اتفاقية بريتون وودز: تحولات في النظام النقدي الدولي

اتفاقية بريتون وودز

تُعرف اتفاقية بريتون وودز، التي عُقدت في يوليو عام 1944 في منطقة بريتون بولاية نيوهامبشير الأمريكية، بأنها مؤتمر دولي رائد يهدف إلى تنظيم النظام المالي العالمي بعد الحرب العالمية الثانية. استمرت فعاليات المؤتمر من الأول حتى الثاني والعشرين من يوليو، وشمل ممثلين عن 44 دولة، بما في ذلك الاتحاد السوفيتي السابق، حيث كانت تسعى هذه الدول إلى إيجاد ترتيبات مالية فعالة في أعقاب الصراع العالمي.

أسباب انعقاد اتفاقية بريتون وودز

تُعتبر المملكة المتحدة والولايات المتحدة من أبرز الدول التي دعت إلى انعقاد اتفاقية بريتون وودز، إذ كانت لكل منهما اعتبارات اقتصادية خاصة. كانت المملكة المتحدة بحاجة ماسة إلى الاتفاقية لسداد ديونها المستحقة للولايات المتحدة في تلك الفترة. ومن ناحية أخرى، كانت السياسة الأمريكية ترتكز على تعزيز التجارة الدولية بحرية وفقًا لمبدأ التحويل التلقائي للعملات. كما كانت شروط تسوية الديون الناجمة عن الحرب الأميركية-الإنجليزية تلعب دوراً محورياً في إعداد المؤتمر.

نتائج اتفاقية بريتون وودز

أسفر المؤتمر عن تأسيس البنك الدولي للإنشاء والتعمير وصندوق النقد الدولي، اللذان أُنشئا بموجب الاتفاقية في 27 ديسمبر 1945. كما تم الاتفاق على تطبيق نظام أسعار الصرف الثابتة، بحيث أصبحت العملة الأمريكية، الدولار، هي العملة الرئيسية. وتم تحديد قيمة الدولار بناءً على 35 دولاراً لكل أونصة من الذهب. يجدر بالذكر أن تطوير خطط الاتفاقية يعود إلى اقتصاديين بارزين، وهما البريطاني جون ماينارد كينز والأمريكي هاري ديكستر وايت، ورغم اختلاف أفكارهما، إلا أن كليهما توصل إلى أهداف متقاربة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *