحتاج الحديث عنها إلى مجلدات عديدة بسبب إنجازاتهم وتأثيرهم الكبير على التاريخ الإسلامي. ومن بين هؤلاء العظماء الخليفة عمر بن عبد العزيز، الذي سنقوم بإلقاء الضوء عليه في هذا المقال بنمط مختصر.
نسب الخليفة عمر بن عبد العزيز وعائلته
- الخليفة عمر بن عبد العزيز هو أحد خلفاء بني أمية ويدعى عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف، وهو ينتمي إلى قبيلة قريش.
- والده هو عبد العزيز بن مروان، الذي يعتبر من خير أمراء بني أمية، حيث تولى حكم مصر على مدار عشرين سنة.
- عرف بالنزاهة والشرف والأمانة، وقد تزوج من أم عاصم، ابنة عاصم بن عمر بن الخطاب، ويطلق عليها اسم ليلى.
- والدها هو أبو عمرو عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي الذي نبغ في الأخلاق والأدب والشعر.
- تشتهر جدته بموقفها المعروف مع سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
- أنجب عبد العزيز بن مروان عشرة أبناء، من بينهم الخليفة عمر بن عبد العزيز، وأيضاً أبو بكر ومحمد وعاصم وغيرهم.
- ودرجة من الكنية الذي تُطلق على أم عاصم ترجع إلى والدها عاصم بن عمر بن الخطاب.
كيف كانت نشأة الخليفة عمر بن عبد العزيز؟
- وُلِد الخليفة عمر بن عبد العزيز في المدينة المنورة وكان يرتاد كثيرًا على عبد الله بن عمر رضي الله عنه، الذي كان يُعَد مثله الأعلى.
- وُلد عمر بن عبد العزيز في السنة الواحدة والستين للهجرة، ونشأ في كنف الرفاهية بسبب مكانة عائلته، حيث كان والده أميرًا على مصر وعمه الخليفة عبد الملك.
- أتقن حفظ القرآن وتلقى تعليمه الديني على يد كبار الصحابة، مثل عبد الله بن عمر وعبادة بن الصامت.
- كما درس على يد بعض كبار التابعين مثل سعيد بن المسيب، ما أثرى شخصيته وأخلاقه بشكل كبير.
- عندما قرر والده إرساله إلى مصر مع والدته، طلب عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن يبقى عمر بن عبد العزيز معه، ووافقت والدته لما رأت من أهمية ذلك.
- ترعرع الخليفة في بيئة غنية بالمعرفة والفقه، مما أثَّر في تقربه لله وخشيته منه، ما جعله يبكي في أوقات كثيرة.
- تميز كذلك بخشوعه في قراءة القرآن وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان دائم الجلوس مع العلماء والفقهاء، مما جعله بعيدًا عن اللهو والعبث.
صفات الخليفة عمر بن عبد العزيز
تحلى الخليفة عمر بن عبد العزيز بعدد من الصفات الجسدية والخلقية البارزة، نذكر بعضها فيما يلي:
- كان يتمتع بجسم نحيف ولون بشرته أسمر مع بروز الشيب على وجهه.
- غائر العينين، حسن اللحية، وكان في جبهته علامة من أثر حيوان.
- أُعطي لقب أشجع بني أمية بسبب شجاعته.
- اتسم بمكارم الأخلاق ورسوخ التقوى، وثباته على الدين غيرة عليه.
- كان بعيدًا عن ملذات الحياة، عائشًا حياة الزهد والقبول بما كتبه الله له.
- على الرغم من مكانته الأميرية، عاش حياة الكفاف وكانت له خشية كبيرة من الله تعالى.
زوجات الخليفة عمر بن عبد العزيز وأولاده
كما تتعدد الزيجات التي قام بها الخليفة عمر بن عبد العزيز، حيث تزوج أربع مرات وأنجب العديد من الأبناء والبنات، وتقسيم زيجاته كالتالي:
- تزوج بالسيدة فاطمة بنت عبد الملك، والتي أنجبت له ثلاثة أبناء هم إسحاق، يعقوب وموسى.
- تزوج من السيدة لميس بنت علي بن الحارث وأنجب منها عبد الله وبكر وأم عمار.
- تزوج بأم عثمان بنت شعيب بن زبان الأصبغ، وأنجب منها ابنًا واحدًا هو إبراهيم.
- وزوجة أخرى كانت أمة ورزق منها ثمانية أبناء هم عبد الملك، الوليد، يزيد، عاصم، عبد الله، عبد العزيز، رزبان، وآمنة.
- قليل من أبنائه دخلوا المجال السياسي وتركوا بصمة، بينما لم يُذكر باقي الأبناء في التاريخ بشكل موسع.
أهم المناصب التي تقلدها الخليفة عمر بن عبد العزيز
تولى الخليفة عمر بن عبد العزيز عدة مناصب وهي:
- أمَّر الخليفة عمر بن عبد العزيز المدينة المنورة تحت عهد الوليد، من السنة 87 للهجرة حتى السنة 93.
- تميز بالحكم العادل والقوي واستعان بنخبة من الحكماء ليكونوا معاونين له.
- أشرف على توسيع المسجد النبوي الشريف، ونشر الأمن والعدل في الحجاز.
- شرع في حفر الآبار وإعادة تأهيل الطرق، واسترداد الأموال لأصحابها.
- أصبح خليفة للمسلمين بعد مرض سليمان بن عبد الملك وأوصى بالخلافة بالعدل.
- عند توليه الخلافة، قال كلمات مشهورة تُظهر تواضعه “إن هذا الأمر ما سالته الله قط”.
- الزم نفسه بشروط للولاية منها العمل بالحق وعدم ظلم أحد.
- أظهر عناية خاصة بالمواطنين والفقيرين من خلال توزيع财富 وتحقيق المساواة بين الجميع.
أهم إنجازات الخليفة عمر بن عبد العزيز
حققت فترة حكم الخليفة عمر بن عبد العزيز العديد من الإنجازات، منها:
- شهدت عهده إصلاحات كبيرة أدت إلى حفظ الأمن والقضاء على الفتن.
- أسس نظامًا عادلًا في توزيع الأموال مما يدعم الفقراء والمحتاجين.
- عُرف بإصلاحاته الثقافية حيث قاد جهود تدوين الحديث الشريف.
- زيادة عدد المسلمين وتحقيق نجاحات في نشر الإسلام.
- انتقل حال المسلمين من الفقر إلى الرخاء والازدهار الاقتصادي والاجتماعي.