العقل
يعتبر العقل العنصر غير الملموس في جسم الإنسان، حيث يلعب دوراً محورياً في العمليات الذهنية والنفسية التي يقوم بها الأفراد، سواء كان ذلك عن وعي أو بصفة لا إرادية. يُعد العقل مصدراً رئيسياً للسلوكيات والتصرفات والأفكار المدروسة التي تميز الإنسان عن باقي الحيوانات غير العاقلة. في اللغة، يُعتبر العقل نقيض الجهل، وهو ما يدفع الإنسان للقيام بعمليات التفكير والتحليل والتأمل، مما يمكنه من التمييز بين الصواب والخطأ، ويعزز فهمه لمدى قبول أو عدم قبول السلوكيات والأفكار المختلفة.
موقع العقل في جسم الإنسان
تباينت آراء العلماء حول موقع العقل في جسم الإنسان، حيث انقسموا إلى مدرستين رئيسيتين. يعتقد الطرف الأول أن العقل يقع في الدماغ، بينما يرى الطرف الثاني أنه موجود في القلب. ومع ذلك، لم يقدم أي من الطرفين أدلة علمية ملموسة تدعم نظرياتهما، بل اعتمدوا على افتراضات غير مثبتة التي تحولت بمرور الزمن إلى مسلمات بالنسبة لهم.
البراهين على وجود العقل في الدماغ
دعم الأطباء والفلاسفة فكرة وجود العقل في الدماغ، حيث أشار البعض إلى أن الأفعال الإرادية التي يقوم بها الإنسان بعد تفكير متأني لا تختلف كثيراً عن العمليات العصبية الأخرى مثل التنفس وهضم الطعام واستشعار الروائح. من جهة أخرى، أشار بعض الأطباء إلى أن الجهاز العصبي يتجاوز الدماغ ليشمل كل أجزاء الجسم، انطلاقاً من الحبل الشوكي والأعصاب المنتشرة في خلايا وأنسجة الجسم. تعود آلية عمل الجهاز العصبي إلى نقل الأوامر من وإلى الدماغ عبر إشارات عصبية، مما يؤثر بصورة كبيرة على تفعيل العمليات العقلية وتخزينها داخل الدماغ.
على الجانب الآخر، قدّم علماء المسلمين وأبحاث حديثة فرضية وجود العقل في القلب، حيث أظهر علماء الفسيولوجيا أن القلب يتفاعل بسرعة مع المواقف المفاجئة مثل الخوف، مما يؤدي إلى زيادة نبضاته. بعدها، يرسل القلب أوامر إلى الدماغ للقيام بتصرفات لا إرادية كالهروب أو القفز. وفي هذا السياق، يرى بعض الباحثين أن القلب يحتوي على طاقة فريدة تساعد على استقبال المعلومات وتحليلها، وقد وصفها البعض بأنها بمثابة “دماغ صغير” ذو تعقيد خاص موجود في القلب.
