مدينة القنفذة
تُعتبر القنفذة مدينة ساحلية تقع في المملكة العربية السعودية، حيث تطل هذه المدينة على السواحل الغربية للبحر الأحمر. أصبحت القنفذة من أهم الموانئ في البلاد، حيث تشهد حركة نشطة للسفن التجارية. وبفضل موقعها الاستراتيجي، تعتبر القنفذة مدينة تاريخية غنية بالموروثات الحضارية التي شهدتها عصور مختلفة، سواء كانت قديمة أو معاصرة.
موقع القنفذة
تقع القنفذة ضمن نطاق التحصيل الإداري لمحافظة مكة المكرمة، إذ تبعد 563 كيلو متراً عن مكة المكرمة من الجهة الجنوبية. ومن الجهة الشمالية، تفصلها مسافة 643 كيلومتراً عن منطقة جيزان، بينما تحيط بها مدينة أبها من الغرب، وتطل على البحر الأحمر من الشرق. تتميز المدينة بأراضيها الخصبة التي تتيح زراعة عدة أنواع من المحاصيل، حيث تحتضن أحد فروع وادي قنونه، الذي يبدأ من شرق جبال السروات وينتهي غرباً عند سواحل البحر الأحمر.
نبذة تاريخية عن القنفذة
تعود أهمية القنفذة التاريخية إلى موقعها الجغرافي الفريد، حيث كانت نقطة توقف رئيسية للقوافل التجارية بين اليمن وبلاد الشام، بالإضافة إلى كونها محط قوافل الحجيج المتجهة إلى الكعبة المشرفة. كانت من الموانئ المهمة التي جذبت السفن اليونانية والرومانية، وقد شهدت المدينة صراعات تاريخية بين العثمانيين والإيطاليين. قبل قيام الدولة السعودية، كانت القنفذة تتبع سيطرة الأشراف في منطقة عسير، وكانت محور صراع للسيطرة عليها من قبل الجانب الإيطالي. تدل بقايا السفن العثمانية المدمرة في قاع البحر الأحمر على الصراعات التاريخية بين الأتراك والإيطاليين، لكن بعد انحلال الحكم العثماني وتأسيس الحكم السعودي، دخلت القنفذة ضمن سيطرة المملكة العربية السعودية، بعد أن كانت مركزاً مهماً لإمارة عسير.
السياحة في القنفذة
تشتهر القنفذة بأنها واحدة من أبرز المدن السياحية على ساحل البحر الأحمر، وتعتبر أيضاً من أهم المدن في منطقة مكة المكرمة. تشتهر المدينة أيضاً بالزراعة نتيجة خصوبة أراضيها وكذلك بفضل الصيد في مياه البحر الأحمر. بفضل مكانتها كوجهة سياحية، تم إنشاء العديد من الفنادق والمرافق على السواحل للاستمتاع بأوقات الاستجمام والراحة. تحتضن القنفذة عدداً من الجزر الصغيرة مثل جزيرة أم القماري، التي تعد مكاناً مثالياً للغوص واستكشاف الحياة البحرية الغنية. تعتبر القنفذة وجهة مثالية لمن يبحث عن الابتعاد عن صخب حياة المدن والاستمتاع بالهدوء وجمال البحر الأحمر.