تتمثل أهمية الزراعة العضوية وتأثيرها المباشر على الإنسان في استمرار حاجة البشرية إلى الزراعة، رغم التقدم المذهل الذي يشهده العالم اليوم في مجالات متعددة. لا تزال الزراعة أحد أهم المهن التي يمارسها الإنسان، حيث تغطي أكثر من ثلث مساحة الأرض في مختلف أنحاء العالم. يعمل ملايين الأفراد في قطاع الزراعة والقطاعات المتصلة به، مما يجعل الزراعة مصدراً حيوياً للدخل والاقتصاد.
مقدمة حول أهمية الزراعة العضوية
تزايد الوعي في السنوات الأخيرة بأضرار الأسمدة والمبيدات الحشرية الكيميائية التي تعتمد عليها الأساليب الزراعية التقليدية، والتي تؤثر بشكل سلبي على صحة الإنسان. لذا، فقد تم التوجه نحو الزراعة العضوية لما تقدمه من فوائد صحية وبيئية.
تعريف الزراعة
الزراعة هي عملية إعداد الأرض وتزويدها بالعناصر الأساسية اللازمة لنمو النباتات، تليها زراعة المحاصيل والشجر لتحقيق الإنتاج الغذائي للبشر وتوفير العلف للحيوانات. يقوم بهذه العملية الأفراد المعروفون بالمزارعين أو الفلاحين.
تظهر الحاجة للزراعة في تحسين مظهر البيئة وتوفير مساحات للتنزه واستجمام. ويجب تهيئة ظروف ملائمة للتربة ولزراعة النباتات. تشمل الزراعة أنواعاً متعددة مثل الزراعة التقليدية والزراعة العضوية، والتي سنستعرضها بالتفصيل فيما يلي.
معلومات أساسية عن الزراعة العضوية
- وضع السير ألبرت هوارد ورودولف شتاينر مفاهيم الزراعة العضوية في بداية القرن العشرين، مشيرين إلى كونها نظاماً زراعياً يعتمد على عدم استخدام الأسمدة الصناعية أو المبيدات، والاستناد إلى الأسمدة العضوية القادمة من المخلفات الحيوانية والنباتية.
- أظهرت التجارب أن استخدام المخلفات الحيوانية كسماد فعّال يولد نتائج أفضل في الرعاية الزراعية. وبالتالي، شجعت الممارسات العضوية حالة مشتركة من الاستدامة البيئية، حيث أصبحت تُفضل من قبل الكثيرين، وزاد الطلب على المنتجات العضوية.
- تشير الإحصائيات إلى أن مبيعات المنتجات العضوية في الولايات المتحدة ارتفعت من 20.39 مليار دولار أمريكي في عام 2008 إلى 45.21 مليار دولار في عام 2017، بينما وصلت مبيعاتها في أوروبا إلى 33 مليار دولار تقريباً في عام 2015.
حقائق غير معروفة عن الزراعة العضوية
- أدى تزايد الوعي بالمنافع الصحية للمنتجات العضوية إلى ارتفاع أسعارها مقارنة مع الأغذية التقليدية، رغم أن الأسعار قد تختلف تبعاً لنوع المنتج وقوانين السوق.
- يتم التعرف على المنتجات العضوية من خلال ملصقات معتمدة تشير إلى إرشادات الزراعة وسياساتها. تم إصدار قوانين حول إنتاج الأغذية العضوية في عام 1990، والتي تفرض على المزارعين التقيد بالقواعد الخاصة بالزراعة العضوية.
- يتطلب الالتزام بالقوانين الزراعية وجود معايير معينة يجب التقييد بها، إذ أن أي مخالفة قد تؤدي إلى عقوبات مالية.
كيفية إنتاج السماد العضوي
تعتمد الزراعة العضوية على استخدام السماد العضوي. يمكن الحصول على هذا السماد من نفايات الحيوانات، وفي حال عدم توفرها يمكن صناعة السماد العضوي من بقايا النباتات أو فضلات الطعام. يجب إضافة النيتروجين والكربون لتحسين فعالية السماد.
يتم ذلك بوضع طبقات من النفايات الغنية بالكربون (مثل أوراق الحديقة) مع النيتروجين (كالخضروات الورقية) وتغطيته بطبقة من التربة. بعد حوالي شهرين، يتم الحصول على سماد فعال يمكن استخدامه للنباتات والأشجار.
أمثلة على المنتجات العضوية
تشهد الأسواق حالياً زيادة ملحوظة في توافر المنتجات العضوية، التي تشمل اللحوم ومنتجات الألبان، بجانب الأطعمة المصنعة كالوجبات المجمدة والمشروبات.
فوائد الزراعة العضوية
يمكن تلخيص فوائد الزراعة العضوية في النقاط التالية:
- تجنب الأسمدة الصناعية والمبيدات الحشرية، مما يؤدي إلى تقليل التلوث الكيميائي وتأثيراته على المياه والتربة، وزيادة خصوبة التربة بالاعتماد على الأسمدة العضوية.
- تعتبر المنتجات العضوية أكثر صحة لأنها غير معدلة وراثياً، مما يزيد من الطلب عليها من المستهلكين.
- تحتوي المحاصيل العضوية على قيمة غذائية أعلى مقارنة بالمنتجات التقليدية وتمتاز بجودة الطعم.
- تعتمد المنتجات العضوية على الموارد الطبيعية المتوافرة في البيئة.
التحديات التي تواجه الزراعة العضوية
- تواجه الزراعة العضوية تحديات تتمثل في انخفاض كمية المنتجات المنتجة رغم ارتفاع أسعارها، الأمر الذي يستوجب استغلال أراضي أكبر لزيادة الإنتاج.
- الحشرات والطيور، خاصة الثدييات، تعتبر من العوامل المؤثرة سلباً على غلة المحاصيل العضوية، خصوصاً في المناطق المدارية.
- ترتفع تكاليف الشراء والعناية بالمنتجات العضوية للمستهلكين، نتيجة الاعتماد الكبير على الأيدي العاملة والتكاليف المرتبطة بالحصول على الشهادات المعتمدة.
- تشكل مسألة تصدير المنتجات العضوية من الدول النامية إلى الدول الغنية تحدياً آخر، مما يعقد فرص الحصول على الأغذية العضوية لهذه الدول.
- تواجه الزراعة العضوية أيضاً صعوبات تتعلق بالأمن الغذائي بفعل ضغوط إنتاج المحاصيل لتلبية احتياجات أكثر تنوعاً في المجتمع، فضلاً عن تأثيرات تغير المناخ على استدامتها.
خاتمة حول أهمية الزراعة العضوية
في الختام، تتجلى أهمية الزراعة العضوية في تأثيرها الإيجابي على صحة الإنسان والبيئة. لذا، أصبحت الزراعة العضوية جزءاً أساسياً من استراتيجيات الدول والشركات الكبرى، حيث تساهم في حماية صحة الفرد وتعزيز البيئة مع تحقيق عوائد اقتصادية، مما يعكس ضرورة تعزيز ممارسات الزراعة العضوية مستقبلًا.