الجهاز الليمفاوي
يُعتبر الجهاز الليمفاوي من أهم الأنظمة الحيوية والمعقدة في جسم الإنسان. إن دراسة هذا الجهاز تُعدّ ضرورية لفهم العديد من الأمراض والحالات المرضية.
يتكون الجهاز الليمفاوي من شبكة مترابطة من الأنسجة والأعضاء، والتي تعمل معًا لتخليص الجسم من السموم والفضلات والمكونات غير المرغوب فيها. المهمة الأساسية لهذا الجهاز هي إفراز سائل الليمف في مجرى الدم، الذي يحتوي على خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن مكافحة الكائنات الغريبة. يحتوي الجهاز الليمفاوي على الأوعية الليمفاوية، التي تشبه الأوردة والشعيرات الدموية، وترتبط بالغدد الليمفاوية، حيث يتم إنتاج هذا السائل وتنقيته. من بين مكونات الجهاز الليمفاوي توجد اللوزتان، والغدة الزعترية، والزوائد الأنفية، والطّحال.
موقع وحجم الطّحال
يقع الطحال في التجويف البطني عند الإنسان، تحديدًا أسفل القفص الصدري وفوق المعدة وفي الجزء العلوي الأيسر من البطن. يبلغ طول الطحال حوالي 13 سم، ويُعتبر بذلك أكبر عضو في الجهاز الليمفاوي. يُمكن تقدير حجمه بحجم قبضة اليد تقريبًا، وهو بيضوي الشكل ويحتوي على حافتين: العلوية والسُفلية. يُقدر وزن الطحال في البالغين بحوالي 17 غرامًا. في الظروف الطبيعية، لا يمكن لمس الطحال إلا في حالة تضخمه، ويكون سطحه ناعمًا وأملس ولونه أرجواني بسبب وجود كمية وفيرة من الأوعية الدموية.
الطّحال
الطحال (بالإنجليزية: Spleen) هو عضو مركزي في الجهاز الليمفاوي، ويلعب دورًا حيويًا في الحفاظ على توازن سوائل الجسم، إلا أنه يمكن للإنسان العيش بدونه. يعمل الطحال بصورة مساعدة في العمليات الحيوية المختلفة؛ إذ يقوم بتنقية الدم كجزء من الجهاز المناعي، ويخزن الصفائح الدموية وكريات الدم البيضاء، كما يمكنه أيضًا إعادة تدوير خلايا الدم الحمراء التالفة أو القديمة وإنتاج خلايا جديدة. كما يساهم الطحال في مكافحة بعض أنواع البكتيريا، مثل تلك المسببة للسحايا والالتهاب الرئوي.
الطحال موجود في جميع الحيوانات الفقارية، ويتكون من جيوب داخلية تفصل بينها أغشية نفاذة للدم والسوائل، ويقع بالقرب من البنكرياس والكلية اليسرى والأمعاء. في الحالة الطبيعية، لا يمكن الإحساس بالطحال نظرًا لموقعه خلف المعدة والقفص الصدري، ولكنه يصبح قابلًا للمس في حال تضخمه.
تضخّم الطّحال
يتألف الطحال من قسمين رئيسيين؛ جزأين أبيض وآخر أحمر. يحتوي الجزء الأبيض على خلايا الدم البيضاء، بينما يحتوي الجزء الأحمر على مادة غنية بالأوعية الدموية. يمر الدم عبر هذه الأوعية ببطء لتصفية الخلايا التالفة والبكتيريا. في بعض الحالات المرضية، قد يصل وزن الطحال إلى كيلوغرام أو أكثر، كما في حالات مثل الثلاسيميا، وكثرة كريات الدم الحمراء، والذئبة، واللوكيميا، وسرطان الغدد الليمفاوية، والأمراض المختلفة المرتبطة بالكبد والقلب، وفشل النخاع العظمي، ومرض غوشيه، والملاريا، وأحيانًا الزهايمر.
ينصح الأطباء المرضى الذين يعانون من تضخم الطحال بتجنب بعض أنواع الرياضات، مثل الهوكي وكرة القدم. كما أن هناك بعض الأطعمة التي تدعم صحة الطحال، ومن بينها الأطعمة الغنية بالألياف، مثل التفاح، والتوت الأزرق، والموز. التوصيات الطبية تشمل أيضًا شرب كميات كافية من الماء لطرد السموم من الجسم وتقليل الدهون في النظام الغذائي.
وظائف الطّحال
تتعدد وظائف الطحال وتتنوع آثارها في جسم الإنسان، ومن أبرز هذه الوظائف:
- دور بارز في تصفية الدم.
- إنتاج وتطوير خلايا B و T المناعية لتكون ناضجة وقادرة على تحديد وطرد الأمراض.
- تنظيم كمية الدم التي تمر في الأوعية.
- التخلص من الخلايا التالفة؛ لذلك يُشار إليه كمقبرة لخلايا الدم الحمراء.
- مكافحة الطفيليات والبكتيريا.
- تخزين الدم.
- المساهمة في صناعة كريات الدم الحمراء.
استئصال الطّحال
يعد الطحال أحد الأعضاء المساعدة المهمة في الجسم، ولكن يمكن العيش بدونه بسبب قيام أعضاء أخرى بنفس وظائفه. قد يضطر الأطباء إلى إجراء عملية استئصال الطحال في حالات معينة، مثل تلفه، أو نشاطه المفرط، أو وجود سرطان في الجهاز الليمفاوي. ولكن يفقد الجسم جزءًا من قوته الدفاعية ضد العدوى في حال فقدان الطحال، حيث قد تؤدي العملية إلى تقليل استجابة الجسم لبعض التطعيمات وزيادة خطر الإصابة بالالتهابات، وخاصة البكتيرية، بالإضافة إلى ارتفاع عدد كريات الدم البيضاء.
حالة الجسم بعد إزالة الطّحال
الطحال يعتبر عضوًا مكملًا لأجهزة الجسم المختلفة، ويمكن إزالته دون الوفاة. ومع ذلك، فإن عملية الإزالة قد تؤدي إلى آثار سلبية؛ حيث قد يحدث اختلال في توازن كريات الدم البيضاء وازدياد عددها، مما يزيد من فرصة تعرّض الجسم للتسمم بسبب دخول الفيروسات أو الميكروبات الضارة. كما أن فقدان القدرة على إنتاج الأجسام المضادة قد يؤثر على استجابة الجسم للقاحات.
فيديو أين يقع الطحال في جسم الإنسان؟
يُعتبر الطحال واحدًا من الأجزاء الحيوية جدا في جسم الإنسان، فهل تساءلت عن مكانه ووظيفته؟