مقدمة
تعتبر شبه الجزيرة العربية مجموعة معقدة من الأقاليم، من أبرزها وأهمها إقليم تهامة. هذا الإقليم يقع في السهل الساحلي المحاذي للبحر الأحمر، الذي يطل على الجانب الغربي والجنوبي الغربي لشبه الجزيرة، ويمتد بين اليمن والحجاز.
إقليم تهامة
تهامة هو الاسم الأكثر شهرة لمكة المكرمة ويحتضن العديد من المدن الحيوية في شبه الجزيرة العربية. تُعتبر مكة المكرمة الأبرز في هذا الإقليم، حيث تُعد مهدًا للديانة الإسلامية ومكان مسقط رأس النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – وعدد من الصحابة الذين أسلموا ودافعوا عن هذه الدعوة، لتصل إلى مختلف أرجاء الأرض. ومن هنا، يُستخدم اسم “التهامي” كإحدى الألقاب المعروفة للنبي محمد. بالإضافة إلى مكة، تشمل مدن إقليم تهامة الأخرى جدة، قنا، القنفذة، محايل عسير، الليث، ينبع، المخواة، المجاردة، الحريضة، بارق، الحجرة، الشقيق، الدرب، البرك، المخا، عدن، والحديدة، وغيرها العديد من المدن.
سبب تسمية الإقليم
اُطلق اسم تهامة على هذا الإقليم نتيجة للحرارة الشديدة التي تُميز هذه المنطقة، حيث تشير كلمة “التهم” إلى الحرارة المرتفعة والرياح الراكدة. يشتمل الإقليم على العديد من الجبال البارزة، مثل جبل بركوك، جبل ثربان، جبل الناطف، جبل الطارقي، جبل ورقان، جبل القهر، جبل العريف، جبل ضجنان، جبل شدا الأعلى والأسفل، جبل ثافل الأكبر والأصغر، جبل ريدان، جبل نيس، وجبل رضوى، إلى جانب المزيد من الجبال الأخرى. من بين هذه الجبال، تُعتبر الجبال الدينية من الأبرز، خاصةً جبل عرفة، الذي يحمل أهمية خاصة لدى المسلمين حيث يمثل الركن الأعظم في الحج. هناك أيضًا جبلا الصفا والمروة، المرتبطان بمناسك العمرة والحج، حيث يتعين على الحاج أو المعتمر السعي بينهما سبعة أشواط، اقتداءً بالسيدة هاجر التي بحثت عن الماء عندما تُركت في الصحراء وفقًا لأمر الله تعالى.
الطبيعة الجغرافية لإقليم تهامة
إلى جانب تواجد الجبال في المنطقة، تتميز تهامة بشبكة من الوديان الفريدة، مثل وادي رضوى، وادي نعمان، وادي إبراهيم، وادي العقيق، وادي فاطمة، وادي الليث، وادي قنونا، وادي الأحسبة، وادي الشاقة الشمالية والجنوبية، ووادي يبه، بالإضافة إلى عدد كبير من الوديان الأخرى.
