ثقافة الاحترام
يعتبر تعلم ثقافة الاحترام أمراً ضرورياً لكل فرد، حيث لا يجب أن يستهين أحد بمظهر شخص آخر أو يمتلك شيء مادي مثل الملابس أو السيارات. ينبغي الاقتداء برسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في احترام الآخرين وتقديرهم، وإعطائهم حقوقهم في المعرفة والقدرات. فليست جميع مظاهر الثراء، مثل ارتداء الحرير أو الزخرفة بالذهب، دليلاً على الكرم. مثلًا، فقد كان قارون يتمتع بالغنى، لكنه هلك في النهاية ولم تفيده ثروته بسبب افتقاره لثقافة الاحترام وشكر النعم، وكانت عاقبته أن سكن في جوف الأرض. وقد قيل في احترام الآخرين:
وإذا بحثت عن التقي وجدتـه
رجلاً يُصدّق قوله بفعال
وإذا اتقى الله امرؤ وأطاعه
فـيداه بين مكارم ومعالي
طرق احترام الآخرين
يمكن تعزيز احترام الآخرين من خلال اتباع الخطوات التالية:
- استخدام كلمات طيبة عند التحدث مع الآخرين، ومعاملتهم بلطف واهتمام، وتقديم النصيحة حيث يقول الله تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا).
- الحرص على الدقة في التعبير والتصرفات لتجنب إلحاق الأذى بالآخرين سواء عن قصد أو دون قصد.
- مخاطبة الآخرين بالشكل الذي يرغب فيه الشخص لنفسه، كما قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
- نشر السلام بين الناس، الابتسامة في وجوههم، الاعتذار عند الخطأ، والمساعدة في الأوقات الصعبة، ومدح إنجازاتهم الجيدة، وغيرها من الأمور التي تعكس الاحترام.
- تجنب الكبرياء وإهمال الآخرين والاستخفاف بهم.
- معاملة الجميع بنفس القيم والمبادئ، فالشخص الطيب لا يغير سلوكه، بل يكرم الجميع ويحترمهم ليصبح بذلك محط تقدير لدى كل من حوله.
- احترام اجتهادات واختيارات الآخرين، ما دامت تندرج تحت حدود الشرع والقوانين المسموح بها.
كيف تكتسب احترام الآخرين
يمكن للشخص تعزيز احترام الآخرين له من خلال اتباع النقاط التالية:
- بناء الثقة بالنفس، حيث أن الأفراد الواثقين من أنفسهم يكتسبون احترام الآخرين.
- التحدث بصراحة مع الآخرين، والابتعاد عن الذم والحديث من وراء ظهورهم.
- التركيز على الاستماع الفعّال لما يقوله الآخرون، حيث أظهرت الأبحاث في جامعة كولورادو أن الاستماع الفعّال يساعد على بناء تفاهم متبادل بين المتحدثين.
- تقديم النصح والتشجيع للآخرين بأفضل الطرق.
- التأكيد على أن يكون الشخص موضع ثقة للآخرين من خلال الوفاء بالوعود والالتزام بالكلمات.