مقدمة حول العلم
- تناول موضوع البحث عن العلم يتطلب أولاً تعريفه وفهم مفهومه، حيث يُفهم العلم على أنه المعرفة.
- يمكن تعريف العلم من خلال نقيضه، حيث يُعتبر الجهل هو العكس المباشر للعلم، ويصفه بعض العلماء بأنه الإدراك.
- يتطلب هذا الإدراك أن يكون يقينيًا وليس مشوبًا بالشك، وأن ينطوي على فهم العوامل الحقيقية للظواهر.
- يمكن أيضًا تعريف العلم من منظور طبيعي على أنه مجموعة من النظريات والظواهر الطبيعية مع تفسيراتها.
البحث عن العلم
- يعتبر البحث عن العلم من بين الأبحاث الأساسية التي يمكن للطلاب القيام بها، حيث يشكل مقدمة لأي دراسة أخرى.
- فأي بحث في أي مجال علمي يتطلب أن يبدأ بلمحة عن طبيعة ذلك العلم وأهميته ومكانته، لتكون بمثابة مدخل لفهم أهميته الخاصة.
خصائص العلم
- من الأمور المهمة في دراسة العلم فهم خصائصه، ومنها أنه يتسم بالتجديد المستمر.
- هذا الأمر ينطبق بشكل خاص على العلوم التجريبية، حيث تستمر الأبحاث وتظهر نظريات جديدة بشكل متكرر.
- ومن الخصائص الأخرى للعلم أنه يقوم بتنظيم الأفكار لدى المتعلمين، من خلال رابطها معًا والتخطيط لعمل متكامل.
- يسعى العلم إلى البحث عن ما وراء الظواهر، ولا يقتصر على ما هو مرئي أو مسموع.
- بالإضافة إلى ذلك، يستقصي العلم الأسباب التي أدت إلى النتائج، كما يتابع المتغيرات التي تحدث.
- يتميز العلم أيضًا بالتراكمية، حيث لا توجد قضية علمية مستقلة بذاتها، بل كل منتج علمي هو نتيجة لتفاعل سلسلة من الأفكار والبحوث.
- تساهم هذه الخاصية في تسريع عملية التجديد العلمي، إذ لا يبدأ العلماء الجدد من نقطة الصفر بل يستفيدون من أبحاث السابقين.
- يمتاز العلم بالشمولية، حيث لا توجد مجالات خارجه، وكل شيء يتطلب البحث في خصائصه وأسبابه ونتائجه.
- أيضًا، يعكس العلم دورًا كبيرًا في بناء الحضارات، حيث يؤثر بشكل إيجابي على المجتمع بأسره، إذ إن كل الأفراد يتأثرون بالعلوم بطرق مختلفة.
مكانة العلم وأهميته للفرد
- يتمتع العلم بمكانة بارزة وأهمية كبيرة في حياة الأفراد والمجتمعات، فهو يفتح طريق الآفاق للإنسان.
- فالأشخاص الذين لا يمتلكون العلم قد يرون الأمور من زوايا ضيقة ويغفلون عن أبعاد هامة.
- على عكس ذلك، يتيح التعليم للفرد رؤية الخير في جوانب قد يعتبرها غير المتعلم شراً محضاً.
- كما أن العلم يمكن الأفراد من التركيز على أهداف محددة بدلاً من التشتت بين مختلف الأهداف الثانوية.
- هذا التنظيم يُضفي على حياة الفرد معنى وهدفا، حيث يشعر بالراحة والسعادة.
- كذلك، يُعزز العلم من مكانة الفرد، فقد يصبح الشخص من عامة الناس ويصعد إلى مراتب أعلى بفضل علمه.
- أما بالنسبة لأولئك الذين يتمتعون بالعلم، فإنهم يشكلون قدوة ومثالاً يحتذى به للآخرين.
- الفرد المتعلم يجد نفسه دائم النشاط والحركة، وليس لديه وقت للكسل أو الخمول، بل يتحرك بين أوجه المعرفة المختلفة.
- يمثل العلم والمعرفة سلاح الأمان الذي يحمي الأفراد من التهديدات والمخاطر.
- يساعد العلم الفرد على التفكير بشكل سليم، ويعزز قدرته على رؤية الأمور بوضوح، مما يمكنه من حل المشكلات بفاعلية.
- التسلح بالعلم يُعطي الفرد القوة لمواجهة الشائعات ومكافحة الجهل والفقر.
مكانة العلم وأهميته في المجتمع
- بالإضافة إلى أهميته للأفراد، فإن العلم يعتبر عنصرًا أساسيًا في بناء المجتمعات.
- فالعلم هو المحور الذي تدور حوله الحضارات، حيث تتقدم الدول وتزدهر من خلال المعرفة.
- تظهر الدول المتقدمة في دعمها للعلم بجميع جوانبه، حيث تستثمر في البحث والابتكار.
- ومن تأثيرات العلم على المجتمعات، فإنه يُسهم في تعزيز الازدهار من خلال الاكتشافات والابتكارات.
- يعتبر العلم معيارًا هامًا لتصنيف الدول، حيث يدعم تطورها ويضعها في مصاف الدول العظمى.
- كلما ارتفعت نسبة التعليم بين الأفراد، انخفضت معدلات الجريمة والمخاطر التي تهدد المجتمع.
يمكنكم التعرف على:
العلم في القرآن الكريم
- يتمتع العلم بمكانة سامية في الاسلام، حيث وردت العديد من الآيات في القرآن الكريم التي تحث على طلب العلم وتدعو لتقدير العلماء.
- قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ” (المجادلة: 11).
- كما قال: “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ” (فاطر: 28) و”وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ” (الروم: 22).
- وجاء أيضًا: “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ” (الزمر: 9).
العلم في السنة النبوية
- وردت في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تبرز قيمة العلم ومكانة العلماء.
- فعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “مَن سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا، سهل الله له طريقًا إلى الجنة. وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماء والأرض، حتى الحيتان في الماء. وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء هم ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورّثوا دينارًا ولا درهمًا بل ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر” (أخرجه مسلم).
- كما قال صلى الله عليه وسلم “إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: من صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له” (صحيح مسلم).
- وعن معاوية بن أبي سفيان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من يرد الله به خيرًا يُفقّهه في الدين” (صحيح مسلم).
أقوال شعرية عن العلم
أبيات شعرية للشاعر محمود سامي البارودي تتحدث عن أهمية العلم كما يلي:
بقوةِ العلمِ تقوى شوكةُ الأممِ.
فَالْحُكْمُ في الدَّهْرِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْقَلَمِ.
كمْ بينَ ما تلفظُ الأسيافُ منْ علقٍ.
وَبَيْنَ مَا تَنْفُثُ الأَقْلامُ مِنْ حِكَمِ.
لَوْ أَنْصَفَ النَّاسُ كَانَ الْفَضْلُ بَيْنَهُمُ.
بِقَطْرَةٍ مِنْ مِدَادٍ، لاَ بِسَفْكِ دَمِ.
فاعكفْ على العلمِ، تبلغْ شأوَ منزلةٍ.
في الفضلِ محفوفةٍ بالعزَّ وَالكرمِ.
فليسَ يجنى ثمارَ الفوزِ يانعةً.
منْ جنةِ العلمِ إلاَّ صادقُ الهممِ.
لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْمَسَاعِي مَا يَبِينُ بِهِ.
سَبْقُ الرِّجَالِ، تَسَاوَى النَّاسُ في الْقِيَمِ.
خاتمة حول العلم
ختاماً، فإنه لا يمكن للأمم والمجتمعات أن تتقدم إلا من خلال العلم، فالتطور الهائل الذي نشهده اليوم جنبا إلى جنب مع التقدم التكنولوجي لم يكن ليحدث بدون التعليم والمعرفة.