مكان قبر النبي سليمان
تشير العديد من الروايات إلى موقع قبر سيدنا سليمان -عليه السلام-، وقد زعمت بعض التقارير اليهودية بأن القبر يقع في فلسطين، وهو ما يُعتبر من الأكاذيب التي لا تستند إلى أي دليل موثوق.
لا توجد أدلة قاطعة تحدد الموقع الدقيق للقبر، ويظل هذا الموضوع غامضًا ولا يعلمه إلا الله -سبحانه وتعالى-، ومن المؤكد أن القبر الوحيد الذي يُعرف مكانه بشكل واضح هو قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
قصة وفاة سيدنا سليمان
كان سيدنا سليمان -عليه السلام- قد أعطى أوامره لجنوده من الجن لبناء معبدٍ خاص له، وكان يراقبهم بجد لضمان عدم تقاعسهم. وفي يوم من الأيام، اتكأ سليمان -عليه السلام- على عصاه أثناء مراقبته لجنده، وتوفي وهو جالس. لم يكتشف أحد موته، حيث ما زالوا يعملون تحت انطباع أنه مستمر في مراقبتهم. حتى سقطت عصاه على الأرض بعد أن أكلت حشرة صغيرة منها، مما جعل الجن يدركون بوفاة سيدنا سليمان.
قال الله -سبحانه وتعالى-: فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتْ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ.
النبي سليمان عليه السلام
سيدنا سليمان هو أحد أبناء النبي داود -عليه السلام-، وقد أرسله الله -عزّ وجل- لهداية بني إسرائيل. تولى سيدنا سليمان الملك بعد وفاة والده، وكان يُعرف بحكمته وعدله ورحمته.
تعلم سليمان أساليب الحكم من والده وطبّقها، وقد منحه الله -عز وجل- قدراتٍ استثنائية وسخر له مخلوقات عديدة بما في ذلك الجن والإنس والريح. قال الله تعالى: وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ * يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ.
كما منح الله -سبحانه وتعالى- سليمان القدرة على التواصل مع الطيور وفهم لغات الحيوانات، وكان لديه جيش كبير يتألف من الإنس والجن، وسُخّرت له الجبال، وقد حظي بقدرات عديدة ومُلْك عظيم لم يُعطَ لأحد من قبله.
قصص سيدنا سليمان في القرآن
كان سيدنا سليمان -عليه السلام- يفهم لغة النمل، وقد وردت في القرآن الكريم قصة تتعلق بذلك حين اقترب من مستقر للنمل، فحذرت نملة باقي النمل قائلة: يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ. سمع سيدنا سليمان صوت النملة وأدرك معنى تحذيرها، فتجنب دخول مسكنها وشكر الله على نعمه.
ومن القصص المعروفة لسيدنا سليمان في القرآن هي قصة الهدهد، حيث كان الهدهد بمثابة رسول لهداة قوم سبأ الذين كانوا يعبدون الشمس. أرسل سليمان -عليه السلام- إليهم كتابًا يحذرهم من الشرك، وأسلموا على يديه، وكانت لديه القدرة على فهم لغة الطيور وإيصال مطالبهم إلى الناس.