الحيوانات التي انقرضت في البيئة الصحراوية

الانقراض

في علم الأحياء، يُعرَّف الانقراض بأنه فقدان الأنواع الحيوانية، حيث يحدث نتيجة انخفاض أعداد الأنواع بسبب تأثيرات بيئية مثل تدمير المواطن، التغير المناخي، الكوارث الطبيعية، أو الاستغلال المفرط من قبل الإنسان. كما يمكن أن تسهم العوامل التطورية، مثل زواج الأقارب الجيني وسوء التكاثر، في انخفاض عدد السكان، مما يؤدي إلى الانقراض.

الحيوانات المنقرضة في الصحراء

تعتبر الصحاري بيئات قاسية تتميز بنقص مياهها بسبب انخفاض هطول الأمطار وخزانات المياه الجوفية. وهذا يتطلب تكيُّف عالي المستوى للحيوانات والنباتات مع تلك الظروف، حيث تتقلص موارد الحياة بشكل ملحوظ. الحيوانات التي تعيش في مثل هذه البيئات تتعرض لخطر الانقراض نتيجة التأثيرات البشرية والتغيرات الطبيعية في النظام البيئي. ومن أبرز الأنواع المنقرضة في المناطق الصحراوية:

  • الديناصورات الصحراوية: شهدت الديناصورات نوعًا مذهلاً من التنوع البيئي، حيث ازدهرت في مواطن مختلفة من بينها الصحاري. مثال على ذلك الديناصور “Prosauropod” المعروف باسم “Plateosaurus”، الذي عاش في بيئة شبه صحراوية وكان يتغذى على النباتات المقاومة للجفاف. كما عاشت أنواع أخرى مثل “Galiemimos” في صحاري العصر الطباشيري. بالإضافة إلى ذلك، تشمل الديناصورات الأخرى في البيئات الصحراوية “Protoceratops”، “Oviraptor” و “Velociraptor”.
  • حيوانات الصحراء الأسترالية: تعرضت العديد من الأنواع الصحراوية الأسترالية للتهديد أو الانقراض نتيجة تدهور بيئتها منذ بدء الاستعمار البريطاني. من بين هذه الأنواع، البلبي الأصغر الذي لم يُرَ منذ الستينيات بسبب تدمير موائله بفعل الحرائق والافتراس من الثعالب ورعي الماشية. كما ساهم إدخال الإبل والأرانب والقطط والكلاب البرية في انقراض بعض الأنواع مثل العصابات الصحراوية والشيطان التسماني.

أظهرت الدراسات التي أجريت على 14 نوعًا كبيرًا أن 86% منها، أي عشرة أنواع، إما انقرضت بالفعل أو هي مهددة بالانقراض، حيث انقرض أربعة منها، ما يعادل 28%، في المنطقة. ومن ضمنها، اختفى حيوان البوبال هارتبيست “Alcelaphus buselaphus” بشكل نهائي، بينما انقرض المها ذو القرون المنجلية “Oryx dammah” في البرية، على الرغم من الجهود المبذولة لإعادته. وكذلك، اختفت اثنتان من أبرز المفترسات في الصحراء، وهما الكلب البري الأفريقي “Lycaon pictus” والأسد الأفريقي “Panthera leo”.

الحيوانات المهددة بالانقراض في الصحراء

تغطي الصحراء الكبرى المناطق الشمالية من إفريقيا وتمتد عبر 13 دولة من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر، وهي تُعتبر أكبر صحراء حارة في العالم. على الرغم من بيئتها القاسية، تعيش فيها مجموعة من الأنواع الحيوانية، لكن التهديدات البشرية مثل الصيد الجائر والجفاف وفقدان المواطن تعرض العديد من الأنواع للانقراض، ومن أبرز هذه الأنواع:

  • الظباء والغزلان: تعاني الظباء والغزلان في الصحراء من الإفراط في الصيد، والجفاف وفقدان المواطن، حيث أُدرجت الكثبان الرملية على أنها مهددة بالانقراض بشكل حاد، مع بقاء أقل من 300 من الظباء في تشاد والنيجر. كما تم تقليص موطن غزال داما الذي يواجه خطرًا كبيرًا، إلى مناطق محدودة من تشاد ومالي والنيجر. أما الغزال النحيف، فقد تبقى منه فقط 250 إلى 300 غزال في الجزائر ومصر وليبيا وتونس.
  • سمكة الأفانيوس الصحراوية: تُعتبر سمكة الأفانيوس من الأنواع الفريدة التي توجد فقط في الصحراء الكبرى، تحديدًا في حوض نهر ساعورا بالقرب من منطقة مازر في الجزائر. تصل طول هذه السمكة الصغيرة إلى 1.75 بوصة، وتتغذى على العوالق الحيوانية والطحالب. ومع ذلك، تأثرت موائلها بشكل كبير نتيجة الجفاف وتلوث المياه، والضخ لاستخدامات زراعية، كما تواجه تهديدًا من أسماك البعوض في أمريكا الشمالية.
  • الفهد الصحراوي: مع بقاء أقل من 250 فهدًا بالغًا في الطبيعة، تم تصنيف الفهد الصحراوي ضمن الأنواع المعرضة للخطر في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة. توجد مجموعات صغيرة منه في الجزائر والنيجر، وموطنه الرئيسي هو المناطق الجبلية الصخرية. مع فقدان موائله والصيد من قبل السكان المحليين، بالإضافة إلى انخفاض أعداد فرائسه الأساسية، أصبح الفهد الصحراوي مهددًا بخطر الانقراض.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *